أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th June,2000العدد:10118الطبعةالاولـيالأحد 9 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

نوافذ
الزعيق ,,, !!
أميمة الخميس
أكثر الحكومات زعيقا على المستوى السياسي هي أقلها انتاجا على المستوى الحضاري والفكري والاقتصادي وأي شيء من الممكن ان تتخيلونه، فكلما ارتفعت نبرة الشعار وارتفعت حدة وتيرته كلما تقلص الانجاز الحضاري في تناسب عكسي ثابت بينهما، وكثيرا ما يتخذ الامر منحى يقترب من (الكوميديا السوداء) ولم تزل أنحاء كثيرة من العالم العربي تكفل لنا هذا العرض الممتع دائما.
ففي بلد مثل السودان مثلا حيث تتوفر جميع العوامل البيئية التي من شأنها أن تأخذ السودان الى اطوار حضارية متقدمة للغاية، نجد أنه اعتقل داخل حكومة الشعار الكبير حيث الكثير من الألقاب والمسميات الكبيرة المخيفة (مثل المجلس الوطني والبرلمان والمجالس الشعبية,, إلخ) على حين تجد أن الممارسة الديمقراطية شبه معدومة على أرض الواقع وبدلا من هذا تجد حكومة عسكرية، عاجزة على خلق المناخ، الحلم الذي كانت تعد به المجاميع إبان وصولها للسلطة، وما الصراع على السلطة في السودان في الوقت الحالي الا صراع عشائري عاجز عن أن ينزل النظرية الى حيز الفعل ودائما عند المحكات الحقيقية يستغل الحاكم العسكري صلاحياته المخول بها بغرض حل البرلمان وفرض الاحكام العرفية، في مسرحية حفظناها الى حد الملل, لا تنفك تتكرر باختلاف بسيط حول بعض التفاصيل!!
ولا تترك الاطراف المتصارعة أي وسيلة توظفها في معركة ترتفع فيها الامجاد الشخصية دون سواها من الامور حتى لو كان هذا توظيف الرموز والأسماء الاسلامية في عملية استقطاب وتسخير للمجموع البسيط الجاهل، وحينما سمى أحد رموز السلطة في السودان تجمُّع الناس في حديقة منزله ب(النفرة) تذكرت صواريخ صدام حسين التي سمّاها العباس والحسين والمدفع الملقب بيوم القيامة، وجميعها ولله الحمد لم توجه وتطلق الا ضد إخوانه من العرب والمسلمين.
وهذا بالضبط ما تفعله السلطة المستبدة والتي تنطلق من جماحها دون وازع أو رادع ودون أن يكون هناك من المؤسسات الشعبية والاعلام الحر الذي يكفل الاخذ على يد المسيء ومحاسبة المخطىء.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved