أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th June,2000العدد:10117الطبعةالاولـيالسبت 8 ,ربيع الاول 1421

محليــات

الأمير نايف والمنظور الاجتماعي للأمن
بدر أحمد كريم
ينظر علماء الاجتماع إلى الأمن، على أنه ضرورة اجتماعية Social Imperatives ، ومن ثم فقد عدوه المطلب الأساس للتنظيم الاجتماعي، الذي يهيئ حل المشكلات الناشئة من العلاقات بين الأفراد ، واشترطوا وجوب توفر جميع أشكال التنظيم الاجتماعي،هذا المطلب إذا كان للتنظيم أن يبقى
ويُفهم من هذا أن الأمن، أصبح حاجة اجتماعية أساسية، لايستطيع الفرد أو الجماعة أو المجتمع الاستغناء عنها أوالعيش بدونها، يستوي في ذلك الغني والفقير،والصغير والكبير، والمرأة والرجل، كما لا تستقيم الحياة بدونها،لأن الخوف وهونقيض الأمن من شأنه أن يمزّق عرى العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، ويشيع الذعر بينهم ،ويقضي على تآلفهم، وتكاتفهم، وتضامنهم الاجتماعي.
تداعت إلى ذهني هذه المعاني وأنا اقرأ كلمة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، التي ألقاها مساء يوم الأربعاء 5 ربيع الأول 1421ه ، في حفل تخريج الدورة السادسة والخمسين، من طلبة كلية الملك فهد الأمنية بالرياض، وسرعان ما استعدت جملة جمعت فأوعت، ضمن كلمة وجهها إلى المواطنين عام 1344ه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أجمل فيها قيمة الأمن للفرد والجماعة والمجتمع في قوله:إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون .
ولم يكتف عبدالعزيز بذلك فحسب، بل طلب من الجميع ان يخلدوا للراحة والطمأنينة ، كما حذر الجميع من نزغات الشياطين، والاسترسال وراء الأهواء التي ينتج عنها فساد الأمن في هذه الديار والتزم الملك عبدالعزيز في هذا الخصوص بألا يراعي في هذا الباب صغيرا ولا كبيرا وقال :ليحذر كل إنسان أن تكون العبرة فيه لغيره .
و نايف بن عبدالعزيز يطبق في هذا الموقف وفي كل مواقفه النابعة من حرصه على أمن المواطن والوطن، ما سبق أن رسمه عبدالعزيز ، ثم قبل ذلك وبعده يلتزم بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : حدٌّ يُقام في الأرض خير من المطر لأهلها أربعين صباحا .
ولعل قراءة اجتماعية معمقة ، في كلمة الأمير نايف بن عبدالعزيز ، نخرج منها بالمضامين الاجتماعية التالية:
أولا- إن الأمن الحقيقي لا يكمن في قوة الضوابط ، وعوامل الردع على أهميتها بمفردها ولكن وهذا هو الأهم يكمن في الالتزام بالمسؤولية العقدية ، والوطنية ، والاجتماعية ، التي تضمن الارتداع الذاتي.
ثانيا- إن المواطن السعودي من أكثر شعوب العالم ارتداعا، عن ارتكاب ما يعكر صفو الأمن ، وذلك بحكم عوامل تكوينه العقدية والاجتماعية.
ثالثا: نحن في هذا المجتمع جميعا، رجال أمن، ورجال بناء.
رابعا-ان المجتمع السعودي يسير إلى الأمام، وفق ضوابط إنسانية حكيمة ،تأخذ من علوم العصر أفضلها، ولا تهمل ثوابتها.
خامسا: نقول للذين يغمزون ويلمزون : نحن في هذا المجتمع نسير وفق نهج مرسل من السماء، ولا نهمل عقولنا، ونتحكم في عواطفنا ،ولا يضيرنا كيد الكائدين، ولا حسد الحاسدين.
سادسا - الإنسان في المجتمع السعودي مضمونة حقوقه ، وفقا لقول الله تعالى ولقد كرمنا بني آدم ووفقا لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه .
سابعا- إن تلك الثوابت والضوابط التي تطبق في المجتمع السعودي، تحكم سلوك أفراده وجماعاته في التعامل مع بعضهم البعض، وهذه هي الحقوق الإنسانية التي نعرفها، والتي نتعامل بموجبها.
ثامنا: إن المتغيرات العالمية المتسارعة، تتطلب من العاملين في أجهزة الأمن في هذا المجتمع ، استثمار كل جديد ، يبني ولا يهدم، يضيف ولا ينتقص، غير مخالف لعقيدتنا الإسلامية ، ولا لقيمنا المستمدة من هذه العقيدة.
تاسعا- إن من أهم جوانب الاستثمار في المجتمع السعودي، إيجاد رجل الأمن، الملتزم بعقيدته، الحريص على العلم والمعرفة، الساعي بكل جد إلى الاستفادة من التقنية المعاصرة.
هذه المحاور الاجتماعية التسعة، توضح مفهوم الأمن الشامل في المجتمع السعودي، الأمن الديني،والأمن النفسي، والأمن بشقيه العقلي والفكري، والأمن الاقتصادي، والامن الاجتماعي، الامر الذي يتبدى معه واضحا أن الأمن في الإسلام، وهو الدستور الالهي الذي يُطبق في المجتمع السعودي، رغم اعتراض المعترضين ودسائس الدساسين لم يعد مجرد أمن الفرد من الفرد الآخر ، ولا أمن الجماعة من الجماعة الأخرى، ولا أمن الفرد من السلطة ، بل هو أمن الفرد، والجماعة ، المجتمع ممثلا في السلطة القائمة على حماية الجميع، وتحقيق الأمن لهم،ونزع فتيل الخوف من قلوبهم ونفوسهم.
نخلص من كل ما سبق إلى أن الأمن ركيزة اجتماعية، لا حياة للأفراد والجماعات والمجتمعات بدونها، كما أنه ليس ركيزة فردية أو شخصية ، ومن ثم جاز القول : إن الأمن وفق المفهوم الإسلامي في المجتمع السعودي، أمن شامل يلقي بظلاله الآمنة على جميع المستويات : الأفقية ، والرأسية ، والمادية ، والمعنوية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved