| الثقافية
يمثل صوت محمد الثبيتي الشعري حيزاً متميزاً على خارطة الشعر السعودي المعاصر,, ويتمثل بجدارة وعمق ارث القصيدة العربية في بعدها الدلالي,, وعمقها الرؤيوي.
ولعل في مجموعته التضاريس الدال الأكيد على ذلك التميز وتلكم المكانة.
فالثبيتي الذي انطلق الى القصيدة التفعيلية بهمومها المعاصرة، وانفتاحها على أفق الهم الذاتي والكوني, واستيعابه الدقيق والذكي لصوته الخاص, ومزاج تجربته الشعرية الذاتية، انطلق إلى كل ذلك عبر القصيدة التناظرية التي تمثل ارضية تجربته عبر ديوانيه الاولين اللذين أصدرهما في بداياته, وبذلك ظل مساره خطاً ابداعياً متصاعداً, وواثقاً , يتبنى من خلاله مضماراً ابداعياً لتجربة ناجزة، ومختلفة، تظل في خصوصيات القصيدة المعاصرة في المملكة موثقة برؤيتها الفريدة,, وعالم علائقها المتعالق,, والمتشابك.
ولعل فوزه الذي جاء متأخراً بجائزة البابطين, يعطي بعداً انتشارياً لتجربته في الاوساط الثقافية العربية التي تتابع افرازات الاعلام الثقافي ومحافل الثقافة الرسمية.
وإذا كانت قصيدة موقف الرمال,, موقف الجناس قد استحقت بجدارة جائزة القصيدة, فان ذلك يعني معادلاً إبداعياً لتجربة الثبيتي الشعرية ككل, ويشير إليها باعتبارها جزءاً من الكل الإبداعي الذي انجزه الشاعر,, وثابر على تطويره وفق قناعاته الثقافية والعرقية، ووفق مقدراته الإبداعية, واتمنى صادقاً,, ان تتواصل هذه التجربة الشعرية الجميلة والمتفردة في طرح ثمارها,, وتواصل عطاءاتها الرائعة, محتلة مكانة شعرية في ثقافتنا المعاصرة, وألا تكون محطة توقف لشاعر ظل أبداً متميزاً في عطائه هادئاً في التعبير عن مواقفة,, مخلصاً لموهبته,, ولقضيته,, مما أفرز عطاء شعرياً متدفقاً وخلاقاً ومختلفاً عن السائد الشعري,, بمعناه,, ومبناه,, بشكله ومضامينه,, وبروحه الفنية العميقة,.
|
|
|