أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th June,2000العدد:10118الطبعةالاولـيالأحد 9 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

شدو
قرأت لك (وعلقت!)
د,فارس الغزي
قرأت لك أن أحد الخلفاء وأظنه عبدالملك بن مروان قد عج برأسه الشيب وبدت تدب في كيانه إمارات الشيخوخة، فسئل عن أسباب ذلك فقال: شيبتني مواقف الخطابة وتوقع اللحن !,, أصدقكم القول إنه اعتراني لحظة قراءتي لتلك المعلومة التاريخية شعور غريب لا أستطيع وصفه وتساؤل أغرب باستطاعتي صياغته: ألهذه الدرجة تخيفنا مواقف يتحتم فيها استخدامنا للغتنا العربية الفصحى، بل هل يا ترى أن الخوف من (اللحن) لايزال يسري فينا ولكن (أدوات الصبغ!) قد أخفت (ألوان!) هذا الخوف,, والحل؟!: التبسيط والتقنين وتجنب المبالغة والتشنج!
* * *
متى نستجيب لنصيحة أحد أوائلنا عندما حذر (أوائلنا!) قائلا: (إياكم والنحو عند العامة، فإنه كاللحن عند الخاصة!) ,, أليس في هذا القول وكما ترون ترجمة واقعية لمبدأ: (لكل مقام مقال؟)، بل أليس فيه إشارة واضحة لتبعات عدم تطبيق مبدأ (خاطبوا الناس بما يعقلون,,)، هذا إضافة الى ما فيه إفادة (مفادها) وجود عامة حتى في ذاك الوقت؟!,, بالمناسبة، ما رأيكم فيما أُثر من أن هناك رجلا كتب ما نصه:
(كتبت من طيس) وهو يتحدث بالطبع عن مدينة (طوس)، حينها بادره أحدهم بتنبيهه على أن (من) تخفض ما بعدها ولكنها تخفض حرفا واحدا وليس بلدا له خمسمائة قرية,, هنا ما الفرق بين تلك الإشكالية اللغوية الموغلة في القدم وإشكاليات معاصرة ديدنها (الاجترار) من قبيل جازان وجيزان، وجِدة وجَدة، (والزِلفي والزُلفي: بكسر الزاي أو ضمها),, وهلم جرا (ونصبا ورفعا!) ,, بالمناسبة الإشكالية اللغوية (الزلفاوية!) نسجت أحداثها منذ أسبوع على ضفاف مأدبة عشاء حضرتها (ولم أهضمها بعد!).
* * *
ألا توافقونني الرأي على أن في التقعر اللغوي (هدراً للطاقات) الأمر الذي يجعل من اجتنابه (اقتصاداً) وحفظاً للأشياء من (الكسر أو النفاد؟!) ,, حسنا خذوا البرهان فيما فعلته تلك الفتاة التي طلب منها والدها أن تحضر له قنينة الحبر ولما أتته بها قالت: هاك القَنينة يا أبتي (بفتح القاف),, فصاح بها (المتقعر!) قائلا: اكسريها (يقصد كسر القاف)، فما كان من الفتاة (المذعورة!) إلا أن ألقت بالقنينة على الأرض وكسرتها!!,, بل ما رأيكم في موقف من عذل صديقه على قيامه بالتحدث الى عماله ب(أنت يروح وأنت يجي) منكرا عليه عدم التحدث إليهم باللغة العربية الفصحى,, وحينها بادره (صاحب العمال) هذا الاستفسار منه عما إذا كان يتحدث باللغة الفصحى إلى أولاده، ناهيك عن عماله؟!,, مضيفا: بأن المسألة (متأصلة) بنا تاريخيا بدليل أن الجاحظ روى في (البيان والتبيين) أن الحجاج قد سأل أحد الأعاجم بالقول (أتبيع الدواب المعيبة؟) فرد عليه الرجل قائلا: (شريكاننا في هوازها، وشريكاننا في مدانيها، وكما تجيء تكون!),, حينها صاح الحجاج به قائلا: (ما تقول ويلك؟!),, فتطوع أحدهم بالترجمة (أكيد عنده عمال!) إنه يقول: (شركاؤنا بالأهواز وبالمدائن يبعثون إلينا بهذه الدواب فنحن نبيعها على وجوهها!).
* *
خاص: الأخت وفاء الرياض:
أولا شكرا على مشاعرك الاخوية, ثانيا: هناك مقالة قادمة ذات صلة (بموضوعك) حبذا لو تكرمت بالاطلاع عليها عند نشرها,, بخصوص (حالتك): اصدقك القول إنني لا أستطيع تخيل أن يكون للحزن واليأس حيز في كيان شخص لديه القدرة على التعبير بأسلوب أدبي رفيع ورائع كأسلوبك,, (الصبر الجميل) لا يعني يا أختاه الاستسلام للظروف البتة,, بل إنه، في الحقيقة، يمثل قمة الرفض للاستسلام، ويكفيك ما فيه من فضائل التأني والتفكير والهدوء والروية والحكمة, على العموم، تذكري دائما أن (ما عليها مستريح!) حيث ان حياة الإنسان ليست سوى مجرد رحلة (بحث) عن حلول لمشاكل ناجمة من (حياة الانسان!) الحل الوحيد، إذن، يكمن في تعلم طرائق (التعايش) مع الواقع وتلك عملية جوهرها التحلي بفضيلة الصبر, بالمناسبة، تقول عائشة رضي الله عنها: (لو كان الصبر رجلا لكان كريما!),, بل (إن الصبر مطية لا تكبو),, وكما قال الخليفة علي كرم الله وجهه,, لك خالص الدعاء بالتوفيق والسداد.
للتواصل: ص,ب: 4206 رمز 11491 الرياض.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved