| محليــات
في إطار السنّة الحميدة التي استنها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله والتي بدأها بنفسه يوم كانت جولاته الميدانية لا تنقطع ليصل بها إلى المواطنين في مواقع أعمالهم وأماكن سكنهم في المدن والقرى والهجر,, ودعا الوزراء، وكبار المسؤولين للاقتداء به والذهاب إلى المواطنين في أماكنهم وتلمس احتياجاتهم لتوفيرها، في هذا الاطار بدأ أمس صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية زيارة تفقدية إلى منطقة نجران التي تمثل جزءاً عزيزاً وغالياً من أرض الوطن الحبيب.
وقد عبّر الترحيب الرسمي والشعبي الذي استقبل به سموه أمس وتواصل المهرجانات الاحتفالية بمقدم سموه، عبّر أصدق تعبير عن التلاحم الوطني والإنساني بين رموز القيادة الرشيدة والمواطنين في مختلف ارجاء البلاد، بما يعكس الطبيعة المتميزة والفريدة في العلاقة الأسرية الكبيرة في بيتنا الكبير المملكة .
وقد ثمّن خادم الحرمين الشريفين أيده الله هذه العلاقة بين القيادة والقاعدة بقوله: (إن العلاقة بين المواطنين وولاة الأمور في هذه البلاد قامت على أسس راسخة وتقاليد عريقة من الحب والتراحم والعدل والاحترام المتبادل والولاء النابع من قناعات حرة عميقة الجذور في وجدان أبناء هذه البلاد عبر الأجيال المتعاقبة، فلا فرق بين حاكم ومحكوم، فالكل سواسية أمام شرع الله، والكل سواسية في هذا الوطن، في الحرص على سلامته ووحدته وعزته وتقدمه (1) .
وبدوره عبّر سمو ولي العهد الأمين عن العلاقة بين القيادة والمواطنين بقوله: (تظل أبوابنا مفتوحةً، ونبدأ أيامنا بدءاً بالهموم الصغيرة للمواطن العادي، وانتهاءً بهموم الدولة الكبيرة,, هنا لدينا خطٌّ مضمونه العقيدة الإسلامية، طالما نحن متمسكون بها فإن المخاطر غير واردة، فليس لدينا شهوات للحكم تخلق صراعات بين شخصيات الحكم,, لكل منا دوره في تأمين استقرار بلده وخدمة شعبه) (2) .
في إطار هذا التحديد الصريح لمهام الحاكم ومسؤولياته تجاه الوطن والمواطنين تجيء زيارة سمو وزير الداخلية الحالية لمنطقة نجران حيث يلتقي المواطنين من مختلف القطاعات والفئات بقلب مفتوح يستمع إليهم ويتلمس احتياجاتهم وطموحاتهم إلى مزيد من الرفاهية والراحة وليطمئن إلى أنهم يتمتعون بكل ما أنعم الله به علينا من خيرات لا تحصى أو تعدُّ وفي مقدمتها نعمة الأمن,, أمن الدولة وأمن المجتمع وأمن الفرد والأسرة,.
لأنه في ظل استتباب الأمن والشعور الذاتي به، يزداد التلاحم وثوقاً وقوة، وتتفجر أحلام الطموحات كما تتفجر فينا جميعاً ومعاً القوة القادرة على تحقيق تلك الأحلام لتصبح بعض حقائق واقعنا في حياتنا العامة والخاصة.
ولعلّ مباهج الاستقبالات الرسمية والشعبية التي تعيشها منطقة نجران احتفاءً بزيارة سمو وزير الداخلية، تعكس عمق مشاعر الغبطة بلقاء سموه، والتفاؤل بنتائج زيارته بما يعود على المنطقة والمواطنين خيراً ونعمة.
* حاشية :
(1) من خطاب خادم الحرمين الشريفين للمواطنين يوم 27/ شعبان 1412ه حين قدم أنظمة الحكم والشورى والمقاطعات.
(2) من حوار سياسي لسمو ولي العهد مع صاحب ورئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية نشرته معها الجزيرة بتاريخ 18/ جمادى الآخرة/ 1403ه.
الجزيرة
|
|
|
|
|