| مقـالات
يحرص هذا الإنسان على مظهره الخلقي ,,وبعضهم يحرص على الخَلقي,, قبل الخُلقي , ويود هذا الإنسان أن لو ظل على شبابه الزاهي,, لكن لله سنناً عديدة في خلقه فقد قال سبحانه هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً,, الآية,, هذا التسلسل في الخلق يبين كماله,, ولذلك قال سبحانه لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، ومع مرور الزمن يعتري هذا الإنسان الكثير من التغيرات,, إما بسبب المرض أو بسبب الضعف من الكبر,, أو أن هناك أسباباً أخرى عارضة تؤثر في نفسيته فتتغير موازين التفكير لديه,, وينعكس ذلك على مظهره, وقد لاحظ الأطباء بحكم أعمالهم وتخصصاتهم تلك التغيرات على مظهر الإنسان وتأثير ذلك في نفسيته,, وأدركوا مدى جموح الرغبة لدى هذا الإنسان لكي يكون أمام الآخرين دائماً ,, في الصورة,, لذلك تعمقوا في دراساتهم في الكسب المعرفي الذي يلبي رغبة هذا الإنسان عندما تبدأ الحياة في تجريده من كثير من صفاته المظهرية أو ما يسمى بعوامل التعرية , فاهتموا,,, بالأجفان المتهدلة ووجدوا لها حلاً في رفعها,, واهتموا بالدوائر حول الفم مع تقدم السن, واهتموا ببعض الخلقة الأصلية في الإنسان كالحول, وبياض العين والصلع, وانكماش الصدر بالنسبة للنساء,, واعوجاج الأنف وقس على ذلك, وبدأت الإعلانات تملأ صدر الصحف اليومية وبدأ المتلهفون للتعويض في الركض خلف هذه الإعلانات.
وامتلأت جيوب الأطباء,, وسعد بعض الناس بالمظهر الجديد ولو مؤقتاً,, وأصبح الإنسان كالآلة المخترعة, والتي تقبل التلف,, لها ورش متخصصة تستطيع هذه الورش إعادة بناء الهيكل من جديد وتلميعه,, كل هذا يحدث في زماننا,, حتى عدسات العيون المتعددة الألوان ملأت أماكن العرض لدى أصحاب النظارات وأطباء العيون,, ولا شك أن الجهات الأمنية سيجدون حرجاً في المستقبل عندما يلاحظون أنه مكتوب في بطاقة احدهم,, لون العينين بني,,وإذا بالواقف أمامهم عيناه زرقاوان.
أما الذين لديهم شغف بحب سماع ما يقوله الآخرون فلا شك أنهم سيهتمون بتطويل الآذان والأنوف,, أمام هذا كله,, دعونا نقرأ قوله تعالى على لسان إبليس لعنة الله عليه: ولآمرنّهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنّهم فليغيرن خلق الله , أمام هذا,, ما رأي الأطباء,
والناس الذين تهمهم علاقتهم بالخالق,,؟؟!
|
|
|