| مقـالات
لقد أصبح نقص المباني المدرسية (في الكم والنوع) مرضاً يفتك بتعليمنا، بل إن هذا المرض يزداد الآن شراسة، خصوصا في ظل تصاعد الطلب على التعليم وتراجع أو ثبات معدل تنفيذ المشروعات المدرسية، ومسؤولو التعليم لدينا يدركون تماما حجم هذه المشكلة ويعرفون آثارها المدمرة على التعليم، كما انهم على دراية تامة بما يجب أن يكون عليه المبنى المدرسي, ولو طلبت من أي قيادي تعليمي تسمية أكثر مشكلاتنا التعليمية عنادا لاعتدل في جلسته وقال لك على الفور وبملء فيه: المباني ,, المباني المدرسية,ولقدوجدت إدارات التعليم نفسها وبسبب النقص النوعي والكمي في المبنى المدرسي مضطرة إلى حشر أعداد كبيرة من الطلاب في الفصل الواحد،ومن هنا تبدأ عادة قصة تردي وتخلف التعليم الحزينة,ومن أجل تقديم تعليما راقيا تنادى التربويون مطالبين بضرورة خفض عدد الطلاب في الفصل , ولكن تخفيض عدد الطلاب في الفصل دونه خرط القتاد، فتحققه يتطلب مزيدا من الإنفاق التعليمي (أي مزيد من المباني ومزيد من المعلمين) ,ولو قبل التربويون في هذا الشأن بحلول وسطية فلن يقبلوا إطلاقا أن تبقى فصول المراحل المبكرة من التعليم ذات كثافة طلابية عالية, فالبحوث في هذا الشأن تؤكد على أن خفض عدد الطلاب في الفصل يحدث أثرا إيجابيا على تحصيل طلاب المرحلة المبكرة أقوى منه في المراحل العليا (وفي كلٍ خير).
هل تريد أن تعرف بعضا مما يمكن أن يحدث عندما نخفض عدد الطلاب في الفصل؟ أنظر: سوف يلقى كل الطلاب اهتماما فرديا من قبل معلمهم،وسوف يجد المعلم الفرصة مواتية ليخرج من حلقة الإلقاء والتلقين، ويتعرف عن قرب على قدرات طلابه،ويراوح في استراتيجياته،وسوف يتوفر لكل من المعلم والطالب المساحة الكافية للتحرك والعمل، كما سوف تنخفض المشكلات السلوكية،وسوف يجد الطلاب فرصة أفضل ليتحدثوا لمعلمهم ويتحاوروا ويستفيدوا من أدوات ومصادر التعلم،وسوف يكون المعلم عموما في وضع نفسي أفضل ليقدم عملا نوعيا راقيا, انني متفائل بأن مشكلة المبنى المدرسي هي في طريقها للحل, ومصدر تفاؤلي يأتي من كون هذه الإشكالية التعليمية بالذات قد أدرجت على جدول أعمال أعلى سلطة تنفيذية في هذه البلاد (مجلس الوزراء)؟
(E mail: Alomar20.yahoo.com)
د, عبدالعزيز بن سعود العمر
|
|
|
|
|