بيني وبينك وجه الأفق ملتحفٌ
عباءة البعد والأمال في جدلِ
ترنو إلي الفيافي وهي مشفقةٌ
والدرب ممتقعٌ بالهم والوجلِ
وللسراب حكاياتٌ معتقةٌ
يكاد يجهش منها دارسُ الطللِ
والبيد أسئلةٌ غرثى تعاورها
تبدّحُ الجدبِ بين السهلِ والجبلِ
كأنما الغيم مذعورٌ تُنفّره
من أن يبلّ صداها لهفة الأملِ
يا أنبلَ الصحب هل لومٌ يخالسني
فيما أقول وانت الكلُّ في رجلِ
لو أدركت أفعل التفضيل ظلمتها
أمام وهجك أضحت أفعل الخجلِ
سواكِ يعمهُ في إسفافه طرباً
ويستكنّ على الاضغانِ والعللِ
تبني الجهالات في أعماقه مدناً
من التهتك والإسلام لم يزلِ
يا واثق العزم يامن بُتّ منتجعاً
مدائن الضوء في عزم بلا كللِ
ما أرتدها باذخاً أو عاشقاً كلفاً
يذرو لياليه في مقصورة الغزلِ
فحق للصبح أن يهديك بردته
ومن بياض الأماني أجملَ الحللِ
وذاك أنك في منآك مدخرٌ
نور الهداية في حلٍ ومرتحلِ
إليك ما أسبغت كفاك من كرمٍ
اضحى غداة التولي مضرب المثلِ
فقل لمن هدروا دمَّ الوفاء ضحى
وأنكروا العيش في أيامنا الأولِ
هل يوهن النهرَ إلمامُ الغبار به
وإن غدت حوله الأحجار في جدلِ
وهل يغيّرُ مجرى النهرِ حينئذٍ
نكرانُ فدمٍ بماء النهر مغتسلِ
يا عاشق الحرف فرّت كلُ قافيةٍ
كانت ترفرف بالإشراق والجذلِ
نديمُ أمسك قد أمست ربابته
تستمطر النور في ليل النوى الثملِ
تجتاح خيمته ريح اليباب وقد
كانت مكللةً بالعارض الهطلِ
الآن يضربُ في أرجاء مقفرة
توقاً لوعدٍ بماء الوصل منهمل
حتى إذا رابه فيض السراب بها
آوى إلى صخرة التثريب والمللِ