| القرية الالكترونية
في الأسبوع الماضي تحدثناعن بداية برنامج لينكس Linux وكيف لم يعطى اي اهتمام من المهتمين بتقنية المعلومات في بدايته مثله مثل بدايات كثير من تقنيات المعلومات كبرنامج بروتوكول TCP/ IP الشهير هذه الأيام بسبب تشبيك الإنترنت وكذلك الحواسيب الشخصية لم يكن يتوقع لها بأن تقوم مقام الحواسيب الكبيرة إلا ان جعل هذا البرنامج مجاني من خلال الإنترنت اتاح للعديد من الشركات والمبرمجين تبني مزيد من الإضافات والتعديلات حتى اصبح ذا قوة واعتمادية جعلته يكون وحسب رأي احد المهتمين بتقنية المعلومات اسرع البرامج نمواً في السوق.
وقد ذكرنا في الاسبوع الماضي إن احد الاسباب المهمة التي جعلت كثيرا من المبرمجين والشركات تتبنى تطوير هذا البرنامج هو من اجل فك الاحتكار الذي فرضته مايكروسوفت علىالبرامج التشغيلية للحواسيب الشخصية والمزودات الصغيرة إلا أنني لا أعتقد ان هذا سبباً كافيا لجعل كثير من الشركات والناس يهدرون مصادرهم المادية ووقتهم لمجرد محاربة مايكروسوفت بل لو لم تكن مقومات النجاح متوفرة لهذا البرنامج لما راهن احدا واستثمر امواله في مشروع فاشل.
ومن اهم مقومات نجاح هذا البرنامج إنه في الأساس مبني على برنامج تشغيلي ناجح واثبت نجاحه على مدى سنين طويلة وهو البرنامج التشغيلي للمنصات الكبيرة والمزودات يونكس Unix وهذا لا يمنع من ان كثيرا من الشركات تكره سياسة مايكروسوفت الاحتكارية لهذا وجدت في برنامج لينكس ضالتها فدعمته ليصبح المنافس رقم واحد لبرنامج النوافد (الويندوز), كما إن لينكس المبني على البرنامج القوي يونكس ذي الاعتمادية والموثوقية والأمنية يشهد بها الجميع وهذه الصفات التي تهم المستفيد اكثر من أي شيء آخر، فالمستفيد لا يرغب في ان يفاجأ بانهيار النظام وهو في منتصف تنفيذ أي عمل فما بال إذا كان ذلك العمل ذا أهمية قصوى للمستفيد (المنشأة) وخير برنامج تشغيلي يمكن ان يؤمن هذه الاعتمادية والموثوقية هو برنامج يونكس والبرامج المتفرعة منه والتي هي في الحقيقة عديدة.
ومن مميزات برنامج لينكس هو رخص ثمنه فهو كما قلنا مجاني بالإضافة إلى سعر قليل (مقارنة بأسعار البرامج المنافسة) تفرضه الشركات المطورة للينكس مقابل الدعم الفني ومقابل الإضافات التي تضيفها على نواة البرامج الأساسي
ومن مميزاته سرعته واستقراره ودعمه تقريبا لمعظم المنصات المشهورة سواءً الكبيرة أو الصغيرة حتى إن شركات كبيرة مثل IBM , HP , DEC صارت تجهز مزوداتها واجهزتها لتعمل مع لينكس حتى إن هذا البرنامج التشغيلي يدعم معظم المعالجات الصغيرة مثل عدد من معالجات , x86 عائلة Power PC عائلة Alpha, كذلك شريحة MIPS (مجلة Byte يناير 1997م).
وهذا لا يعني إن ما ذكر سابقا ينذر بأفول نجم برنامج النوافذ الشهير من مايكروسوفت او على الأقل في وقتنا الحاضر وذلك لعدة أسباب منها:
إن شركة مايكروسوفت شركة عملاقة في عالم البرامج وتعد أكبر شركة مطورة للبرمجيات ونظم الحاسوب واستطاعت ان تجدد هذا البرنامج باستمرار.
كما إنها ذات إمكانيات هائلة لهذا فلن تستسلم ونتوقع بأن تصدر إصدارات جديدة من برنامج النوافذ تتلافى فيه العيوب وتدخل التحسينات التي قد يشهدها المستخدم في البرامج المنافسة.
إن برنامج النوافذ صار عالميا إذ يوجد منه ترجمات لمعظم اللغات الحية كما يوجد له برامج تطبيقية لا تحصى ولا تعد بمختلف اللغات وقد عرف عن شركة مايكروسوفت عالميتها وعدم الإصرار على تثبيت الثقافة الأمريكية مثل بعض الشركات الاخرى وذلك بتبنيها ترجمة منتجاتها إلى اللغات الاخرى.
وهذه الميزة ستكون من أهم المميزات التي ستخدم الشركة وبرنامجها التشغيلي النوافد في معركتها التنافسية إلا أننا يجب ان لا نغفل عاملا مهما في هذه المعادلة التنافسية والذي قد يؤدي إلى إضعاف برنامج النوافذ وذلك هو السعر اذ ان لينكس يعتبر مجانيا او شبه مجاني مما يشجع كثيرا من المبرمجين والشركات في سائر دول العالم على تطوير برامج بلغاتهم متسخدمين لينكس كنواة وهذا قد يلغي ميزة العالمية لبرنامج النوافذ من مايكروسوفت فهل ينتبه العرب وشركات صناعة البرامج العربية لهذا؟ آمل ذلك.
mmshahri@scs.org.sa
|
|
|
|
|