| منوعـات
بدأ الناس يتعاملون بجدية مع الباعة السعوديين في أسواق الخضار, والحق يقال لم أشعر بكثير من التغير بل بالعكس شعرت ان السعوديين الذين استلموا أسواق الخضار أفضل بكثير من الهنود والجنسيات المختلفة، على الأقل يمكن ان تتفاهم معهم بسهولة، وتشعر بالدفء بالقرب منهم, كثير من المتخوفين حتى من السعوديين المتحمسين للسعودة كانوا متخوفين من ان يفشل الشباب السعودي في التعامل مع الناس وبناء علاقات عامة, وأظن ان نظرتنا خصوصاً على صفحات الجرائد للشباب السعودي على أنهم الشباب المتسكع الذي يتجول في الأسواق العامة ولا يملك سوى غترة مكوية والقدرة على إيذاء النساء, فهؤلاء يمكن ان نسميهم المدللين الذين عمل آباؤهم على إفسادهم ولا يمثلون سوى نسبة ضئيلة جدا من الشباب، فالشباب السعودي أصلا لم يمر على الطفرة ولم يعرف الدلع الذي أورثته تلك الفترة، على كل حال الفاسدون في كل مكان، ولا يمكن ان يتم التعامل معهم على أنهم نماذج للشباب السعودي, كنت من المتخوفين في البداية لأني كنت احمل في عقلي تلك الصورة النمطية فحتى هؤلاء الشباب المتسكع أظن ان سبب تسكعهم يعود في أكثره الى المقولة البسيطة التي فحواها (من أمن العقاب,,,,) فلو حدث للنساء في لندن أو نيويورك مثل ما يحدث للنساء في اسواقنا من مطاردات وترقيم وملاحظات لكان أقل عقاب يناله الشاب او الرجل من هذا النوع هو خمس سنوات سجن لكن العقاب الذي يواجهه المتسكع في مجتمعنا مجرد (أكتب تعهد).
الشيء الذي أرجوه ألا يميل الناس الى المقارنة بين عمل الهنود وعمل السعوديين, فالمقارنة غير واقعية أبدا، لا يمكن ان يكون السعودي مثل الهندي ولا نريد ان يكون كذلك، فالهندي إنسان مغترب ولا يوجد لديه مجتمع يرتبط به وهو لذلك قادر على ان يبقى في السوق اربع وعشرين ساعة, ربما كان بذلك يقدم خدمة كبيرة للمتسوق لا يستطيع ان يقدمها السعودي او غيره, وهذا غير صحيح، وخدمة غير واقعية، فالعامل السعودي يفترض ان يقاس بمعايير العمل في السعودية، والانضباط يتصل بعدد ساعات العمل المتاحة والمفروضة على العامل في سوق البلد, فليس ضرويا ان تكون خدمة توفير الطماط اربع وعشرين ساعة، فالإنسان يستطيع ان يعيش أربع او خمس ساعات بلا طماط لذا لا بد ان نتعود على الصح.
والملفت للنظر فعلا في مسألة التحولات الجديدة التي بدأت تفرض السعودي في الأعمال المباشرة مع الجماهير ان البعض يترك زوجته تتعامل مع الهندي ولا يسمح لها بالتعامل مع السعودي وهذه النظرة تحمل في داخلها حقيقتين خطيرتين الأولى عدم ثقة في مواطنه والثانية وهي أشد لانها تحمل في طياتها عنصرية شديدة الوطأة,
عندما يصل بك الأمر ان تنفي عن رجل رجولته لمجرد أنه أجنبي ولا تشعر بالغيرة منه هذه أشد أنواع الاحتقار وأنا اخشى ان يكون هذا هو سبب اختيارنا لفكرة السائق دون النظر في البدائل الأخرى.
لمراسلة الكاتب Yara4me@yahoo.com
|
|
|
|
|