| العالم اليوم
* سيول أ, ف, ب:
يلتقي رئيس كوريا الجنوبية كيم داي يونغ مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الاسبوع المقبل في بيونغيانغ في اول قمة بعد نصف قرن من الحرب الباردة في شبه الجزيرة الكورية لكن الحذر لايزال سائدا في سيول.
وعلق الكوريون الجنوبيون آمالا كبرى على هذه القمة بين الزعيمين الكوريين والتي يتوقعون ان تسفر عن عصر جديد من الانفراج اوحتى مصالحة مع الاشقاء الاعداء في الشمال.
وقد اتفق الجانبان على جدول اعمال شامل لكن الرئيس الكوري الجنوبي ابدى استعداده لمناقشة اي موضوع بدون اي قيود .
وبالتالي فان كل شيء ممكن نظريا لكن المحللين يعتبرون ان هذه القمة ستسفر عن اتفاق تعاون اقتصادي وستتيح جمع شمل العائلات التي تفرقت منذ انقسام شبه الجزيرة الكورية الى دولتين في 1945.
ورأى الاستاذ يوسوك ريول في معهد الشؤون الخارجية والامن القومي في سيول ان القمة التي ستعقد خلال زيارة كيم داي يونغ الى بيونغيانغ بين 12 و14 حزيران/ يونيو الحالي ستسمح ايضا لكيم جونغ ايل الذي اصبح زعيما لكوريا الشمالية بعد وفاة والده عام 1994 بان يحتل مكانة سياسية جديدة.
واضاف ان كوريا الشمالية تعيش باستمرار تحت تهديد المجاعة بسبب اقتصادها المنهار لكنها قد تكون ادركت ان منافستها الجنوبية وحدها يمكن ان تقدم لها المساعدة المالية في الوقت الراهن.
ويعتبر المحللون ان الجنوب يجب يتوخى الحذر لان القلق لايزال قائما حول مصير كوريا الشمالية في حال ادخلت تغييرات جذرية على سياستها.
وقال لي جونغ سيك احد المحللين في معهد سيجونغ ان كوريا الشمالية يمكن ان تقبل تفاهما حول مواضيع عملية مثل لم شمل العائلات او التبادل الاقتصادي .
واضاف هذا الخبير الذي سيرافق الرئيس الكوري الجنوبي الى الاجتماع لكن الخطر لا يزال قائما بان تنتهي القمة بتأكيد الهوة الموجودة بين الطرفين من وجهة النظر السياسية والعسكرية .
وكان الرئيس الكوري الجنوبي اعتمد منذ انتخابه في 1998 سياسة انفتاح ازاء كوريا الشمالية بهدف وضع حد لخمسين عاما من النزاع الكامن, ولاتزال الكوريتان نظريا في حالة حرب منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1950 بسبب عدم توقيع معاهدة سلام, وستسفر هذه القمة أيضا عن تغيير جوهري في العلاقات بين البلدين.
وقد تجاهلت كوريا الشمالية حتى الآن وجود جارتها الجنوبية مفضلة التوجه مباشرة الى الولايات المتحدة في محاولات الانفتاح.
لكن قرار كوريا الشمالية في 10 نيسان/ ابريل الماضي كان مفاجئا, وشكك الكثيرون في ان الزعيم الكوري الشمالي يريد من وراء هذه القمة ابقاء بلاده على ماهي عليه بدون السعي فعليا الى انهاء الحرب الباردة التي لا تزال سائدة في هذا القسم من العالم.
ومن الطبيعي ان اي اتفاق من هذا النوع سيلقى موافقة حلفاء الكوريتين، الصين والولايات المتحدة,, ويشكل انتشار 37 الف جندي أمريكي في الجنوب إحدى المشاكل الرئيسية بين البلدين وتطالب بيونغيانغ على الدوام بانسحابهم,ويبدو ان الصين تتابع عن كثب التطورات في شبه الجزيرة الكورية كما اثبتت زيارة كيم جونغ ايل الى بكين الاسبوع الماضي.
|
|
|
|
|