| محليــات
ظاهرة لجوء صناع القرارات في إسرائيل إلى حيلة الانتخابات المبكرة كلما واجهت سياسة الحكومة القائمة مأزق السلام الذي يقتضيها إلزاماً تنفيذ الاتفاقات الموقعة بينها وبين الفلسطينيين أصبحت ظاهرة متكررة ومكشوفة الأسباب والأهداف.
فمن أسبابها الهامة ضغوط أكثر أحزاب الائتلاف الحاكم تشدداً وتشبثاً بالأراضي المحتلة، وخصوصاً مدينة القدس الشريف على الحكومة وتهديدها بفض الائتلاف واسقاطها الأمر الذي يعني بالضرورة اجراء انتخابات مبكرة تأتي بحكومة جديدة يشكلها ائتلاف آخر يقوم على تعهدات سياسية من بينها دائماً عدم التخلي عن أراض محتلة للفلسطينيين، مع التأكيد على وحدة القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل .
ويقبل الفائز بالأغلبية التي تعطيه حق التكليف الرئاسي بتشكيل الحكومة بتلك التعهدات السياسية لضمان تشكيلته الجديدة.
وهكذا يبدأ رئيس الحكومة الجديدة عملية السلام كلها من المربع الأول بمفارقاتها، لانه منطقياً لا يستطيع أن يبدأ عملية التفاوض في عملية السلام، من حيث توقفت الحكومة السابقة التي انهارت بسبب معارضة أطراف ائتلافها لاتفاقات السلام!
وهكذا سقطت حكومة بيجن
وهكذا سقطت حكومة بيريز
وهكذا سقطت حكومة رابين
وهكذا سقطت حكومة نتنياهو
وها هي حكومة باراك في طريق السقوط!
ودائماً لعبة الانتخابات المبكرة هي المخرج الذي يوفر فرصة الإنقاذ من مأزق السلام !!
المؤسف عربياً أن أي حكومة إسرائيلية تحقق قبل سقوطها سواء بنهاية ولايتها الدستورية أو بانتخابات مبكرة خطوات هامة لتعزيز قبضة إسرائيل على أجزاء من الأراضي المحتلة، حتى تلك الأراضي التي تدخل في نطاق اتفاقات السلام مع الفلسطينيين.
إنها سياسة ابتلاع الأراضي المحتلة كلقيمات,, لقيمة بعد لقيمة حتى لا تغص، وحتى لا يكون للاحتجاجات الفلسطينية رد الفعل المطلوب على الصعيد الدولي!
وإذا حصرنا محصلة حكومة باراك مما ابتلعته من الأراضي المحتلة منذ توليها السلطة في يونيو 1999م نجد أنها:
أ شرعت في بناء 6500 وحدة سكنية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلة، وبعض هذه الوحدات خارج المساحات الجغرافية للمستوطنات القائمة بالفعل، الأمر الذي يعني الاستيلاء على أراض محتلة كان يجب أن تسلم للسلطة الفلسطينية.
ب التصديق ببناء حي يهودي في مدينة أبو ديس القريبة من القدس الشرقية والتي عرضتها حكومة باراك على الفلسطينيين كعاصمة لدولتهم بدلاً من مدينة القدس!
ج تجميد عملية السلام في النقطة التي توقفت عندها مع حكومة بنجامين نتينياهو.
د استباق استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين يوم الاثنين المقبل في منطقة واشنطن، بتسريع سياسة التطهير العرقي في القدس الشرقية وذلك بالتخلص من سكانها الفلسطينيين حسب ما ذكرته أمس جمعية القانون الفلسطينية.
ه أول أمس أقر البرلمان الإسرائيلي الكنيست مبدئياً إجراء انتخابات مبكرة!!
و وسيتوقف قرار حل البرلمان وتحديد موعد الانتخابات المبكرة على تقييم رئيس الحكومة ايهود باراك للنتائج التي ستسفر عنها المباحثات السرية التي تجرى الآن بموازاة المباحثات الرسمية العلنية التي ستستأنف يوم الاثنين المقبل في منطقة واشنطن.
وحتى ذلك الوقت دعونا ننتظر لنر ما سيكون عليه قرار باراك خصوصاً بعد أن أعلنت اغلبية الاسرائيليين في استطلاعات نشرت نتائجها أمس تأييدها للانتخابات المبكرة!!
|
|
|
|
|