| القرية الالكترونية
كثر الجدل حول مقاهي الانترنت والايجابيات التي تحققها والسلبيات التي تفرزها ولهذا الموضوع حساسية كبرى لدى كثير من الناس، ومنذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أرغب الكتابة عن هذه المقاهي بموضوعية وحيادية ولكن لم أستطع لسببين هما:
حساسية الموضوع أولا وعدم اعطائه الوقت الكافي للحكم عليه, ثانيا وبعد مضي سنة ونصف تقريبا على دخول الانترنت للمملكة قررت الكتابة عن هذا الموضوع.
ففي الأسبوع الماضي وبعد نهاية الامتحانات قمت بزيارة لعدد من مقاهي الانترنت خمسة وقابلت فيها أكثر من 50 شخصا, وقد تقمصت في هذه المقاهي أكثر من شخصية بهدف الموضوعية والصدق والصراحة فأحيانا أنا طالب مبتدىء ولا أعرف من الانترنت الا اسمه وأحيانا بأنني انسان متميز أقوم بمساعدة المبتدئين وأقوم بدور الخبير وأحيانا آخذ قسطا من الراحة لشرب الشاي لتجاذب أطراف الحديث مع البعض الذين ينتظرون الحصول على المقعد لكشف ما وراء الشاشات ومن خلال تلك اللقاءات والمحادثات ظهر لي ما يلي:
ليس كل ما يقال عن مقاهي الانترنت صحيح فهناك من يستخدم الانترنت في جوانب سلبية وفي نفس الوقت هناك من يستخدم الانترنت كوسيلة بحثية أو اتصالية أو تجارية.
من خلال اللقاءات اتضح لي أن كل شاب يستخدم الانترنت لابد أن يمر بثلاث مراحل حتى يصل الى الاستخدام الأمثل للانترنت ففي المرحلة الاولى وهي مرحلة الصور يكون هم المستخدم الحصول على الصور الأخلاقية وتبادلها وتستغرق من الشخص حوالي ثلاثة أو ستة أشهر على الأكثر كما ان الوقت المخصص للاستخدام قليل جدا حيث يكون الهدف الحصول على الصورة فقط وتحميلها أو طباعتها ثم بعد ذلك ينتقل الى المرحلة الثانية وهي مرحلة المحادثة وفيها يدخل الشاب الى غرف الحوار لتبادل الآراء ووجهات النظر مع أقرانه حسب الاهتمام.
وفي هذه المرحلة قد يستغرق استخدام الانترنت وقتا أكثر وقد ينفق المستخدم الساعات الطوال وهذه المرحلة تستغرق عادة حوالي ستة أشهر وتستمر أيضا الى سنة أحيانا، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الرشد ان صح التعبير وفي هذه المرحلة يقوم المستخدم بتوظيف الانترنت توظيفا حقيقيا وبكلمة أخرى فهو يستخدم الانترنت في المراسلات والاتصال وكذلك البحث والاطلاع وغير ذلك، وهذا لا يمنع من استخدام غرف الحوار والمحادثة ولكن في هذه المرحلة غالبا ما يذهب المستخدم الى غرف الحوار المفيدة.
هناك شباب متميزون ومحترفون في الانترنت ويرغبون في تطوير مهاراتهم واللحاق بركب التقنية والعيش فيها ولكن لا يستطيعون الاشتراك في الانترنت، إما بسبب تكلفة الاشتراك أو عدم القدرة على شراء جهاز كمبيوتر وهؤلاء يستحقون المساعدة ويشجعون على ذلك.
هناك فئة من الشباب يتصفحون مواقع معينة خاصة غرف الحوار وقد قاموا بعقد صداقات الله أعلم بها عبر الانترنت ويأتون بغرض المحاورة فقط.
هناك شباب سطحي يريد فقط متابعة ما يكتب في الصحف عن الرياضة ويذهب الى زملائه ويتنبأ بما سيسطر على صحف يوم غد ان شاء الله طبعا هؤلاء يتصفحون الانترنت حوالي الساعة الحادية عشرة ثم يذهبون (للشلة) لموافاتهم بذلك .
لكن مما لفت نظري انني قابلت بعض الجنسيات الأخرى غير السعوديين طبعا غير عرب بأن همهم الوحيد هو البحث واستخدام الانترنت كوسيلة اتصال ويقولون ان الاتصالات عندهم عند شركة الاتصالات غالية جدا؟
فهل تسمع شركة الاتصالات هذه الرسالة؟ مجرد سؤال؟
هذه بعض النقاط التي رصدتها من خلال زياراتي لبعض مقاهي الانترنت وبناء عليه أقول أليس من الأفضل أن نساعد على أن تكون هذه المقاهي مراكز تدريب وتوجيه وتوعية وارشاد بدلا من شن الحملة عليها وانهائها جملة وتفصيلا ولعلي أذكر في الأسبوع القادم كيفية ذلك ان شاء الله تعالى.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|