أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th June,2000العدد:10118الطبعةالاولـيالأحد 9 ,ربيع الاول 1421

محليــات

رأي الجزيرة
ورقة الخطوط الفلسطينية الحمراء
كما هو معلن إسرائيلياً وفلسطينياً وبتأكيد أمريكي، تُستأنف اليوم الاثنين المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل,, وستتناول بالتزامن اتفاق الاطار للوضع المؤقت واتفاق الوضع النهائي الفلسطينيين.
وقد أكد أحمد قريع أبو علاء وهو كبير المفاوضين الفلسطينيين، و أيضاً رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أكد أن مفاوضات الوضعين، المؤقت والنهائي ستجرى في مكانين مختلفين قرب العاصمة الأمريكية واشنطن,!
وقبل أن تبدأ المفاوضات شكك رئيس وزراء اسرائيل في إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين بحلول شهر سبتمبر القادم، خلافاً لما تم الاتفاق عليه، ورجح فقط التوصل إلى اتفاق جزئي حتى ذلك التاريخ سبتمبر !
وواضح أن شكوك باراك حول التوصل لاتفاق نهائي هو رد فعل سلبي لما أعلنته السلطة الفلسطينية في اجتماعها الأسبوعي مساء أول أمس والذي استمر حتى الساعات الأولى من فجر أمس، وهو: إن الثوابت والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ليست موضع مساومة وأنها تمثل خطوطاً حمراء,, وأن هذه الحقوق هي تحديداً القدس الشريف والأرض المحتلة وعودة اللاجئين,, وجميعها نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ,.
الجدير بالذكر أن لدى السلطة الفلسطينية رسائل خطية بضمانات لتنفيذ مذكرة شرم الشيخ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويبدو الموقف الفلسطيني الذي يلتزمه المفاوضون في المفاوضات التي تبدأ اليوم مع الاسرائيليين، يبدو موقفاً حازماً بدرجة من القوة المناسبة لمواجهة السياسة التي سيدخل بها المفاوضون الاسرائيليون مفاوضات اليوم، وهي سياسة المراوغة والابتزاز .
وقناعتنا أنه إذا ما عمد الفلسطينيون إلى تفعيل موقفهم الذي يقوم على اعتبار القضايا الأساسية خطوطاً حمراء لا يمكن تخطّيها أو القفز عليها، فسيوصدون بذلك كل باب من أبواب المراوغة والابتزاز أمام اسرائيل التي لن تجد سوى أن تذعن وتقبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إطار السلام مع الفلسطينيين أو اللجوء كما هو متوقع إلى الهروب من مأزق عملية السلام، بحل البرلمان الكنيست تمهيداً لانتخابات برلمانية مبكرة وخصوصاً أن البرلمان قرر قبل ثلاثة أيام الموافقة على إجراء انتخابات مبكرة, ووصف عزمي بشارة عضو الكنيست القرار بأنه لابتزاز باراك بمعنى، إما أن يرضخ لمطالب الأحزاب المتشددة التي ترفض التنازل عن الأراضي المحتلة للفلسطينيين بما فيها القدس وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين وإما اسقاط حكومته، والدعوة لانتخابات مبكرة.
وحتى لو رفض باراك فكرة الانتخابات المبكرة ولجأ كما أعلن أول أمس إلى عزل وزراء من حكومته في اجتماعها اليوم الأحد وسعى لتشكيل تحالف سياسي جديد تنبثق منه حكومة جديدة، حتى لو عمد إلى هذا كله، فإنه سيجد نفسه في وضع لا يُحسد عليه، لأن التحالف الجديد لن يتم بدون نفس الأحزاب المتشددة وبالتالي فإنه باراك لن يستطيع أن يذهب مع السلطة الفلسطينية إلى حد القبول بمطالبها الوطنية الواردة في الاتفاقات المبرمة، وفي مذكرة شرم الشيخ حتى لو واجه ضغطاً أمريكياً وأوروبياً من أجل الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
مرة أخرى نقول إن قناعتنا هي أن ورقة الموقف الفلسطيني الحازم والمتمثل بعدم تجاوز الخطوط الحمراء بأي شكل من اشكال التنازل لاسرائيل، هي ورقة الموقف الفلسطيني التي ستحسم نتيجة المفاوضات التي تبدأ اليوم قرب واشنطن، كما ستحدد بوضوح كبير الرؤية المستقبلية لعملية السلام.
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved