| محليــات
أحد الشعراء فكّر عن الآخرين كيف يعبر عن حقيقة يعرفها الناس جميعهم، فأطلق بيتاً من الشعر يذكر فيه هذه الحقيقة وهي إن الشباب والفراغ والجدة، مفسدة,, وأي,, مفسدة !!
فالواقع الذي يمر بالإنسان، ويتجدد بتجدد دورة الأيام مع هذا الإنسان، ويفرز نتائج متشابهة وحقائق ثابتة يؤكد أن الشباب إن لم يجد ما يشغله، ويستقطب طاقاته وطموحاته، ويوظف غرائزه فيما يضبطها ويبرمجها في صالحه، فإنه يتعرض للوقوع في نتائج سالبة وعلى وجه الخصوص إن واجه فراغاً في الوقت، وفي العمل,.
ولا يتيح مثل هذه النتائج إلا أن يتعرض لفسحة من الوقت، ولا يجد ما يملؤها به,, ومن هنا تكمن المشكلة,.
فالشباب الآن يواجه سعة من الوقت,, هي الإجازة,.
والصيف كلما جاء,.
على الرغم من أنه جاء قبل الفراغ,, وقبل انبساط الزمن بين أيدي الناس الآن,, إلا أن الجميع يتساءل : كيف سيمر؟
من الناس من يحزم حقائبه للرحيل,, للسفر والنظر,,، وفي ذلك ما يفيد إذ في السفر فوائد، قد تحدَّث عنها أيضا من ذهب بمثل ما تحدَّث أحد أولئك عن حقيقة الفراغ والشباب!!، لكن ليس كل الناس يجدون في السفر فوائد خمس، أو حتى فائدة واحدة، إذ ربما يذهب السفر بهم مذهب الخسارة ، وللخسارة أوجه عديدة,,، قد لا تقف عند خسارة الجيب وإنما قد تتخطى إلى خسائر أخرى، يجلس إليها الإنسان ساعات طويلة تبدأ بسكب الدموع، والعض على النواجذ، وتنتهي إلى الحسرة في مواقف كثيرة أقلها : التأوه والتنهد، وإطلاق زفرات اللوم!!,,.
وقد يستفيد الإنسان من سفره,, وتتفاوت السفرات!!، ونتائجها,, أما البقاء,, فيبدأ بالتذمر من الحر والفراغ,.
هناك برامج قامت بإنشائها والعمل عليها المؤسسات التربوية، ورعاية الشباب، والنوادي الرياضية، وهناك استقطاب من قبل بعض المؤسسات للعمل، وللتدريب، وضعتها البنوك، وهناك,, وهناك,, لكن يظل الإنسان يتأفف من الإجازة.
السؤال هو : هل هؤلاء المتذمرون من الإجازة والفراغ والشباب و,,, و,, حقيقة يتفكرون في أمر الاستفادة من الوقت، والطاقة ؟! أم أن التعود على طرح المواضيع وتكرار الحديث فيها هو الذي يبعث مع كل موسم موضوعاته وأفكاره؟!
الذي يدعو إلى مثل هذا السؤال هو سؤال آخر : هل فعلاً خلال العام كله,, بفصليه الدراسيين,, حيث اعتدنا أن نوسم زمننا بما يملؤه يذهب الناس إلى الاستفادة الحقيقية من هذا الزمن؟! هل كل من يذهب إلى المدرسة يستفيد الفائدة المرجوة والمنتجة سواء فيما يتعلق بالإنسان ذاته، أو بمردودات تشمل النطاق الأوسع حوله في نتائج قريبة المدى أو بعيدة المدى؟!
وإذا كان الحديث يخص الشباب,, والشباب على وجه الواقع يدرسون أي يتعلمون فهل الأيام التي يحضونها في الدراسة تمر مفيدة ومشبعة بالتعلم ، وبالاستفادة التي لا تدع حقيقة الشاعر التي أطلقها تمثل كل خاطر في كل صدر عن كل شاب أو شابة ماذا يفعلان في وقت متسع لا ما يملؤه؟! مع طاقات الشباب فيهما على اختلافها؟! وتعدد جوانب تفاعلها؟!,, وهل ينتهي الزمن بالإنسان في فائدة أم في مفسدة؟!,.
ويظل الإنسان يحمل منديله كي يجفف عرق الحر,, والقيظ,, وهو يتساءل ماذا أفعل,,؟ فأمامه متسع من الوقت لا يدري كيف يعبئه؟!,,.
ثم,, هل كل الفارغين من الشباب!!
وهل تنطبق حقيقة الشاعر على كل الناس على اختلاف أعمارهم؟!
فماذا يقول من تنبسط أمامه الإجازة وهو من خارج نطاق الشباب؟!
د, خيرية ابراهيم السقاف
|
|
|
|
|