| محليــات
** في قضية الأمن والداخلية والمواطن,, أصررت على دخول أقسام الشرطة كمراجع عادي يجلس مع المراجعين حتى يسألك المسئول أي خدمة؟ وبوسعك أن تقول شكراً جزيلاً,, أنا مجرد تابع لأحد المراجعين هنا,.
** زرت قسم شرطة الملز,, فوجدت أن رئيسه العميد علوش بن عبدالله أبوثنين,, يحضر الساعة السابعة صباحاً ويتلفت في المدخل,, ويدور في بعض الاقسام,, ثم يدخل التوقيف ويسأل عن هذا وذاك,, ثم يسمع منهم قبل أن يدخل مكتبه.
** وجدته يناقش بعض رؤساء الأقسام عن مهاتفات جرت ليل أمس,, مما يدل على أن العمل متواصل ليل نهار,, فيقول: الساعة الواحدة ليلاً اتصلوا على قضية فلان,, ثم يناقش وهكذا,, وهذا مؤشر على أن العمل لا يتوقف,, لا ليلاً ولا نهاراً.
** رأيت الرجل يريد تسهيل أمور المراجعين بأي شكل,, ولا يريد أن يتعطل أحد.
** يصغي لكل مراجع,, حتى الذي يستوقفه في الممر أو في أي مكان آخر.
** يتسمر في مكتبه منذ الصباح وحتى الساعة الثالثة عصراً,, ولا يخرج إلا لصلاة الظهر مع الجماعة.
** جلست مع مجموعة المراجعين,, ووجدت أن الرجل أكره ما يكره,, أن يوقف أحداً,, أو أن يعاقب أحداً,, بل يسعى لتسهيل أمور المراجعين أيّاً كانوا.
** ويحتفظ في مكتبه بسجل كامل عن كل معاملة,, ليلاحقها صباحاً ويسأل,, أين المعاملة الفلانية,, ماذا تم فيها,, والأخرى,, ماذا فيها وهكذا,, وأرتال المراجعين لم تربك العمل أبداً,, ولم تغير نفسيته أبداً.
** العمل يسير بانتظام,, ويأخذ دورته العادية,, وبابه مفتوح,, ويملك هدوءاً لا يمكن وصفه مهما سمع من المراجع.
** وفي أقسام هذا المركز,, تجد كل شيء يسير بانتظام,, رئيس التحقيق ورئيس البحث ورئيس البحث الجنائي,, ومساعد رئيس القسم,, وتجد تفهماً غير عادي,, وتنظيماً مذهلاً.
** خرجت من هذا القسم بانطباع مبهج,, ورغم جلوسي لعدة ساعات, لم أجد خلافاً أو مشكلة أو معضلة أو أمراً متعسراً,, أو مراجعاً متضجراً,, بل إن الكثير منهم,, يتشكر من فرط التسهيلات التي لم يتوقعها.
** وانتقلت في يوم آخر إلى قسم شرطة الروضة,, فجلست في مكتب رئيس القسم المقدم محمد المحيميد كأحد المراجعين,, فوجدت الرجل أيضاً,, يستقبل المراجعين واحداً واحداً,, ويلاحق الأجهزة ويتابع موظفيه ويستفسر عن كل نقطة,, وعن كل صغيرة وكبيرة,.
** يناقش المراجعين واحداً واحداً,, ويتفهم ماذا يريدون,, ويتلطف مع كل مناقش,, ويبتسم كثيراً,, ويحاول تبسيط الأمور قدر الامكان.
** لقد وجدت أن أكثر ما يكره رؤساء اقسام الشرطة,, هو توقيف الشخص,, حتى لو توافرت أسباب التوقيف فإنهم يتأكدون ويتأكدون عشرات المرات قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة.
** وجدتهم يسارعون بإطلاق سراحه، بل ويساعدونه على هذا السبب أو الدليل.
** وجدت أن أكثر المراجعين من فئة العلّة الذي لا يفهم ولا يريد أن يفهم,, فهو يلتُّ ويعجن ويطحن بكلام غير مقبول,, ومع ذلك,, فإن رئيس القسم ومسئول القسم,, يجاريه ويحاوره بهدوء,, يحاول إقناعه بالتي هي أحسن,, رغم أنه هو المخطىء,, ولكن؟!
** وجدت أن مشاكل الشباب مع الأسف، هي الأكثر,, تفحيط,, وحوادث,, ومشاكل,, ومعاكسات ومخالفات من كل جنس.
** ووجدت أن بعض الآباء رغم أخطاء ومشاكل ابنه يرفع صوته ويجادل ويخاصم ويهاجم دفاعاً عن ابنه المخطىء.
** وجدت أن العاملين في أقسام الشرطة,, يريدون خدمة كل مراجع,, وكل مواطن,, وكل مقيم وتسهيل أمورهم.
** وجدت أنهم يحترقون من وطأة العمل وكثرة المراجعين وكثرة القضايا,, ومع ذلك,, فأعصابهم هادئة,, ونفَسُهم طويل,, وروحهم عالية,, وتعاملهم أمثل,, والتزامهم لا يوصف,, وانضباطهم تعجز عن نقله بدقة,.
وللحديث صلة
|
|
|