| الثقافية
* كتب المحرر الثقافي
عقد الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري، مؤتمراً صحفياً يوم الأربعاء الماضي 31/5/2000 لإعلان أسماء الفائزين بجوائز دورة أبو فراس الحمداني .
حضر المؤتمر الصحفي الأستاذ عبدالعزيز السريع الأمين العام للمؤسسة وعدد من أعضاء مجلس أمنائها، وسفير دولة الكويت في الجزائر الأستاذ محمد فاضل خلف، والسفير المصري والقائم بالأعمال السعودي في الجزائر، كما حضر المؤتمر عدد كبير من مراسلي وكالات الأنباء والصحافة العربية والأجنبية ومحرري الصحف والمجلات الثقافية.
وقد استهل رئيس مجلس الأمناء المؤتمر الصحفي بإلقاء كلمة طيبة، بين فيها اعتزازه بالترحيب الكبير الذي لقيته المؤسسة من لدن فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لعقد دورتها السابعة، دورة أبو فراس الحمداني في الجزائر في شهر أكتوبر المقبل.
ثم أدلى الأستاذ عبدالعزيز السريع بكلمة أعلن فيها أسماء الفائزين بجوائز الدورة وهم: الشاعر الكبير سليمان العيسى سوريا الفائز بالجائزة التكريمية للإبداع في مجال الشعر، والدكتور مبروك المناعيتونس الفائز بجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر، والدكتور عبداللطيف عبدالحليم أبو همام مصر الفائز بجائزة أفضل ديوان، والشاعر محمد الثبيتي المملكة العربية السعودية الفائز بجائزة أفضل قصيدة.
ثم قام الأمين العام للمؤسسة بالرد على استفسارات وأسئلة محرري وكالات الأنباء والصحافة ووسائل الإعلام الأخرى مبيناً دور المؤسسة وما تقوم به من مشاريع لخدمة الثقافة العربية.
الفائزون بالجوائز
الجائزة التكريمية للإبداع في مجال الشعر تمنح لواحد من الشعراء العرب الذين اسهموا بإبداعهم في إثراء حركة الشعر العربي من خلال عطاء شعري متميز، ولا تخضع للتحكيم بل لآلية خاصة يضعها ويشرف على تنفيذها رئيس مجلس الأمناء.
والفائز في هذه الدورة هو الشاعر العربي السوري الكبير سليمان العيسى وهو من أكبر الشعراء العرب المعاصرين، من حيث القامة الشعرية والتاريخ الحافل بالتصدي لألوان الاستعمار ومقاومة الظلم والطغيان منذ أكثر من نصف قرن.
وبالرغم من أن سليمان العيسى واحد من فحول شعراء القصيدة العمودية والحفاظ على البنيان الكلاسيكي للقصيدة العربية، إلا أنه أبدع العديد من الدواوين الشعرية المعبرة عن روح التجديد.
كما يحمد له التفاته إلى الطفولة العربية التي أبدع من أجلها عدداً من أعماله الشعرية الجميلة والمبتكرة من حيث الموضوعات والصياغة الشعرية، مما يجعل لرسالته كشاعر كبير بعداً جمالياً وتربوياً يواكب بعدها القومي والإنساني.
وإضافة إلى ما يتسم به إنتاجه من أصالة وجدة، فهو يتسم أيضاً بالغزارة، فله أكثر من خمسة عشر ديواناً وعدد من المسرحيات الشعرية ومسرحيات الأطفال.
أبرز أعماله الشعرية : قصائد عربية الدم والنجوم الخضر أمواج بلا شاطئ أزهار الضياع أغنيات صغيرة كلمات مقاتلة، اغنية في جزيرة السندباد أغان بريشة البرق الديوان الضاحك سافرت في الغيمة إنسان الفارس الضائع.
فاستحق بذلك جائزة التكريم لرئيس مجلس أمناء المؤسسة وقيمتها 50000 خمسون ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.
كما انتهت لجان التحكيم المشكلة من قبل المؤسسة من إعداد تقاريرها النهائية عن الأعمال المقدمة للجائزة، وقررت بالإجماع منح جوائز دورتها السابعة، دورة أبو فراس الحمداني على النحو التالي:
1 جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر.
: الدكتور مبروك المناعي تونس.
2 جائزة أفضل ديوان.
: الشاعر الدكتور عبداللطيف عبدالحليم مصر.
3 جائزة افضل قصيدة: الشاعر محمد الثبيتي السعودية,هذا ، وقد كانت حيثيات اختيار لجان التحكيم للفائزين على النحو التالي:
* الدكتور مبروك المناعي: الشعر والمالبحث في آليات الإبداع الشعري عند العرب من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث ه :
يعتمد في كتابه: على استلهام منجزات النقاد الغربيين في نطاق ما سمي المنهج الموضوعاتي وما طرأ عليه من تطوير على ايدي العديد من النقاد الغربيين، وهو يستلهم ايضاً، منجزات النقاد والبلاغيين العرب القدامى وموقفهم من المعنى وكيفيات إنتاجه في القول الشعري.
عمد الكتاب إلى البحث عن السبل الكفيلة بإعادة قراءة الشعر العربي حتى القرن الثالث، في ضوء العلاقة بين المال والشعر قصد تبيين مواقف الشاعر العربي من المال.
قام الكتاب بمحاصرة معنى المال في مدونة اتسمت بالغزارة والتنوع, ورصد المعنى نفسه في مختلف الأغراض التي عليها جريان الشعر العربي.
رصد الكتاب التحولات التي طرأت على الشعرية العربية بسبب المال, كما رصد معناه وانشغال البلاغيين والنقاد العرب به وتفطنهم إلى انه من المكونات الأساسية التي أسهمت في تجديد الشعر أحياناً، وفي تلافيه ووقوعه في الصنعة أحياناً كثيرة.
رصد شبكة المواقف من المال سواء اعلنت عن نفسها في شكل تمجيد للكدية أو في شكل تصعلك وخروج على المدينة وناسها وقيمها، أو في شكل نصوصية.
عمد الكتاب أيضاً إلى رصد تحولات مفهوم المال مبرزاً أن حركة القصيدة في المدح خاصة إنما تطورت تحت تأثيرات هذا المفهوم.
وخلاصة القول: إن الكتاب يمثل محاولة لتجديد زاوية النظر إلى موضوع التكسب بالشعر في الثقافة العربية, ويرصد تحولات القصيدة وآليات إنتاجها في ضوء المنهج الموضوعاتي مبيناً أن المال هو المعنى الذي عليه جريان جانب مهم من شعرية النصوص, وهو جدير بالفوز, نتيجة ما ينبني عليه البحث من جهد واستقراء، فاستحق بذلك جائزة الإبداع في مجال النقد وقيمتها 40,000$ اربعون ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.
* عبداللطيف عبدالحليم، ديوان زهرة النار
صاحب هذا الديوان شاعر شديد الصلة بالتراث العربي والثقافة العربية الأصيلة، عرف كيف يتعامل معها شعراً يجمع بين روح الأصالة والمعاصرة، ينداح في فضائه الرمز الذي يضفي على بعض قصائده مسحة شفيفة من الغموض، ذات قيمة فنية بوصفها أداة من أدوات التوصيل غير المباشر، تدفع القارئ إلى الإسهام في إنتاج الدلالة الرمزية التي تكمن وراء بنية القصيدة على الرمز.
ينتمي شعر الشاعر، إلى مدرسة الديوان التي أسسها العقاد وصاحباه, ولذا كانت خواطر الشاعر، وتجاريه وأحوال نفسه، وعواطفه، حاضرة تفرض وجودها على نصوصه الشعرية، تنقل إلينا أحاسيسه ومشاعره كما يراها هو ويحسها، لا كما هي في الواقع، ومن ثم كان هناك اتكاء خاص على الجوانب التصويرية لهذه المشاعر الذاتية، مع الاهتمام بالموسيقى التي حظيت باهتمام خاص في هذه التجربة الشعرية للخروج من مألوف الأوزان التي يكررها الشعراء، ولذا كان بحر المنسرح، الذي عرف عنه الشعراء المعاصرون لتعقيداته، يستأثر بأكبر مساحة في الديوان، فكأن الشاعر أراد التفرد بموسيقاه نافراً من البحور التي أنهكها الشعراء ركوباً، والحق أن استخدام الشاعر لهذا البحر بالذات كسر حاجز النفرة منه، بعد أن استطاع أن ينقل إلينا خلال الممارسة العلمية مدى قدرة هذا الوزن على التكيف مع موضوعات مختلفة ينساب فيها القول إيقاعاً دون أن تنفر الأذن الموسيقية منه، حتى مع التدوير الذي أكثر منه الشاعر، مع أن التدوير في المنسرح بخاصة من اشق ما يكون، إذ يحتاج إلى شاعر يمتلك حساً موسيقياً عالياً ليضبط دلالات القول، مع التوزيع النغمي لإيقاعات البحر، حتى يستقيم الوزن والمعنى، وهذا قد لا يتهيأ لكل شاعر، مما يضفي على مجموعة هذا الشاعر قيمة إبداعية خاصة.
ولعل اهتمام الشاعر بالموسيقى كان وراء استخداملزوم ما لا يلزم في عدد من القصائد حيث يلعب هذا النمط من التقنية في عروض الأبيات دوراً موسيقياً يتناغم مع قافية القصيدة، لإحداث تنوع موسيقي تطرب له الأذن.
حاول الشاعر في هذه المجموعة، أن يسترفد التراث العربي, الزاخر بالنماذج العليا من الرجولة والبطولة، لمعالجة أوضاع عصره، فكان له وقفه عند أبي حيان التوحيدي، يشكو إليه أوضاع عصره، بصورة مباشرة من غير ان يستنطق الشخصية التراثية.
وبقية قصائده في هذا الجانب لا تختلف كثيراً عن هذه القصيدة في طريقة استرفاد الموروث التراثي، إذ تبقى الشخصية التاريخية على مسافة من تجربة الشاعر الشخصية, لكن علينا أن نتذكر أن هذه النماذج التي ينتقيها الشاعر من التراث لها تداعياتها السياسية المعاصرة.
واستخدم الشاعر في كثير من قصائده لغة تنطوي على ثراء دلالي وإيحائي مع سلاسة في التدفق والتداعي اللغوي, فاستحق عن جدارة جائزة أفضل ديوان وقيمتها 20,000$ عشرون ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.
* محمد الثبيتي: قصيدة
موقف الرمال، موقف الجناس
هذا نص من شعر التفعيلة، متنوع الأجزاء، موقع الأنغام، عميق الأفكار، سامي الكلام، تأسس على الإبداع في القول بصناعة المعنى وذلك باشتقاق الدوال من المدلولات, والمدلولات من الدوال وبتوليد العوالم من العلامات في نزعة راقية ليست تقليدية ولا منبتة تغنى فيها الشاعر بوحدة الوجود وأشار فيها بتكامل الظاهر والباطن، فإذا الجناس علامة تجانس والرمال معنى جامع يلتقي فيها الرجال، بحيث خضعت مختلف الأطراف لتفاعل جمل أحدها يفنى في الآخر ويحتويه,فالجناسات تقاربت أصواتها فتقاربت معانيها فخضعت لوحدة العلامة لفظاً ومعنى، فكونت عوالم أسماء ومسميات، وبمقتضى القرابة التي أحدثها الشعر بين الكلام والفعل أقنع بوحدة اللغة والإنسان، وحدة يقويها التقاء الرجال وهو من طين بالرمال تصويراً لوحدة الإنسان والكون، ويقويها ما بين الانفصال والاتصال من التحام، كما تقويها وحدة الفن التي تتجلى في اجتماع الشعر والبراءة والموسيقى والغناء، انتهاء إلى وحدة الكيان التي تصورها وحدة المكان والزمان، بما يدل عليه من استواء المدينة والصحراء، ومطابقة السماك للسماء والتقاء الفصول الأربعة, فاستحق بذلك جائزة افضل قصيدة وقيمتها 10,000$ عشرة آلاف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.
|
|
|
|
|