| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
قد يكون هذا الحديث قد سبق التطرق إليه على هذه الصفحة الموقرة ونعود اليوم لنطرحة مرة أخرى كونه اصبح كعادة موسمية تتكرر كل عام واصبح لابد من الخوض فيه مرة أخرى للتذكير، فلعل ذلك يسهم في ان نجد حلا تربويا مناسبا يعيد للكتاب بعضا من هيبته ووقاره الذي فقده من بعض الطلاب ممن تناسوا فضله وتقديره عليهم طيلة العام الدراسي، حتى وصل بهم الامر في امتهان الكتب إلى رميها بعد خروجهم من قاعات الاختبار بأقصى ماتصل إليه أيديهم اوتمزيقه ورمي صفحاته لتذروها الرياح يميناً وشمالا حتى تمتلىء به ردهات الفصول وساحات المدرسة والشوارع القريبة منها دون اعتبار لما تحملها صفحاته من آيات قرآنية كريمة أو أحاديث نبوية شريفة ومن علوم ومعارف نافعة أخذت من مؤلفيه الجهد والعناء وسهر الليالي وكذلك ماتحملته حكومتنا الرشيدة حفظها الله من تكاليف مادية في كل عام لتكون هذه الكتب جاهزة بين ايدي ابنائنا الطلاب وبشكل مجاني بدون أن تأخذ عليهم رسوما إضافية كتلك التي تفرضها بعض دول العالم على شعوبها, والمحافظة على الكتاب من الضروري جدا أن تنشأ مع الطالب منذ الصغر وفي اول بداية حياته الدراسية، لأن الصغير على ما ينشأ عليه ومن السهل التأثير عليه وتربيته وتوجيهه، ومتى تعلم في المدرسة الحفاظ على كتبه وأثاث مدرسته ومرافقها وعلى حاجياته الشخصية فقد يتطور ذلك ليصبح عادة في الطالب تدفعه للحفاظ على مرافق ومكتسبات وطنه وعدم تشويهها او العبث بها، كما أن للأسرة ايضا دوراً كبيراً في هذا الامر لأنها هي من يحتضن الطفل صغيرا وكبيرا وعليها يقوم الدور الأكبر في تربيته وتنشئته بطريقة صحيحة تجعل منه مواطنا صالحا ومنتجا ومحافظا يفترض به ان يتعلم منها سبل المحافظة على كتبه وأدواته المدرسية وجميع ما يقع بين ايديه من حاجيات,, وتقع أغلب الأسباب التي تدفع الطلاب لتعمد إهانة وامتهان الكتاب الذي بين أيديهم إلى عدة أمور نوجزها فيما يلي:
1 رتابة المادة الدراسية وما يطرأ عليها من خمول وملل ينتاب الطلاب نتيجة للطريقة البدائية التي يشرح بها المعلم الدرس، مما يجعل الطالب كثير السرحان والتفكير بعيدا عن أجواء الحصة، في حين تتلاعب اصابعه بالقلم على صفحات الكتاب لتسطر عليه كتابات ورسومات بدون معنى.
2 كره الطالب للمقرر الدراسي لصعوبته أوكثافته او لعدم حرص المعلم على تسهيل المعلومة للطالب، أو وقوع الحصة في آخر الجدول الدراسي حيث ينتاب الطلاب نوع من الرتابة والضيق.
3 خروج الطالب من قاعة الامتحان وبنفسه شيء من النشوة لإحساسه بشعور نفسي عميق يتملكه بانتهائه من كابوس الاختبار، وبالتالي تفريغ هذا الشعور لا إرادياً بتمزيق الكتاب ورميه,, وكأنه انتهى من امر كان ثقيلاً على صدره.
أيضاً من الأمور التي قد تتناقض في نفوس الطلاب والمعلمين مطالبة الجهات التعليمية بحث الطلاب على المحافظة على هذه الكتب الدراسية، بينما نجد ان هذه الجهات تقوم في كل عام بطباعة وتوزيع كتب دراسية جديدة تلغي السابقة ولا تدعو للعمل بها وذلك لمجرد أنه تم تغيير في غلاف الكتاب أو أضيفت إليه بضعة اسطر وبالتالي تبقى كميات لا بأس بها من الكتب السابقة مرماة في مستودعات المدارس مع الكتب المستعملة التي أجبر الطالب على تسليمها للمدرسة في آخر العام، فإذا كانت هذه الكتب لمجرد أنها درست في العام الماضي ستصبح قديمة فلماذا نلوم الطالب في إتلافها لأنه على يقين أنها أصبحت في عداد الماضي ولعلمه أنها لن تجدي مع كتب جديدة سيستلمها في بداية كل عام دراسي جديد.
محمد بن راكد العنزي محافظة طريف
|
|
|
|
|