| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت بكل الاعجاب على الرسالة الضافية التي وجهها الاستاذ عبدالكريم بن صالح الطويان لابنائه الشباب الذين بدأوا بالعمل في محلات الفواكه والخضروات والتي كانت بعنوان (اصبر يا بني صبر النواة) وذلك في العدد رقم (10108) وفي الحقيقة لقد سررت بتلك النصائح التي خرجت من القلب والوصايا التي لامست الفؤاد والتي وجهها للشباب الذي بدأ يعمل في محلات الخضار والفواكه بعد القرار الجريء والمفيد بسعودة محلات بيع الخضروات والفواكه، هذا القرار الذي اثلج صدورنا والذي نعتبره بمشيئة الله خطوة اولى لمراحل اخرى في سعودة كثير من الانشطة والمجالات، ونظرا لحداثة هذه التجربة فلاشك انها ستواجه بعض الصعوبات وسيعترضها بعض العراقيل اليسيرة، لذا فعلينا جميعا ان نتكاتف لازالة تلك العراقيل وتسهيل تلك الصعوبات وبذلك نكون قد حققنا افضل النتائج وأعلى المكاسب وساهمنا بتحقيق الاهداف المرجوة من اصدار مثل هذه القرارات وحتى يتحقق كل ذلك يسعدني ان أوجه بعض الرسائل المختصرة لأركان هذا العمل الرائع وذلك عبر منبر القراء الارحب (عزيزتي الجزيرة) فأقول وبالله التوفيق:
الرسالة الاولى: وهي موجهة لاصحاب محلات الفواكه والخضروات ونقول لهم فيها: اعلموا ان قرار السعودة لمحلاتكم لم يصدر الا بعد دراسات مستفيضة ومستوفية ولولا انه يحمل الكثير من المصالح والفوائد لكم ولبلدكم ولابناء مجتمعكم لما اقر واصدر لذا فعليكم ان تتقبلوا هذا القرار بصدور رحبة ونفوس مطمئنة وان تبذلوا كل ما في وسعكم لكي يحقق هذا المشروع الضخم اهدافه المرجوة، كما نأمل منكم وفقكم الله تعالى ان تشجعوا شباب بلدكم على الدخول في مثل هذه الاعمال وذلك من خلال دعوتهم للعمل ومؤازرتهم على ذلك بمنحهم الاجور المناسبة وتذليل كافة الصعوبات التي تقف في طريقهم والمصلحة في ذلك عائدة لكم ولهم ولبلدكم ومجتمعكم, وتحملوا ما قد يقع من بعضهم من هفوات او تقصير لانهم في بداية الطريق والبدايات غالبا ما يكتنفها شيء من الخلل والقصور ووجود بعض الهفوات ولكنها ما تلبث ان تزول مع مرور الوقت وحسن المعاملة والتوجيه الهادف الهادىء كما نأمل منكم التعاون معهم في تحديد ساعات العمل الرسمية لهم وذلك لان العمل في مثل هذه المحلات يستغرق جل ساعات النهار فحبذا لو حددتم لهم اوقاتا معينة وتساعدتم معهم في تقليل ساعات العمل من ست عشرة او خمس عشرة ساعة الى ثماني ساعات او تسع ساعات حسب ما ترونه مناسبا واعلموا ان النهاية ستكون رائعة وستجدون بمشيئة الله شبابا عاملا نشيطا امينا يساهم في مضاعفة مكاسبكم ويحمي نفسه من ويلات الفراغ والبطالة ويسد ثغرة كبيرة كانت العمالة الوافدة تشغلها سابقا وغير خاف عليكم ما يسببه تواجد هذه العمالة من مفاسد اخلاقية وسلوكية وخسائر اقتصادية ونحو ذلك.
الرسالة الثانية: وهي موجهة للشباب السعودي الذي بدأ بممارسة هذه الاعمال او فكر في ذلك واقول له فيها: أيها الشاب الطموح اهنئك على هذه الجرأة وأشد على يدك مطالبا اياك ان تمضي في طريقك قوي الارادة واثق الخطوة عالي الهمة وإياك ان تلقي بالا لاصوات الناعقين وسخرية المثبطين واعلم ان قرارك بممارسة العمل هو الخطوة الاولى في تكوين النفس وشق الطريق نحو العزة والرفعة والانفة فالمجد كما تعلم لا يولد فجأة ولا يأتي بغتة وانما يبنى لبنة لبنة بالعرق والجهد والمثابرة والصبر واعلم ان جل من تعرفهم من اصحاب الاموال والمؤسسات والمتاجر سلكوا نفس الطريق الذي ستسلكه ان شاء الله ثم انهم مع الصبر والمثابرة وصلوا الى ذروة المجد وقمة الهرم ولان المجد ياعزيزي ليس سهل المنال ومن أراده لا بد ان يدفع مهره ويتذوق المر في سبيل الوصول اليه ولله در الشاعر حينما قال لك ولغيرك:
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا |
وهنا لا أنسى ان اذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم ما أكل احد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده، وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده رواه البخاري وختاما اتمنى منك ان تبحث عن النصيحة التي وجهها لك اخوك المحب عبدالكريم الطويان فهي مليئة بالدرر والفوائد التي ستجني ثمرة العمل بها عاجلاً غير آجل وهي موجودة في جريدة الجزيرة في عددها رقم (10108) ولعل بلدية محافظتك تتكرم بطباعتها وتصويرها وايصالها اليك في مقر عملك.
الرسالة الثالثة: وهي موجهة لك انت ايها المواطن والمستهلك واقول لك فيها: ان شباب بلدك بحاجة ماسة الى وقوفك معهم وتشجيعهم حسيا ومعنويا، فاشعرهم بذلك واياك ان تنتقص احدا منهم او تسخر منه لان العمل ليس عيبا بل العيب والخسران في البطالة وترك العمل، وليكن الاحترام والتقدير والتشجيع ديدنك في التعامل معهم وتحمل ما قد يقع من البعض منهم من سوء تعامل عند المفاصلة في الاسعار او طلب التحميل لانهم ما زالوا في بداية الطريق والطريق طويل والعقبة كؤود فاذا لم تكن انت يا ابن بلدهم معهم وفي صفهم فبالله عليك من سيقف معهم؟!!
الرسالة الرابعة: وهي موجهة للمسؤولين في البلديات وأقول لهم فيها: ان المسئولية الملقاة على عاتقكم كبيرة فابذلوا الغالي والنفيس من أجل تسهيل العمل للشباب السعودي الطموح وهنا أوجه لكم نداءين متمنيا ان تسعوا لتنفيذهما بأسرع وقت:
الاول: وهو تحديد ساعات العمل في اسواق الخضروات والفواكه حيث ان طول الوقت الذي قد يصل الى ست عشرة او خمس عشرة ساعة صعب على الشباب فحبذا لو تم اجراء الدراسات المناسبة لهذه المسألة المهمة.
الثاني: وهو نداء ميسور وسهل وذلك ببذل الجهد بالبحث عن الكلمة والنصيحة الضافية التي وجهها الطويان للشباب الذي بدأ يمارس العمل في هذه المحلات وطباعتها ومن ثم تصويرها وتوزيعها على الشباب العامل في مقر عمله والله الموفق.
أحمد بن محمد البدر الزلفي
|
|
|
|
|