| الاقتصادية
يرى الاقتصاديون ضرورة الاهتمام بالاحصاءات وسهولة الحصول عليها والاستفادة منها، ذلك ان اتخاذ القرارات وصياغة الخطط والاستراتيجيات ونجاحها سواء بالنسبة للحكومة أو للقطاع الخاص أو للأفراد تعتمد على توافر الإحصاءات المختلفة والتي يفترض أن تكون دقيقة واقعية مبنية على أسس علمية بعيدة عن المبالغات, ومن أحسن ما قيل في هذا الشأن ان الاحصاءات يفترض أن تعكس الواقع كما هو لا كما نرغب أن يكون.
والاحصاءات والبيانات الموضوعية تفيدنا في معرفة عدد الطلاب الذين سيلتحقون بالتعليم الابتدائي مستقبلا، وعدد من سيلتحق بالجامعات ومن يرغب في العمل وعدد الأسرّة في المستشفيات التي سنكون بحاجة إليها وعدد السيارات التي ستتواجد داخل كل مدينة وعلى الطرق السريعة وكمية الاستهلاك المتوقعة من الماء والكهرباء, وتفيدنا في معرفة التوجهات العامة للاسعار ومعدلات البطالة والدخول الشخصية وتوزيعات السكان بناء على العمر أو التعليم أو مكان الإقامة وغير ذلك.
هذه أمثلة فقط لما يمكن أن توفره الاحصاءات من معلومات وأرقام وكلها ضرورية لمتخذي القرار والباحثين، ولا نخطئ إن قلنا ان سبب كثير من المشاكل التي تمر بها المجتمعات هو عدم الاعتناء بالاحصاءات فتصبح الجامعات غير كافية لاستيعاب الغالبية من المتخرجين من الثانوية وتضيق المستشفيات بالمرضى وتعجز الطرق عن استيعاب الأعداد المتزايدة من السيارات.
إن الاعتناء بالاحصاءات وإتاحتها للمستفيدين يساعد متخذي القرار على اتخاذ القرارات المناسبة ويجنب المجتمع مشاكل الاختناقات والمرور عبر عنق الزجاجة ما بين حين وآخر، ويسهم في صياغة الخطط والاستراتيجيات بناء على أسس موضوعية وواقعية ويقلل من القرارات المتخذة كردود أفعال أو بشكل ارتجالي والتي ربما كان ضررها أكثر من نفعها.
كما أن الاحصاءات الدقيقة والموثوقة تعين الباحثين على تقديم أبحاث تخدم مجتمعهم وتعبر عن واقعه وتسهم في حل مشكلاته وإن كان توافر وإتاحة الاحصاءات الدقيقة مطلبا قديما ومعيارا لتقدم الأمم والشعوب، إلا أنه أصبح أكثر إلحاحا في واقعنا المعاصر الذي اصبحت شفافية المعلومات وتوافرها أحد سماته ومن المتوقع ان تتعاظم أهمية الاحصاءات بالنسبة للدول والمجتمعات التي لا تسير أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية بشكل منتظم يمكن التنبؤ به.
* قسم الاقتصاد والعلوم الادارية جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|