عشت منذ نعومة أظافري مع والدي لحظةً بلحظة، فقد كنت أرافقه بين حين وآخر للقنص والصيد,, وقد كان رحمة اللّه عليه مثالاً للصبر والاحتساب عند وقوع البلاء,, تصارع مع المرض لمدة ثلاثة عشر عاماً,, ابتدأت بجلطة دماغية أقعدته لفترة ما,, وما أن تلاشت عنه حتى أصابته جلطة أخرى وتوالت الجلطات حتى شُل تماماً,, والمؤمن الذي يحتسب الأجر والثواب من اللّه يصبر عند وقوع البلاء,, وهاهو أبو صالح رحمة اللّه عليه يقف امام المرض وقفة الصابر الواثق باللّه عزّ وجل دون شكوى أو تذمّر أوجزع أوهلع,, لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه اقتداء بسنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم,, ولم يكن يسمع له صوت في المنزل سوى الحمد والشكر على عطاء اللّه,.
وفي الأيام الاخيرة لحياته زاد سقمه ورقد على فراشه بالمشفى وهو يدعو اللّه أن يختم له أعماله في الجنة,, وآتته منيته عند الساعة الخامسة والنصف فجراً حيث قبضت روحه هناك,, وأنا حين أسرد هذه القصة,, فهي فقط للعبرة والعظة حيث يصبر الانسان عند البلاء ويحتسب ذلك من اللّه لما أصابه,, فألف رحمة ومغفرة عليك يا أبا صالح وأسكنك الله فسيح جناته,.
وهنا قال الشاعر/ محمد السعد هذه الأبيات رثاء بعلي صالح الحجّي :
هزّ المشاعر كلها بكل الأوطان يوم الثلاثاء والخبر يوم جانا وثلاث عشرة عام عايش ومرظان أقفى أبو صالح وهذا عزانا والموت حق وكل نفس لها شأن اللّه يرحم من توفى بزمانا مات وبقاله ميزه الطيب عرفان واللّه يصبرنا عن اللي خذانا وهذا القدر مكتوب لكل إنسان ولاهو البكا ينفع وهذا رجانا اللّه يغفر له وللجنة مسكان وأدعيه رب الكون يحقق منانا |
الابن سليّم علي الحجّي |