متابعة

شوارع دمشق تخلو من المارة الشعب السوري ينعي الأسد في هدوء ويتعهد بمساندة بشار * * دمشق رويترز: خلت شوارع دمشق تقريبا صباح أمس الاحد بعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد في الوقت الذي توجهت فيه مجموعات صغيرة من المعزين الى القصر الرئاسي والمستشفى الذي يرقد فيه جثمان الأسد. وأغلقت وحدات من الحرس الجمهوري المسلحة ببنادق من طراز ايه,كيه 47 الشوارع المؤدية الى قصر الشعب ومستشفى الشامي حيث يرقد جثمان الأسد لحين دفنه يوم الثلاثاء. ووقف عدد من المعزين بعضهم يبكي وآخرون مصدومون قرب المبنيين وهم يهتفون للفقيد ويتعهدون بمساندة ابنه بشار المرجح أن يخلف الأسد في السلطة. وشددت الشرطة تواجدها حول المباني الحكومية وعند التقاطعات الرئيسية في المدينة بعد وفاة الرجل الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما. وقال مصدر سياسي سوري أمس الاحد ان حزب البعث الحاكم في سوريا رشح بشار الأسد لتولي رئاسة البلاد خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد في جلسة عقدت في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية. وأضاف ان الترشيح سيحال الى البرلمان لاتخاذ الاجراءات الرسمية اللازمة. واذا أقر البرلمان الترشيح فان الدستور يقضي باجراء استفتاء عام يطلب فيه من الناخبين قبول أو رفض الترشيح. وقال مسؤولون ان البرلمان سيعقد جلسة يوم 25 يونيو الحالي لاقرار ترشيح بشار واصدار المرسوم بدعوة الناخبين للاستفتاء. وقال المصدر زكت القيادة القطرية الرفيق بشار الأسد لمنصب الرئيس وسيرسل الترشيح الى البرلمان لاتخاذ الاجراءات اللازمة . وكان البرلمان عقد جلسة خاصة بعد قليل من وفاة الرئيس حافظ الأسد أمس الأول عدل خلالها الدستور بتخفيض السن القانونية للترشيح للرئاسة الى 34 عاما من 40 عاما لتمهيد السبيل لتولي بشار الرئاسة. من ناحية أخرى صرح مسؤول في حزب البعث الحاكم في سوريا أمس الاحد أن المؤتمر القطري للحزب سيعقد في موعده المحدد في السابع عشر من حزيران يونيو، نافيا بذلك تصريحات أدلى بها مسؤول سوري في وقت سابق واعلن عن ارجائه. وقال المسؤول في الحزب ان المؤتمر ابقي في موعده لابرام اقتراح قيادة الحزب ترشيح بشار الأسد لمنصب الرئيس . وكان مسؤول سوري أعلن لوكالة فرانس برس في وقت سابق أمس ان المؤتمر القطري لحزب البعث الذي كان يفترض ان يبدأ في 17 حزيران/يونيو ارجىء حتى اجتماع مجلس الشعب المقرر في 25 حزيران/يونيو لاختيار خليفة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. على صعيد آخر ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أمس الأحد ان مراسم جنازة الرئيس الراحل حافظ الأسد ستبدأ عند الساعة الثامنة من صباح غد الثلاثاء. وفي معرض اعلانها لترتيبات الجنازة، قالت الوكالة انه سيتم نقل النعش محمولا من منزل الرئيس الذي اقام طيلة العقود الثلاثة الماضية في منطقة المهاجرين متوجها الى ساحة الأمويين بدمشق . وفي ساحة الأمويين يجري للرئيس الراحل وداع شعبي كبير وبعد ذلك يتوجه موكب التشييع الذي سينقل على عربة مدفع مجللة بالعلم السوري ترافقه تشكيلات عسكرية تمثل مختلف أفرع القوات المسلحة السورية الى مطار المزة. ومن مطار المزة الواقع على بعد ستة كيلومترات من ساحة الأمويين، ينقل الجثمان بطائرة خاصة الى مطار باسل الأسد في اللاذقية في رحلة تستغرق 40 دقيقة. ومن المقرر ان يصل جثمان الرئيس الراحل محمولا على عربة مدفع الى جامع السيدة ناعسة في قرية القرداحة مسقط رأس الأسد، عند الساعة الثالثة بعد الظهر حيث يسجى الجثمان لاتاحة الفرصة لكبار الضيوف والمشيعين من الدول العربية والأجنبية لالقاء نظرة الوداع على الأسد. وبعد صلاة العصر وصلاة الجنازة، تجرى مراسم دفن الأسد في ضريح العائلة بالقرداحة، ويستقبل بشار النجل الأكبر للأسد واخوته وقيادة حزب البعث الحاكم والجبهة الوطنية التقدمية، المعزين في السرادق الكبير المخصص لذلك هناك. وسيشارك في الجنازة عدد من زعماء الدول العربية والدولية. الاتحاد الأوروبي يدعم بشار الأسد * مدريد د,ب,أ: قال الاتحاد الأوروبي أمس الاحد انه سوف يساند القيادة المستقبلية لسوريا بعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد. فقد صرح ميجيل موراتينوس الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لدى الشرق الأوسط لصحيفة إيل موندو الاسبانية بأن الاتحاد يدعم نجل الأسد وخليفته المرشح بشار 34 عاما . وقال موراتينوس ان بشار يعتزم مواصلة نفس النهج ولكن بنظام عصري ، مضيفا ان الوالد والابن على حد سواء قد بدا منهما دوما مؤشرات ايجابية والتزاما بالسلام. *** الرئيس الفلسطيني اليوم في دمشق صرح المسؤول الفلسطيني خالد الفاهوم لوكالة فرانس برس امس الاحد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيصل مساء اليوم الاثنين الى دمشق في أول زيارة له الى العاصمة السورية منذ 1996، للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس السوري حافظ الأسد. وأوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني ان عرفات سيكون على رأس وفد يضم رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس اضافة الى عدد آخر من كبار المسؤولين الفلسطينيين. ووصف الفاهوم الذي يقيم في دمشق زيارة عرفات بأنها حدث جديد واشارة مهمة جدا تدل على ان الأشقاء السوريين يفتحون أبوابهم لكل العرب . وتتهم دمشق منذ سنوات عدة الزعيم الفلسطيني بأنه تفرد في الحوار مع اسرائيل ووقع اتفاقية أوسلو عام 1993 مما أدى الى اضعاف بقية المفاوضين العرب خصوصا سوريا. لحود ونبيه بري والحص وصلوا إلى دمشق أفاد مصدر رسمي ان رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة اميل لحود ونبيه بري وسليم الحص توجهوا أمس الاحد الى دمشق لتقديم التعازي الى بشار الأسد نجل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وأوضح المصدر ان الرؤساء الثلاثة غادروا معاً ظهر الاحد بيروت جوا. وكان عشرات من السياسيين اللبنانيين من وزراء ونواب قد توجهوا في الساعات الأخيرة الى العاصمة السورية للهدف نفسه. يذكر بأن لبنان أعلن الحداد الرسمي لمدة سبعة ايام وأعلن عن تعطيل كافة المؤسسات الرسمية والخاصة يومي الاثنين والثلاثاء. *** مجلس التعاون الخليجي يعبر عن حزنه في وفاة الأسد * الرياض واس: عبرت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن مشاركتها الدول والشعوب العربية مشاعر الأسى بوفاة الرئيس حافظ الأسد يوم أمس الأول. جاء ذلك في بيان أصدره معالي الأمين العام لمجلس التعاون الأستاذ جميل الحجيلان قال فيه لقد كان الرئيس الأسد يرحمه الله زعيما عربيا صامدا مدافعا عن حقوق بلاده في صراعها مع اسرائيل. واضاف ان الرئيس الأسد كان يسعى الى سلام لا ينتقص من تلك الحقوق ويعمل مع اخوانه قادة البلاد العربية من أجل مواقف عربية موحدة تستهدف مصالح الأمة العربية. وأكد الحجيلان في بيانه أن مناخ الاستقرار والتماسك الوطني الذي ورثته سوريا عن راحلها الكبير خلال ثلاثة عقود من العمل الوطني في الداخل والخارج كفيل بإذن الله لأن تسود سوريا البلد العربي الصامد امتدادا لذلك العهد الذي جعل منها دولة فاعلة مؤثرة في السياسة العربية والعالمية. وسأل الله في ختام بيانه للفقيد الرحمة متمنيا لشعب سوريا الشقيق كل أسباب الخير ومواصلة الاستقرار والازدهار. *** حملة مكافحة الفساد سلاح يوطد سلطة بشار الأسد * دمشق أ,ف,ب: تعتبر حملة مكافحة الفساد باشراف العقيد الركن الدكتور بشار الأسد سلاحا يمكنه من توطيد دعائم سلطته وترسيخ توجهاته الليبرالية بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد. وأفاد مسؤول سوري ان ازدياد الملاحقات القضائية منذ زهاء شهر تعتبر توطئة لتعيين بشار خليفة لوالده الذي توفي أمس الأول السبت. وأشار خبير غربي ملم بالشؤون السورية الى ان الحملة تضفي شرعية شعبية تهدف الى تعيين بشار 34 عاما . وقال رافضا ذكر اسمه ان الحملة تعتبر أيضا بمثابة سيف مصلت فوق رقاب الذين يريدون مخالفة القانون . وأشار الى ان الملاحقات القضائية طالت خصوصا مسؤولين في الحكومة التي انتهت ولايتها برئاسة رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي الذي أقدم على الانتحار الشهر الماضي بعد اتهامه بالفساد. ورأى الخبير ان الملاحقات قد تعود الى الوراء لتطال مسؤولين آخرين، انها رسالة تحذيرية . وقد بدأت عملية تهميش بعض رموز الحرس القديم قبل أعوام عدة بالتزامن مع سطوع نجم بشار الذي بدا بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل في حادث سير عام 1994. وفي هذا السياق استلم بشار عام 1998م الملف الشائك حول العلاقات مع لبنان الذي كان بعهدة نائب الرئيس عبدالحليم خدام. وباتت السلطة محسومة لنجل الأسد منذ اقتراح حزب البعث ترشيحه أمس الأول السبت في مجلس الشعب الذي سيعقد في 25 حزيران/يونيو الحالي جلسة لبحث ترشيحه لرئاسة الجمهورية. وينظر الى حملة مكافحة الفساد على أنها ضرورية لاعادة النشاط الى الاقتصاد السوري عبر ضخ رؤوس أموال أجنبية ومحلية لا تثق بالمحسوبية المنتشرة وبمصالح اقتصادية مرتبطة ببعض المسؤولين السابقين. واتخذت محاربة هذه المصالح منحى مأسويا العام الماضي لدى اغلاق مرفأ غير شرعي عائد لرفعت الأسد، شقيق الرئيس الراحل بواسطة السلاح. وقال كاتب سيرة الأسد الصحافي البريطاني باتريك سيل انه يجب ان تكون الادارة نظيفة لكي تجذب الاستثمارات الأجنبية . ويشكل تحديث المناهج التعليمية معيارا آخر بالنسبة لبشار الأسد الذي يترأس الجمعية السورية للمعلوماتية في بلد ما زال فيه الوصول الى شبكة الانترنت محصورا للغاية. وفي هذا السياق، قال الخبير الغربي ان الجهود التي يبذلها بشار من أجل استخدام أجهزة الكمبيوتر والانترنت لم تتم من دون عوائق إذ انها تواجه عقبات بيروقراطية هائلة . وترى الأوساط الرسمية السورية حملة مكافحة الفساد بمثابة عودة الى الطريق القويم الذي دعا اليه حافظ الأسد وانما حاد عنه مسؤولون كانوا في الوزارة السابقة. أعلـىالصفحة رجوع