| محليــات
في مداخلته الضافية أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال السنة الرابعة والأخيرة من الدورة الثانية لمجلس الشورى مساء أول أمس جدّد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وحفظه التأكيد للعالم وبصوت عالٍ: (إننا ليس لدينا ما نخجل منه أو نخفيه).
وهو خطاب موجه إلى تلك الأصوات النشاز التي تنعق في اسماع العالم كالبوم باسم الدفاع عن حقوق الإنسان واتهام المملكة دون سواها أو قبل سواها بعدم احترام هذه الحقوق.
ولم يعد خافياً أو سراً أن الذين يهاجمون وضع حقوق الانسان في المملكة ويكيلون الاتهامات ضد القضاء الشرعي فيها إنما يقصدون مباشرةً الاساءة إلى الشريعة الإسلامية السمحة التي اتخذتها فيه المملكة دستوراً لها ومصدراً لكل التشريعات القانونية والادارية، وذلك منذ أول يوم أعلن فيه الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز آل سعود عليه رحمة الله قيام الدولة ككيان وطني/ عربي/ إسلامي موحد في شبه الجزيرة العربية.
ومنذ ذلك التاريخ وأعداء الاسلام في مختلف أنحاء العالم وعلى تعدد مشاربهم السياسية وعقائدهم الدينية يناصبون المملكة هذا العداء الذي يصدر عن حقد دفين بعد أن رأوا فيها تجربةً عصرية رائدة لكل ما يمكن أن تحققه تعاليم الاسلام الحنيف لمن يلتزمونها نصّاً وروحاً من تطور وتقدم وقوة وازدهار حضاري.
وهي تجربة يمكن أن يقتدى بها حكام العالم العربي والعالم الإسلامي ليستعيد العرب والمسلمون مكانتهم المتقدمة بين دول العالم، ويعيدون لعروبتهم ودينهم توهجهما وريادتهما في صنع أرقى حضارة إنسانية للبشرية جمعاء.
ورصيد بلادنا من تجربة الاحتكام للشريعة الاسلامية كدستور للدولة، يجعلنا مرفوعي الرأس وبقامات تطاول آفاق العالم فخراً وزهواً، لأننا لا نخجل من كوننا عرباً أقحاحاً، ولا كوننا مسلمين لا يهتز إيماننا بعقيدتنا أو ترتخى قبضتنا على ديننا أو نتراجع عن تطبيق حدود الله في كل مَن يتعدى عليها ليسيء إلى أمن الدولة وسلامة المجتمع المعافى من كل ما تعاني منه مجتمعات الدول التي سمَّت الفسوق والتفسخ والانحلال، والسقوط في مهاوي الإجرام، حريةً وحقوقاً إنسانيةً!!
وتتعامى هذه المنظمات التي تتهم المملكة بقصد الاساءة إليها وإلى دينها وعقيدتها، تتعامى عن رؤية ما يجري في كثير من المجتمعات التي تعيش فيها وقريبة منها، من انتهاكات وحشية لحقوق الانسان هناك، من ظلم وعدوان وعذابات وأحزان وحرمان من أبسط احتياجاته في العيش الكريم، ومن صون كرامته ومن حقه في الأمن والسلام.
وصدق الشاعر بقوله:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ كما أن عين السخط تبدي المساويا |
ولو عاش قائل هذا الشعر في هذا الزمن لأدرك الفرق بين أولئك الذين يبدون المساويا التي يتلمسونها ولا يدعونها وبين هؤلاء الذين يتآمرون داخل غرف مغلقة ليطبخوا ويفبركوا مساوي لا وجود لها ينسبونها لدول شريفة ولحكام شرفاء كما هو شأنهم الآن مع المملكة، لمجرد الاساءة إليها تشفياً لعجزهم عن أن يحركوا شعرةً في رأس أصغر طفل سعودي يعرف أهدافهم، ويعرف أحقادهم على دستور رعى الحقوق الانسانية والوطنية، وحمى أمن الدولة وأمن الفرد والأسرة والمجتمع وحقدهم على قيادة عدلت فأمِنت، حتى أنها جعلت كل باب من الابواب العامة والخاصة بها مفتوحاً أمام من يريد دخوله وهي عادة يتبعها أي مسؤول بمن في ذلك قائد الدولة المليك المفدى.
لنا عودة ,.
الجزيرة
|
|
|
|
|