|
| مقـالات
أمام شاشات التلفزيون المستقبلة للإرسال الفضائي لا وجود للمنطق أبداً، لأنك ترى المحافظين والملحدين ودعاة الإسفاف والسطحية وأولئك الساعين لإرساء ثقافة الحيوان معاً في وقت واحد؟!، فالصورة الحية والمسجلة تنتقل بك من رجل وقور آخر شياكة يتحرك كما الإنسان الآلي ليشرح هموم مجتمعه الحقيقة والمفتعلة!، لتذهب إلى مكان آخر مختلف تماماً كله نساء في نساء احترفن التحدث بلغة الجسد دون كلام أو يحزنون, وهذه اللغة الصماء البكماء المصحوبة ببعض الموسيقى والحركات الاستعراضية الشهوانية وفقا لتأكيد الشواهد، لها كل مقومات البقاء طبقاً للمواصفات والمقاييس العالمية وقد أوجدت لنفسها موقعا مهما ومساحات واسعة تختال فيها مثلما يحلو لها، أو ربما كنت محظوظا وعملت الظروف والمواقف لصالحك، ليفاجئك أحدهم بمجرد ادارة زر التشغيل وهو ممسك بحلق الآخر يطرح به يمينا ويساراً والحقيقة أنه يسعى لإفهامك بالدليل العملي الملموس أن ما يفعله ليس سوى طريقة واقعية ومعمول بها جداً للأخذ بمبدأ (الرأي والرأي الآخر!) وبعيداً عن شاشات التلفزيون يمارس الدور تأثيره العجيب بعدما اصبح التمثيل فطرة جديدة قررنا لها البقاء والاستمرار لدرجة اقحامها في قوانين السلوك المتوارث، حتى نقنع المحيطين بنا أننا لا نجامل وننظر للجميع بميزان متكافىء، وكي نقول بصوت خافت متقطع وغير مفهوم أبداً، أن القاعدة السوية مقياس تصرفاتنا الأول ولا شيء يخرج هكذا وإنما بعد دراسة وافية وتقييم شامل، بينما نحن نؤكد دائما عكس ما ندعو اليه والتجارب المتكررة برهان قائم على ما نقول!, باختصار اصبحت اساليب التفكير والفضل لمعطيات التقنية ووسائل الاتصال والتواصل المطورة يوما بعد يوم، شكلا متناقضا يؤلف بين ثقافات مختلفة لا تقبل الجمع وترفض التداخل فيما بينها كما يرفض الجسم الأعضاء الدخيلة عليه، ولكن ما العمل وهناك مخلوقات شاذة تحلق خارج السرب وتعتقد بإمكانية غير الممكن؟!
|
|
|
|
|
