أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th June,2000العدد:10118الطبعةالاولـيالأحد 9 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

بوح
المرح
نتذمر من جهامة ايامنا وتكرارها الممل لأن التنويع المدروس ينقصها, فنحن اصبحنا مسخرين للنمطية المزعجة نعرف مسبقاً ما هو برنامج الغد من حيث المطلوب منا كيف نقضيه بالاوقات المحددة سلفاً.
وهذه النمطية لها آثار سلبية على كافة جوانب نشاطاتنا الاجتماعية حتى اصبح يوم الاجازة منتجعاً نجد ذاته لو قضيناه في النوم بعكس يوم الاجازة بالنسبة للأمم الناهضة التي تعتبره بمثابة عيد يحتفى به وينتظر قدومه على احر من الجمر, ولعلي اشعر بالاسى بالنسبة للجيل الجديد ولاسيما الاطفال الذين نحرم عليهم اي نوع من المتعة خاصة اذا كانت مكلفة مادياً في اماكن الالعاب التي اخذت تتنافس في ارتفاع الاسعار وليس تنوع الالعاب ونخاف عليهم من اللعب في الشارع المجاني لأن المخاطر فيه متنوعة واهمها هؤلاء الذين يتعلمون قيادة العربات او يتباهون بالسرعة والاتيان بالحركات الغريبة ربما الطلوع فوق الكثبان الرملية العالية في الصحراء اقلها ضررا وان لم تخل من الخطورة واذا كنا نحن الكبار نميل الى الاتزان والهدوء فان للاطفال حقوقهم في المرح والانطلاق، والعرب في الماضي كانوا يمتعون ابناءهم بركوب الخيل وممارسة السباحة ومطاردة الحيوانات في الصحاري وبين الكثبان كنوع من الفروسية وطرد الملل بينما جيل اليوم لا يجدون مثل هذه المتعة بسهولة ولعل لعب الورق هو السائد، بينما الجلوس لعدة ساعات له اضرار جانبية عليهم, وحتى لا يغضب هؤلاء الشباب لا اقول بأنني اعترض انما أنصح بعدم قضاء سهرات الليل في مثل هذه الممارسة اليومية فمشاهدة التلفزيون مثلا اذا لم يتسن تصفح كتاب ثقافي اجدى للفائدة والتنويع، وحتى الاحاديث العلمية والمطارحة الشعرية ليس النبطية ذات تأثير ايجابي على الانسان لانها تضيف الى رصيده المعرفي بعدا جديدا, وقد اختلفت مع احد الشباب حتى سألته كيف يقضي ايامه اجاب بفخر ليس لدي اي وقت للفراغ فأنا اعمل في اكثر من موقع لأنني اسعى الى تكوين ذاتي مادياً لان الحياة صعبة والظروف المادية تجعلنا نركض في اكثر من اتجاه, ولما ألححت عليه بأن التنويع ضروري رد بسرعة وهل يحقق لي المستقبل الذي انشده.
واكرر هنا بأن الاطفال اكثر الفئات حاجة الى ان يحظى بالترويح والمتعة لانها مسئولية الكبار بل ينبغي ان نغرس المرح في ثنايا تفكيرهم وتصرفاتهم ونرسم البسمة على وجوههم حتى لا تتأثر حياتهم ونفسياتهم بالملل والضجر الذي يضر في انتاجهم بل وتحصيلهم العلمي والنظرة الى المستقبل فيا ايها الآباء ضعوا في اعتباركم هذه الاجيال الواعدة لان تشكيل مستقبلها سوف يتأثر بالواقع الذي تعيشه, فدعوها تأمل الخير في القادم من ايامها لا ان يكون شبحاًتعيساً يتكرر اسوة بما تعيشه بضجر وملل.
للمراسلة ص,ب 6324
الرياض 11442
إبراهيم الناصر الحميدان

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved