|
| مقـالات
الشماتة الأولى بإسرائيل:
على حد وصف الصحافة الإسرائيلية كان انسحابا في جنح الليل,, مهيناً ذليلاً,, اشبه ما يكون بالهرب,, لقد كان جنوب لبنان بالنسبة لهم فيتنامهم كما وصفوه بأنفسهم,
كان اندحارهم ذا مذاق كالعلقم وطعم الحنظل شربت فيه إسرائيل كأس الصغار والهوان حتى الثمالة,, نعم الثمالة! وعلى نفسها جنت براقش,
لقد أثبت هذا الانكسار العسكري والسياسي والنفسي لإسرائيل أن الأيام دول، وانه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وانه لايمكن تحدي نواميس الكون وسننه التي وضعها مدبر هذا الكون إلى ما لا نهاية، وأظهر بما لا يدع مجالاً للشك انه لا يضيع حق وراءه مطالب مهما طال الزمن، وأنهم يألمون كما تألمون وان عملية عض الأصابع لايصبر عليها في النهاية إلا الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأن أولئك الصهاينة لا يقاتلونكم إلا من وراء جدر,,, اما وجها لوجه فلا,, كل شيء إلا هذا!
لقد أثبت رجال المقاومة اللبنانيون الابطال أنهم من مازن، ولذلك لم تستبح إبلهم بنو اللقيطة,, فحرروا أرضهم ورفعوا رؤوسهم ورؤوس العرب، والمطلوب من العرب الآخرين الآن أن يثبتوا أيضا أنهم من مازن حتى يستعيدوا أرضهم وحقوقهم,
ولعل قاصمة الظهر في هذه التجربة اللبنانية المريرة أنها قوضت وإلى الأبد أحلام إسرائيل القديمة في إقامة دويلة مسيحية عميلة بينها وبين لبنان تستخدمها كحصان طروادة,, كما حلم بها أول رئيس وزراء لهم وهو ديفيد بن جوريون على حد ما ذكر موشي شاريت وزير خارجيتهم السابق في مذكراته,
يا أيها الإسرائيليون: لقد قدمت لكم الأمة العربية عرضاً تجاوز حدود الكرم عندما قبلتكم دولة معترفاً بها في حدود 4 يونيه 1967م، وما زال هذا العرض سارياً، على الرغم من إدراكها أن تلك الحدود وماوراءها مغتصب من الفلسطينيين، لكن عقليتكم التي لم تتغير وجشعكم الأسطوري، وشطارتكم، وتذاكيكم على الآخرين، جعلكم تطمعون فيما هو اكثر من ذلك,, مما قد يحرمكم في النهاية من كل شيء,, إن شاء الله,
يا أيها الإسرائيليون: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان,, وكان الأولى أن تذكروا وتشكروا جميل العرب عليكم عندما قربوكم في العهود الإسلامية المختلفة في المشرق العربي ومغربه فكان منكم الوزراء والمستشارون والأطباء والتجار )كما هي العادة( والأدباء وغير ذلك، وتركوا لكم حرية ممارسة شعائركم كما تشاؤون، ويكفي في ذلك شاهد من أهله وهو زير خارجيتكم الأسبق الذي ما زال على قيد الحياة وهو أبا أيبان الذي أقر أن الثقافة اليهودية لم تزدهر طيلة العصور المختلفة إلا في الأندلس العربية وفي الولايات المتحدة,, فقط,, ولكنكم للأسف عضضتم اليد التي أحسنت إليكم، وقلبتم ظهر المجن للعرب,, وهم الذين كانوا الملجأ لكم من الاضطهاد والمذابح التي عانيتم منها في أوروبا,, ولكن يبدو ان العرب كانوا يزرعون في أرض سبخة كما أثبتم بأفعالكم وتصرفاتكم تجاههم,
الشماتة الثانية بجيش لحد العميل:
الصغار والعار والسمعة المخزية التي تطال أولادهم وأحفادهم بعدهم هي الجزاء المستحق لخونة الأهل والأوطان في كل زمان ومكان,
لقد كانت إسرائيل تعرف بالضبط متى ستنسحب، ولكن لم تخبر عملاءها بذلك لأنها تريد ان تتخلص منهم، وتستخسر أن تدفع تعويضات ولو هزيلة لهم وهم الذين قدموا لها أوسخ الخدمات، كانت تؤمل أن تتم تصفيتهم من قبل الشعب اللبناني حتى ترتاح منهم ومن مطالبهم,
لقد كانت طريقة هرب العملاء مع أطفالهم ونسائهم إلى اسرائيل درساً لكل من يفكر بخيانة بلده,, لقد أطلقوا النار في الهواء فوق رؤوسهم وقتلوا أحدهم أثناء عبورهم إلى إسرائيل,, وأذلوهم قبل الدخول بالتفتيش والتحقيق والاستجواب,, ثم وضعوهم في خيام منعزلة لا تناسب خدماتهم التي قدموها وكأنهم أجساد معدية,, ثم أخذوا يجرون الاتصالات بدول أخرى حتى ينقلعوا عن إسرائيل ويفارقوها,, وكالعادة كانت الدول الجاهزة لإيواء اي خائن عربي هي امريكا واستراليا ونيوزيلندا وكندا,, وهي الدول نفسها التي تستعد لإيواء اللاجئين الفلسطينيين لا حباً فيهم ولكن لاسداء خدمة إلى إسرائيل حتى تتخلص من حقهم في العودة الى الفلسطينيين,, وهي ومثلها أدوار مشبوهة تتقنها تلك الدول في تعاملها مع العرب والفلسطينيين,
يا أيها الخونة: لقد هرب كبيركم أنطوان لحد إلى فرنسا وترككم لمصيركم بعد ان اشتمّ أن المركب يغرق,, تماماً كما تفعل فئران اي مركب وهو ان تكون أول الهاربين عند الغرق، ولاينفعكم شيئا قول أحد مجرمي اسرائيل أريل شارون بعد اجتماعه بكم انه يخجل منكم ومن النظر إلى عيونكم المملوءة بالعتاب لأن دموع التماسيح لن تفيدكم شيئا، ولو كان كلامه يعني إخراج فلس من جيبه لما تحدث إليكم أصلاً,
إن أشد عقاب لكم هو وضع قوائم بأسمائكم منقوشة على الرخام في ساحة البرلمان اللبناني لتبقى إلى الأبد وصمة عار عليكم وعلى أولادكم بعدكم ولتكون عبرة لكل من لا يطرد فيروس الخيانة من رأسه,, وهو اقتراح نسوقه للحكومة اللبنانية,, أو في الأقل سجنكم في معتقل الخيام الذي كنتم وأسيادكم الإسرائيليون تتفنون في تعذيب وجلد أفراد المقاومة الشرفاء في جنباته كما اقترح أحد المحامين اللبنانيين,
لا نامت أعين الخونة!
|
|
|
|
|
