أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th June,2000العدد:10117الطبعةالاولـيالسبت 8 ,ربيع الاول 1421

عزيزتـي الجزيرة

على سلّم النتائج,, وعتبة الجامعة
واقف أنت على ضفاف الأمل,, بعد أن انجلت رياح الاختبار,, تحت مظلة الانتظار,, واقف أنت واجم النظرات,, متلهف للدرجات,, تلوّن الحيرة ملامحك المسكونة بالتحفز والتوثّب,, وعلى خاطرك غلالة من الشجن,, وفي ذهنك ألف تساؤل وتساؤل,, مضيتَ تقلّب الصحف,, ترنو للنتائج,, تسأل عن المعدّل,, عيناك تحرثان الاسماء الموسومة بعلامات النجاح,, تريد أن تزفّ البشرى,, ولم تنته المهمة الصعبة بعد,, فأمامك مساحات تذرعها ومسافات تقطعها وأسئلة تزرعها فوق هضبة التحرّي,, وهناك علامات استفهام وصيغ مبالغة,, وأساليب تعجب,, وما زلت تفتش الجرائد,, تقرأ المعاهد,, تسأل عن شروط القبول,, وعن انتظار قد يطول,, آه ما اصعب ان يسقى النجاح بالذّبول,.
مضيت تسأل وتترقّب,, إلى أين تذهب؟
ولم تزل تسأل عن أوراق الكليّة,,وشروط الأمنّية,, وعن جامعة ولو أهلية,, حتماً تستبد بك الهواجس,, وتقيدّك خيوط الحيرة,, تتقاذفك موجات التوتر,, وربّما عصفت بابتسامتك تيارات اليأس,, وتلاعبت بمشاعرك رياح القلق وأنت تبحث عن معهد أو جامعة وعن أذنٍ سامعة,.
نعم,, قد يخذلك المعدّل,, أو لا تسعفك النسبة,, وربما حضرتَ في الموعد,, ولم تحصل على المعهد,.
عفواً أخي الطالب نحن معك بقلوبنا ودعائنا سائلين الله تعالى أن يتوج جهودك بموقع ملائم فيه مستقبل الوظيفة لتمارس مهنة شريفة,.
لا تيأس أيها الشاب المكافح,, ولا تنثر عبارات التذمّر,, أو ترسم ملامح التضجّر,, أطلق خيول الاستشارة ودعاء الاستخارة,, واستفد من تجارب الآخرين,, ناقش أهل الخبرة,, استنر بأصحاب العقول المفكّرة,, أعط نفسك قراءة متأنية,, ناضجة قبل أن تلتحق بأي مجال,, فلا وقت للتجريب,, واعلم أن أي ميدان تنطلق إليه لا بد من أن يكون ملائماً لقدراتك,, منسجماً مع ميولك واتجاهاتك,.
واحذر أن تتأثر بزملائك فتجاريهم في التخصص,, كن مع إمكاناتك وتأمل دائرتك,, وليس ثمة حرج لا تحرم الأفق المهني من مواهبك واستعدادك,, مستقبلك المهنة الشريفة أياً كان موقعها في فضاء العمل,, أجل لقد أصبحت المهنة مفتاح العطاء,, وريشة تلوّن السواعد,, وبخاصة وقد بات التعليم المهني قطاعاً مميزاً له آليّته الواضحة وأبعاده الملموسة ورؤيته الناضجة لاحتضان الشباب الراغب في التدريب والتأهيل في وطننا المعطاء,.
عذراً أخي الطالب وأنت تحمل الشهادة الثانوية,, تقف على مفترق الطرق,, لا تدع ابتسامتك تحترق,, تحت أحلام الوظيفة,, وفي اجواء القبول بتداعياته المتباينة,, فلك في خريطة العمل متّسع,, لا تربط امانيك بموقع واحد , أبحر فوق امواج التعليم الفنّي أوحلّق في آفاق الدراسة المهنية ,, لقد انعتقت همم الشباب من هاجس الوظيفة المكتبيّة وتخلّصت طموحاتهم من دائرة الأفق المكتبي الضيّق,.
أرسل النظر بعيداً,, وتأمّل تضاريس العمل فستجد لك موقعاً مشرّفاً,, وهويّة انتمائية مضيئة,, وكن متفائلاً وأنت تطرق أبواب القبول,, والأمل أن تكون المعاهد والكليات أكثر مرونة واستيعاباً وبخاصة مع هذا الكم الهائل من الناجحين في الثانوية العامة الذين خدمتهم معطيات اللائحة الجديدة للاختبارات,, وختاماً: دعاؤنا بالتوفيق للحاصلين على هذه الشهادة في حديثهم الموسمي عن هموم القبول.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved