| مقـالات
نعيش هذه الأيام مع الأرقام نصحو,, ننام,, نأكل,, نشرب,, نركب السيارة,, نتحدث,, نشتري,, نبيع معها وفيها الواقعي والمبالغ فيه، انها أصبحت شاغل الناس ومثار حديثهم ومصدر بحثهم وعنوان تقدمهم او تأخرهم ولكي نسبح مع الأرقام الصحيحة التي اصبح الإنسان يعجز في ملاحقتها إلا بالوسائل الحديثة التي تعطي النتيجة الصحيحة وبدقة فاننا نخاف من فيروس قد يدمرها ومع ذلك سنحاول الركض بسرعة20 مترا في الساعة والطرق على الرقم واحد للحصول على نسبة 100%.
جلست مع عمي الذي قال ان ابني يدرس الآن في الثالث ثانوي ونحن نعيش حالة ترقب وخوف وقلق، فالأسئلة من الوزارة والعام الماضي انكشفت عرفها من عرفها وغابت عن آخرين وجاءت النتيجة حسب ذلك مع ما كلفته من مبالغ كما ذكر في حينها 200 مليون ريال,, لجان للتصحيح والمراجعة والرصد وعلى خطين من مدارس مختلفة,, وتجميع لأعداد تجاوزت في بعضها 20 الف طالب,, وما يصاحبها من أخطاء في التصحيح والمراجعة,, أو انعدام المعرفة من مصحح أو خطأ في جمع أو رصد حتى ولو نسبة قليلة ومع ما نسمعه من دروس في التلفزيون وحل للأسئلة في الصحف ولقاءات مع الطلاب وما مشكلة الرياضيات والانجليزي ببعيدة والتي يسعون لمعالجة صعوبتها بتعديل نموذج الاجابة وطلاب يبحثون عن المعدلات سعيا للحصول على مقعد في الجامعة,, إنها,, إنها,, كل ذلك يولّد الرهبة,, والرسوب متوقع وإذا ارتفع لكون الطالب قد حصل من مدرسته 70% من درجته ولم يبق سوى 30% وتحظى بهذه الهالة والمبالغ الكبيرة والاهتمام ونسمع من يقول ليس هناك رهبة والنجاح سيكون مرتفعا,, إلخ.
قلت لماذا لا يحل ذلك بأن تقوم كل منطقة تعليمية بوضع أسئلة الاختبارات لطلابها حسب المستوى والأداء ويكون التصحيح كل منطقة على حدة مثل أبها وحدها,, وجيزان ونجران وحتى الرياض يمكن تقسيمها او في المدارس للدقة وسرعة إخراج النتائج,, وتوفير المال,, ومما زاد استغرابي أنني سمعت أن أبناء من يعملون في اللجان ترسل أوراقهم إلى لجنة أخرى خارج المنطقة لتصحيحها,, سؤال يفتح أكثر من علامة استفهام,, هل تأمنه على أكثر من 20 ألف طالب ولا تأمنه على ابنه,, ان اختبارات الثانوية العامة في حاجة الى إعادة نظر في وضعها الحالي,, وهناك من يذهب معي وآخرون ضدي,, والى أن نصل الى الحقيقة يظل الباب مفتوحا,, وسامحونا.
*نائب رئيس نادي أبها
|
|
|
|
|