أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th June,2000العدد:10118الطبعةالاولـيالأحد 9 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

رؤية في الجهد الثقافي
تتصارع الرؤى الانسانية لتكون آراء تتلاطم فيما بينها، ومن هذا العراك الفكري تتجلى لنا قضية في تقويم المثقف المنتمي للثقافة العامة او النخبة المثقفة، فيعود الاغلبية ممن غابت عنهم الحقيقة الى انه ذلك الذي تسنى له الاطلاع على العشرات من الكتب في حين انه قد لا يملك ذلك الجهد الذي يؤهله بان يكون مثقفا,, الخلاف الحقيقي في هذا الامر يكمن في نوعية ذلك الجهد، لكن الامر الذي يراد له فهم هو معنى الجهد،فهل هو الناتج عن تراكمات ثقافية او انه ما ينتج من ثمار عقلية موظفة لتجاري الواقع الذي يعيشه الناس؟!
ترى هل توصل اولئك المتكلفون بان يهتدوا للمعنى الحقيقي لجهدهم الثقافي؟,, مما هو متعارف عليه ان الصواب في مثل هذه القضية ان جهد المثقف لا يكون مثمرا الا عندما يرتبط بالواقع المعيش، فلا جهد بلا اتصال بالواقع لكي يستفاد من الثمرة العقلية خير استفادة، وليس كما يرى البعض بان الكم هو المقياس حتى لوكان الكم هائلا فلا بد ان نحكم على المستفاد منه.
** الجهود التي لا يوجد فيها ثمرة في تلك الكتب المغلفة بأسلوب ادبي او انها مجردة من الاسلوب نهائيا، فلا يوجد اجمل من تلك العبارات المطوية في صفحات الكتب التي اجتهد مؤلفوها في انتقاء كلماتها حتى يجد القارىء نفسه محاصرا بأسلوب ادبي يجعله مقيدا عن النقد وابداء الرأي في المضامين معجبا بافراط بذلك الكاتب فيسلم بلا تدقيق بما يرد فيه وغالبا ما نجد هذه النوعية من الكتب المغلفة بالابداع في المجال الادبي بأنواعه تحمل افكارا لا بد من التوقف عندها، وكي لا نكون مجحفين فلا بد من الاشادة بالابداع آخذين في الاعتبار اهمية النقد الفكري مقتدين بتلك الفئة المميزة في منهجيتها الفكرية التي استمدت علمها من العقيدة السليمة بالرجوع الى الكتاب والسنّة المطهرة.
** ومن الجهود ما يجعلنا نحترس بشكل كبير مما ينتجه اولئك الذين جعلوا من العقل اساسا لا يحاد عنه دون النظر لسواه للبت في كل شؤون الحياة، ومنهم من ارتمى في احضان النظريات الوضعية التي اتت من نتاج العقل البشري الذي دائما ما يثبت انه لا يحتوي على ادوات الكمال التي تجعل المنظومة الحياتية تسير الى بر الامان.
** المحصلة النهائية في مثل هذه القضية تنحصر في ان المثقف المسلم هو من جمع بين النص الشرعي كمنطلق اساسي واظهار القدرات العقلية فيما لا يتخالف مع النصوص لكي تأتي الثمرة النهائية بين هذا وذاك الى ايجاد جهد ثقافي يجلب المنفعة المرتقبة التي تفيد المجتمع لكي يكون مؤهلا الى آخر المطاف.
ولكم خالص التحايا
طلال بن خالد الطريفي
طالب ماجستير

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved