|
| الاقتصادية
لن يخطىء أحد في تعريف غسيل الأموات لانها تتم قبل دفن الميت وقد سمعنا وشاهدنا الكثير من عمليات غسيل الأموات ولكن ماذا عن غسيل الأموال؟
يقصد بغسل الأموال في بعض التعريفات أنه عبارة عن نقل الأموال المكتسبة من عمل غير مشروع إلى ربح مشروع عن طريق ايداعها في بنوك أو شراء عقارات بها وذلك بهدف قطع الصلة بين هذه الأموال وبين المصدر المشبوه الذي جاءت معه والهدف الأكبر من هذه العملية هو التعتيم على المصدر الحقيقي لأموال بعض الأنشطة المحرمة وعدم ترك أثر يستدل به المحقق أو أجهزة الدولة الرسمية كالشرطة والقضاء على أن هناك جريمة أثمرت هذا المال وفي البداية كان هذا التعبير مقرونا بتجار المخدرات في أمريكا اللاتينية الذين يروجون لسمومهم داخل الولايات المتحدة ثم يحاولون اخفاء ما ربحوا من أموال وتحويل حركتها الى المسارات المشروعة في مختلف الاستثمارات المالية المألوفة وهكذا يتحول صاحب المال الحرام من لص ومصدر خطر على المجتمع الى صاحب رأس مال قوي يستطيع به التأثير في حركة الحياة اليومية حتى في دواوين الحكومة لدى بعض البلدان.
لكن هذا المسمى انسحب من تجارة المخدرات ليشمل كل اشكال الكسب غير المشروع كالرشوة والتهريب والتهرب من الجمارك والضرائب والاتجار في السلع المحظورة بقانون داخل بعض البلدان أو عائدات السوق السوداء في العملات الاجنبية ببعض البلدان المنغلقة ماليا على نفسها او تلك التي تحاول الحفاظ على قيمة مبالغ فيها لعملتها الوطنية لا تتناسب مع قدرتها الشرائية او رصيدها الاحتياطي , ولعل أخطر هذه الأمور جميعا هو الشبهات التي يصعب اثباتها لأن أبطالها غالبا ما يكونون من كبار موظفي دولة ما حيث يستخدمون نفوذهم للحصول على عمولات ورشاوى مقابل تمرير عقود باهظة التكلفة كما في مجال الاسلحة والتكنولوجيا المتقدمة والصفقات الكبرى العابرة للقارات أو المواد المستوردة لبلد ما أو تزييف العملة أو الحصول على قروض ضخمة بتسهيلات كبيرة ثم عدم السداد وكلها ألوان من الفساد السياسي انتشرت بشكل كبير في الاقتصاد الذي ينزلق العالم باتجاهه الآن, وهذه الآفة الخطيرة تنمو وتتضخم حتى تخلق ما يعرف ب (الاقتصاد الخفي), وهو اقتصاد غير مسجل في دفاتر الدولة ويتحرك خارج اطار رقابتها وهو ما يساعد على قيام الجريمة المنظمة وينهك ميزانية الدولة في الحفاظ على الأمن العام في الدول التي تنتشر فيها هذه الظواهر مثل غسيل الأموال .
|
|
|
|
|
