| محليــات
لم يكن مستغرباً من أحد يعرف حقيقة الخط الإستراتيجي للتفكير السياسي لقادة المملكة، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله وأيدهم حرص المليك المفدى على أن يجدد التأكيد أمام مجلس الشورى الموقر يوم الاثنين الماضي على أن هدفه الأساسي هو: تحقيق المزيد من الرفاهية للمواطنين والمزيد من التطور لبلادنا .
وقد ارتبط هذا الهدف دائماً بكل القرارات السياسية والاقتصادية والتجارية، بل وحتى الأمنية والدفاعية؛ لأنه في ظل المناخ الأمني الشامل: أمن الدولة، وأمن المجتمع، تنتظم مسيرة العمل الوطني في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحمي هذه المسيرة قوة دفاعية رادعة,
وفي مناخ الأمن والسلام الاجتماعي، وتصاعد الجهود في القطاعين العام والخاص لإنجاز خطط التنمية الست السابقة، أصبحت المملكة اليوم مضرب الأمثال في العالم، من حيث المنعة والعزة والشرف وكرامة الدولة والمواطن، ومن حيث الوفرة والرخاء وتمتع المواطن وحتى المقيم فيها بأفضل مستوى من العيش، رخاء ورفاهية.
ولم يتحقق ذلك بمحض المصادفة، وإنما بحسن التخطيط والتدبير وحسن استغلال موارد الثروات الوطنية، وحسن استثمارها، وتوظيف عائداتها النقدية على مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصولاً لهدف الرخاء والرفاهية المعيشية في الحياة.
وبالرغم من أن واقع الحياة المعيشية ورفاهيتها وما يتمتع به المواطنون من راحة وسعادة، فإن ذلك لم يكن غاية طموح المليك القائد أو نهاية مدى رؤيته الإستراتيجية لما يريد أن يكون عليه مستقبل حياة جيلنا الحاضر والأجيال المقبلة التي من حقها أن تنعم بمثل ما نعمنا به من خيرات الوطن التي لا تنضب بفضل من الله ورحمته علينا.
وفي ضوء هذه الرؤية الملكية الإستراتيجية السامية للحاضر والمستقبل، يمكن أن نقرأ جيداً الانفتاح الاستثماري على العالم الخارجي الذي فتح أمام رؤوس الأموال الأجنبية آفاقاً فسيحة للاستثمار الناجح والآمن والمجزي، مما جعل كبريات شركات العالم العاملة في مجال البترول وصناعاته المتنوعة تتهافت علينا، وتقدم عروضها حتى بلغ الذي تمت الموافقة عليه منها قيمة 500 بليون دولار على مدى السنوات الخمس والعشرين القادمة.
وإذا كان واقع الاستثمار الجديد في بلادنا كما قال المليك القائد : سيسهم في النقلة النوعية لاقتصادنا وتحقيق الربح لرأس المال الأجنبي ، فإن ذلك يعني بالضرورة أيضاً إحداث طفرة واسعة في واقع حياتنا الاجتماعية المعيشية والتطور الحضاري الذي يرتقي بحياتنا وبلادنا إلى أفق عالٍ من الازدهار الذي يجعلنا أكثر جذباً لأنظار العالم تقديراً وإعجاباً نستحقه قيادة وحكومة ومواطنين، ونحن نواصل مسيرة التقدم في تلاحم وطني وإنساني وانسجام عملي في ملحمة البناء والنماء متجددة المشروعات والإنجازات.
|
|
|
|
|