| تحقيقات
تحقيق: رياض العسافي
وسط عالم ارتبط دون ان يعلم بذلك الجهاز الذي يسمى الكمبيوتر حتى صار مقياساً تقاس به الامية او ما يطلق عليه في الغرب الامية الالكترونية من حيث عدم توافق بعض المتعلمين او حتى المثقفين في كثير من الدول مع الكمبيوتر، وربما يكون من المفيد قبل الدخول في تفاصيل التحقيق القول بأن نسبة المتعاملين بجهاز الكمبيوتر في العالم تتأرجح بين 17 الى 22 في المائة من اجمالي 6 مليارات نسمة هم سكان الكرة الارضية غير ان الاوروبين الغربيين والاميركان يشكلون 86 في المائة من هذه النسبة المحدودة.
وبمعنى اكثر وضوحاً فأن غالبية مستخدمي نظم الكمبيوتر في العالم هم من الغربيين وربما لا تكون هناك اي غرابة كونها من المعلومات المعروفة غير ان ثمة معلومة اخرى غير معروفة، اذ قد يصطدم البعض عندما يعلم ان 78 في المائة من الاطفال البالغين خمسة اعوام استخدموا جهاز الكمبيوتر اكثر من مرة في تصعيد هذه النسبة الى 84 في المائة لذوي السبعة اعوام وحسب ما تفيد به معاهد بحثية امريكية فإنه في غضون ثلاثة اعوام يمكن اعتبار الطفل ذي التسعة اعوام الذي يستخدم جهاز الكمبيوتر على انه يعاني نقصاً في ثقافة الكترونية، لذلك فإن مدارس المتفوقين الامريكية ألغت الدراسة عن طلابها واستبدلتها بجهاز كمبيوتر محمول نوت بوك بامكانه ان يلبي حاجات الطلاب اكثر من الكتاب وهو امر امتد ليشمل حتى المدارس الخاصة بالطلاب العاديين.
إذن العالم يتطور ويدخل آفاقاً جديدة كل يوم، ليس هذا فحسب انما في كل خطوة تطور ينظر العالم المتقدم على قرينه المتأخر نظرة تحد كأنه يقول له: انا ذاهب الى المستقبل,, ولن ابالي بمن لن يلحق بي! .
عالم الإنترنت
والحديث عن الكمبيوتر لابد ان يجر الى الدخول في تفاصيل اهم وأخطر وسيلة اتصالات معلوماتية عرفها العالم: الانترنت, فاذا كان هناك عالم للبشر، فانه ثمة عالم آخر للمعلومات تحفل به شبكة الاتصالات العالمية حتى بات هذا النظام مسيطراً في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية وحتى السياسية، واذا كان الكبار او حتى من دونهم سناً فاتتهم فرصة دخول هذا العالم المشوق لعدة اعتبارات فألا يحق للصغار ان يقتحموا هذا المجال لئلا يتعرضوا مثلما تعرض المجتمع لأعراض نقص الثقافة الالكترونية ولكن هناك محظورات قد يقع فيها الصغار مما تسيء او تشوه عملية التعلم والاستزادة من العلم والمعرفة خاصة اذا تمت بعيداً عن رقابة الكبار ثم هل توفر مقاهي الانترنت وجبات ثقافية ملائمة لأطفالنا,, للاجابة على تلك التساؤلات ومن اجل وضع النقاط على الحروف ندخل غمار هذا التحقيق مع الاستاذ ابراهيم الغمري رئيس تحرير مجلة سعودي شوبر واحد المهتمين بثقافة الطفل وعلوم الحاسب الآلي والانترنت وله مؤلفات في هذا الخصوص تحدث للجزيرة عن خطورة ارتياد الاطفال لمقاهي الانترنت قائلاً: مقاهي الانترنت مثلها مثل باقي الاماكن التي يمكن ان يرتادها اطفالنا فليس هناك ما يمنعهم من دخولها او الاستفادة مما فيها إضافة الى وجود الانترنت وهو العالم المفتوح المليء بالخير والشر، وما نحتاجه لنجعل مقاهي الانترنت اداءة خير وعلم هو التوجيه السليم والامثل لاستخدامها، فلا يكفي ان نقول لأطفالنا علينا الاستفادة من الكمبيوتر والانترنت وبالتالي علينا استخدامهما فهذا لا يكفي، بل علينا ان ندلهم على الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على هذه الاستفادة، فالاطفال لا يدركون هذا الجانب، والكارثة ان القائمين على ثقافتهم وتعليمهم قد لا يدركون ذلك ايضاً.
واوضح الغمري ان الانترنت فيه جوانب ايجابية واخرى سلبية وكذلك مقاهي الانترنت وواقع الحياة اليوم ووتيرتها جعل كل ما نستخدمه من وسائل التكنولوجيا او نتعاطى معه بجانبين متناقضين الايجاب والسلب، الخير والشر، ومن هذه الزاوية او الرؤية نرى ذات الشيء بالنسبة للتلفزيون والقنوات والنادي ومدينة الالعاب الترفيهية والشارع، المهم في ذلك ان نزرع لدى الاطفال وقبلهم الكبار الرقابة الذاتية واختيار طريق الخير والاستفادة منه.
وعما يجذب الاطفال للانترنت يقول الغمري: ما يجذب الاطفال والكبار ايضاً للانترنت انها عالم كبير ومنفتح فوجود هذا الكم الهائل من المعلومات التي نحتاجها او نميل اليها او نحب او نكتشفها عامل من عوامل الجذب، كما ان طريقة عرض تلك المعلومات بالصور الثابتة والمتحركة احياناً عامل آخر، إضافة الى وجود آفاق كبيرة للاستفادة منها في كافة نواحي الحياة سواء كانت ثقافية او اجتماعية او اقتصادية او ترفيهية كل ذلك وغيره عوامل جذب لجعل الصغار والكبار من المنجذبين للانترنت بل وصل الامر لبعضهم الى حد الادمان ان صح التعبير.
وعن البديل اجاب: نحن نحتاج الى التفكير في البديل عندما يكون ما نعاني منه سيئاً جملة وتفصيلاً او معظمه سيئا، ولا أعتقد ان احداً يقول بذلك عن الانترنت، فلا شك ان فيها الكثير من الايجابيات التي نحن واجيالنا القادمة بحاجة اليها.
واضاف: ارى اننا لا نحتاج الى بديل، بل نحن بحاجة الى توجيه سليم لكافة افراد المجتمع للاستفادة من الايجابيات والبعد عن السلبيات، وهنا يبرز دور الجهات المسؤولة عن ثقافة الطفل خاصة وان الانترنت الان موجود في عدد من المدارس الحكومية والخاصة وكذلك هناك دور لوسائل الاعلام من خلال طرح برامج توجيهية تقدم وسائل البحث المفيدة عن المعلومات والمواقع التي تثري ثقافة المجتمع.
مواقع للفنانات والإباحية
وعن المواقع التي تجذب اطفالنا في مقاهي الانترنت اجاب الغمري: للاسف الشديد اطفال الانترنت لا يعرفون الا مواقع الفنانات والرياضيين مواقع الحوارات، هذا اذا لم يصلوا بطريق الصدفة او العمد الى المواقع الاباحية والسيئة.
فمعظم الفنانين والفنانات العرب وضعوا مواقع لهم على الانترنت ليكون حضورهم ليس على اجهزة التلفزيون فحسب، بل حتى على جهاز الكمبيوتر الذي يمكن ان يكون اكثر فائدة، وكذلك الامر بالنسبة للرياضيين والقنوات الفضائية ومواقع التسلية والترفيه.
ونحن بحاجة إلى ذلك بجانب العلم والثقافة والمعرفة، ولكن هذا ما غلب على اهتمامات اطفالنا وهذا مالا نريده تحديداً.
وما يقتل أوقات ومواهب اطفالنا ايضاً ما يستنفدون طاقاتهم به في الحوارات السخيفة وارجو ان يعذرني القارىء على هذا التعبير على المواقع الخاصة بالحوارات او ما يعرف chat ، بل إنها وللاسف الشديد قد تطال الطفل من النواحي الاخلاقية والدينية، واود ان اشير هنا الى ان مواقع الحوارات chat وجدت اصلاً لفائدة الناس، وتبادل الافكار البناءة والمفيدة والاتصال بالاقارب والاصدقاء ومحاورتهم.
ويضيف ان اطفال الانترنت بحاجة الى ادراك هذا الجانب من خلال توجيههم الى ان هذه المواقع وضعت لتبادل الافكار البناءة والمعلومات المفيدة والمناقشات العلمية والمذاكرة مع الزملاء وحل الواجبات المنزلية، كما انهم يحتاجون الى مواقع كثيرة تلبي احتياجاتهم وخالية من الدخلاء والمسيئين بحيث تكون مخصصة للاطفال ومحمية من غيرهم، وما يحتاجه اطفال الانترنت هو التوجيه الى المواقع التي يمكن ان يستفيدوا منها في تقدمهم ثقافياً وعلمياً، وهم يحتاجون الى المواقع العربية الموجهة لهم، والتي نادراً ما تتواجد لقلة المهتمين بها.
بديل الإنترنت الانترنت نفسه
اما الدكتور عبدالله بن سلطان السبيعي استاذ الطب النفسي المشارك بكلية الطب جامعة الملك سعود رئيس المجلس السعودي للطب النفسي فيرى ان العالمين الإسلامي والعربي يواجهان انفتاحاً على ثقافات الامم الاخرى من خلال الانترنت بدون استعداد كاف يمنع هذه المتغيرات من اقتلاع اطفالنا وشبابنا من جذور ثقافتهم، واضاف: من المسلم به ومن طبائع البشر ان يتشبثوا بثوابتهم عندما يجدوا انفسهم في مواجهة رياح عاتية تهز معتقداتهم وقناعاتهم لذلك نجد المبتعثين والمهاجرين من شتى الدول الاسلامية يتلاحمون ويتمسكون بثوابت دينهم في مواجهة الغربة وثقافة الامة المضيفة.
واشار الى ان الانترنت مصدر ضخم للمعلومات غثها وسمينها ولا بأس من ارتياد الاطفال لمقاهي الانترنت وتصفح المواقع التي تلائم مداركهم ولا تتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، لذلك فأن وجود رقيب على الاطفال امر ضروري ولعل الدولة قد احسنت في عمل بعض الحواجز الحائلة دون الدخول للمواقع المخلة والمنافية لديننا، والواقع ان هذه الحواجز لم توضع للاطفال ولكن للكثير من الكبار الذين تصغر عقولهم وتأجج عواطفهم وشهواتهم عند التعرض لاقل المغريات.
وان عدم الاشراف على الاطفال عند ابحارهم في مجاهل الانترنت لابد ان يترك اثراً ويحدث تغييراً في افكارهم ينعكس على سلوكهم وعلاقاتهم، هؤلاء هم اطفال اليوم شباب الغد القريب ورجال الغد الأبعد المنظور لابد ان تصطبغ ثقافتهم ومفاهيمهم, والانترنت في مجمله ثقافة غربية، ومن طبائع الامور وسنة الحياة ان يقلد الضعيف القوي ونحن والشكوى لله شعوب تعاني من الضعف الثقافي والنفسي والشعور بالهزيمة ولابد ان نكتسب من ثقافة الغرب التي اكتسحت كل الشعوب الا من رحم الله، هذا التغير العقائدي والفكري والسلوكي لابد وان ينعكس على علاقاتنا كأفراد واسر.
وعن البديل الذي يمكن ان نوفره لاطفالنا فأن بديل الانترنت هو الانترنت نفسه لكن نوفر فيه مواقع عربية اسلامية مثيرة وجذابة مصممة بعناية تحتوي المفيد والجديد في نفس الوقت,, ولابد ان نجاري العصر ونركب قارب النجاة باستعمال سلاح العصرنة والتقدم.
وعن ما اذا كان بامكان طفل الانترنت الاستغناء عن اللقاءات الاجتماعية والتواصل مع المجتمع عبر هذا الجهاز الإلكتروني اجاب د, السبيعي انه وبالرغم من ان الانترنت يربط بين اطفال الدنيا ومنهم من يتخاطب ويشاهد اصدقاءه في منازلهم في اقصى المدينة او مدن اخرى ولكن هذا بدون شك يضعف مهاراتهم الاجتماعية واساليب التواصل اللفظي والبصري والسلوكي الحركي ثم من اين يتعلمون الاصول والواجبات والكرم والصدق والدفاع عن النفس والنقد والرد على النقد والمناورة والمفاوضة، كل هذه الامور تحتاج الى لقاء بشري لا لقاء الكتروني.
يا أصحاب المقاهي خافوا الله
أما أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارك في كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور سعد بن مسفر القعيب فقد حذر من كثرة وجود مقاهي للانترنت قائلاً: إن الانترنت بقدر ماهو نعمة فهو نقمة لانه سلاح ذو حدين لتسهيل المعرفة والحصول عليها في اسرع وقت ممكن وكذلك يتيسر الاطلاع على مناظر اخرى تتعارض مع اخلاقيات شبابنا ويوجد انتهازيون كثيرون يستغلون الفرص حتى ولو على حساب مصلحة الامة وابنائها فما مقاهي الانترنت الا من الابتلاءات التي وقعت على صدر هذه الامة والمفروض ان يحد منها ولا يترك الحبل على الغارب لما لها من اضرار في تدمير اخلاق الشباب خاصة اليافعين منهم ولدي بعض المعلومات انها اصبحت تتسابق على جذب الشباب بما تتيحه من امكانيات مدمرة اخلاقياً، فأنا اشك في وطنية هؤلاء وغيرتهم على ابناء بلدهم، والا فمصادر الرزق كثيرة وليست فقط هي مقاهي الانترنت والمفروض ان تقاوم هذه الظاهرة الخطيرة لانها تسبب الاحتكاك بين السلبيين والايجابيين من الشباب دائماً الشر يتصدر مثل هذه الاماكن فربما تفسد اخلاق الايجابيين وتضيع الجهود التي بذلت معهم في التربية من قبل والديهما.
وعن تخصيص اماكن للانترنت للصغار في المقاهي يرى القعيب انه لاداعي لذلك لانه يشجع على انتشار الظاهرة واذا كان الامر حتمياً فلابد من مصاحبة الاب لابنه ويعطيه وقتاً كافياً للتمتع مع ضرروة مراقبته.
وعن البدائل التي يمكن ان تكون عوضاً عن مقاهي الانترنت يقول القعيب: اقامة اندية اجتماعية للشباب وتقوم نخبة صالحة بمراقبتها وتقوم هذه الاندية برحلات ومخيمات وقوافل تشد الشباب وتجلب لهم السعادة والاستقامة ويمكن ان تكون هناك مساهمات لعضوية هذه الاندية على غرار المدارس الخاصة بحيث يكون للنادي سعة محددة لا يزيد عليها في عضوية من الاعضاء ويجب ان تكون منتشرة في الاحياء لتقوم بخدمة ابناء الحي وستجد كما اتوقع ترحيباً كبيراً من اولياء الامور خاصة اذا كان القائمون عليها شباباً صالحين ويتقربون الى الله بهذا العمل دون السعي للمكاسب المادية التي يسعى اليها اصحاب مقاهي الانترنت كفانا الله شرهم، وفي هذه الاندية يتعلم الشباب الصغار السلوك الحسن والمداومة على العبادات وممارسة هواياته وحفظ وقته والارتباط بالمجتمع عوضاً عن العزلة التي تفرضها مقاهي الانترنت.
مصاحبة الآباء
مدير مدرسة ابن رشد الابتدائية الاستاذ صالح بن محمد السيف حذر اولياء الامور من تركهم اطفالهم في الذهاب منفردين او مع اصدقائهم لمقاهي الانترنت وطالبهم بمصاحبة ابنائهم حتى تكون الرقابة مثمرة وموضوعية وفي المكان المناسب حتى لا تفلت الامور ونندم حيث لا ينفع الندم، وأيد الاستاذ عبدالعزيز بن صالح العنبري المدرس بنفس المدرسة رأي السيف واضاف ان اغلب الشباب الذين يرتادون مقاهي الانترنت ليس في بالهم سوى تمضية الوقت لقتل الفراغ بأشياء غير مفيدة تزيده ضياعاً وتبعثر افكاره ونصيبه منها خسارة مادية وعقلية.
تجذبنا الأشياء المفيدة
احد الشباب اوقفته الجزيرة وعرف نفسه بأنه/ نادر لافي العنزي 13 سنة طالب في السنة السادسة الابتدائية وامتدح نادر الانترنت قائلاً بانه سهل علينا اموراً كثيرة وجعلنا نستغني عن التلفاز والمذياع والصحف والمجلات فعن طريقه نعرف جميع الاخبار العالمية دون اي صعوبة كما اغنانا عن الهاتف بحيث تستطيع الحديث مع الناس كما يمكنك معرفة العديد من العلوم والمعلومات عن حضارات البلدان الاخرى والتعرف على احداث المخترعات والآلات، كما امكنا من خلاله التعرف على اناس من بلدان مختلفة وتعلمنا لغتهم وحدثناهم كثيراً عن بلادنا وشعبنا لكن رغم هذه الايجابيات الا ان هنالك من يسيء استخدامه ولا ينتبه الى فوائده ومنهم من يستخدمه كوسيلة للتجسس على الغير ومنهم من يستطيع من خلاله اتلاف اجهزة الغير.
اما رأفت عادل 12 سنة فيرى ان للانترنت خطورة على الاطفال وله تأثير على العلاقات الاجتماعية من خلال قضاء بعض الاطفال اغلب اوقاتهم على الانترنت فينشغلون عن اهليهم ودراستهم فتصبح بين الطفل والانترنت علاقة دائمة عديمة الانفصال لذا يجب على الطفل الانتباه الى نفسه ويركز اهتمامه على دراسته.
ويؤيد سعد بن منصور الدريس 12 سنة رأي زميله ويضيف بأن الشخص بامكانه ادخال بعض الصور للحفظ وقال إن اكثر ما يجذبه في الانترنت عمل الاتصالات وادخال المعلومات المطلوبة وعمل الرسائل وحفظ بعض المعلومات التي يمكن الرجوع اليها في اي وقت.
يمنع دخول أقل من 17 سنة
ثم عدنا مرة اخرى لاخصائيي الاجتماع والتقينا بالدكتور صالح بن رميح الرميح استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، في جامعة الملك سعود بالرياض الذي برر توجه هؤلاء الشباب نحو مقاهي الانترنت بنقص وسائل الترفيه او نوعيتها في المنزل والمجتمع لذا اتجه بعض الشباب نحو ممارسة نشاطات وعادات سيئة في اماكن حددت اصلاً لتقديم خدمات جليلة ونافعة للشباب والمجتمع فمقاهي الانترنت والحق يقال لها وظائف ايجابية كثيرة منها تقديم هذه الخدمة للبعض لصعوبة حصولهم على هذه الخدمة من ناحية مادية او مكانية,, الخ وتقدم هذه المقاهي تلك الخدمات لطالبيها بشكل ميسر وفي مواقع قريبة من احيائهم السكنية وتبرز قيمة هذا الموضوع في انه يناقش قضية قطاع كبير في المجتمع ينتظره دور كبير في المستقبل في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لذا يجب ان نهتم بمشاكل تلك الفئة ودعوة الباحثين والمتخصصين في العمل على وضع الحلول المناسبة لها.
ويواصل الرميح: ان الانترنت يحمل فيما يشبه من صور واخبار وبيانات ومعارف مختلفة اهدافاً وقيماً ونظماً اجتماعية تختلف تمام الاختلاف عن ثقافتنا بالاضافة الى انه يعد وسيلة من وسائل الغزو الفكري للشباب من اجل تحويلهم الى نماذج مقلدة لموجة هذه الوسيلة العصرية فالانترنت اصبح وسيلة لترويج الافكار الخبيثة والمحرمة والمشبوهة.
ويشير الرميح الى ان المتطلع للشروط والضوابط المعدة من قبل وزارة البلدية والشؤون القروية لمقاهي الانترنت يلاحظ انها قد اعدت بانتقائية عالية وتتناسب مع واقع مجتمعنا وحاجته لهذه الخدمة، وارى ان هذه المقاهي تحتاج الى تطبيق واشراف دقيق ومتابعة مستمرة من الجهات المختصة واغلاق المقاهي التي تقدم مواقع لا اخلاقية وتخالف تعاليم ديننا الاسلامي لصعوبة منع تلك المواقع لتعددها وتنوعها وتجددها، كما اتمنى منع دخول الشباب اقل من 17 سنة لتلك المقاهي.
وعن دور الاسرة في تلك القضية الاجتماعية الهامة يجب عليها الاهتمام بتربية ابنائها خاصة المراهقين وتوجيههم من خلال الاقناع وبيان مخاطر هذه المقاهي واضرارها الاجتماعية والمادية والاهتمام بنوع الاصدقاء وتربيتهم تربية دينية تبعدهم عن الافعال الرديئة وتوعيتهم بالمخاطر الناجمة عن هذه المقاهي وانها تسعى للكسب المادي.
وقد حدد د, الرميح الاثار السلبية لارتياد هؤلاء الشباب تلك المقاهي كالتالي:
* انفاق الوقت الطويل امام شبكة الانترنت والابحار من موقع الى آخر مما يتسبب في اهمال الشباب المذاكرة وقضاء لوازم اسرتهم.
* الانبهار بما يعرضه الغرب من افكار ومعلومات وموضات وما ينشأ عنها من تطبع بطباعهم والتأثر باخلاقهم.
* هدر المال خاصة اذا استمر ساعات طويلة.
* اقامة علاقات مشبوهة مع الجنس الآخر مما قد يؤدي الى انعزال الفرد عن الآخرين كذلك النظر الى ما حرمه الله.
* التعود على الاطلاع على المنكر وعدم انكاره من خلال المواد المختلفة.
** هناك ايضاً اثار صحية سلبية على العينين والظهر.
كلمة لابد منها
ليس هناك مجال للشك في انه يمكن للانترنت ان يصبح مصدراً لا نهائياً للمعرفة والاستمتاع بالنسبة للشباب الصغار غير انه قد يتحول لمصدر للضغط بالنسبة للآباء الذين يساورهم القلق ازاء درجة الامان التي يتمتع بها ابناؤهم اثناء ابحارهم في الانترنت.
وتصبح الرقابة عملية صعبة للغاية عندما يكتشف بعض الشباب والصغار الاشياء المتاحة على الانترنت، فأي منهم يعلم الحد الادنى من قواعد الكتابة بالانجليزية يمكنه الدخول الى عالم كامل من المواقع الحافلة بالمواد الخارجة التي لا يفرض عليها اي نوع من الرقابة.
وبالطبع جيلنا لم تتح له الفرصة عند صغرنا لاستخدام الانترنت لذا ارى أنه بات من الضروري في الوقت الحاضر تعلم الآباء الانترنت وادخاله في بيوتهم لكي يكون تحت اشرافهم ومراقبتهم ويمنعون بالتالي ابناءهم من ارتياد المقاهي كما يجب على الاباء قبل ان يسمحوا لابنائهم باستخدام الانترنت ملاحظة عدة امور منها:
* تحذير الاطفال من اعطاء معلومات شخصية عن انفسهم للاشخاص الذين يقابلونهم في الانترنت لاسيما في الاماكن العامة من الشبكة التي يشترك بها اكثر من شخص مثل غرف الثرثرة.
* تحذيرهم من تنظيم لقاء مع احد الاشخاص من معارف الانترنت وجهاً لوجه دون استشارة الوالدين اولاً.
* تعليمهم عدم الرد على ما يمكن ان يتلقوه من رسائل الكترونية مسيئة.
* إرساء قواعد واضحة لاستخدام الانترنت بالنسبة للاطفال.
* وضع جهاز الكمبيوتر في غرفة المعيشة او في أي منطقة مفتوحة من المنزل او استخدام الكمبيوتر في صحبة الوالدين.
|
|
|
|
|