كتب محمد الثبيتي التضاريس ,, وفاز بجائزة اللوتس ثم بجائزة جدة للإبداع, ثم صار فارس المهرجانات العربية,, ومذاقها المتميز,, وواصل الكتابة,, بهدوء كنا نظن من طوله احيانا,, انه توقف!
وقبل ذلك,, وبعده ومن خلاله,, ظلت سمة التميز وعمق المختلف ومزاج التعبير الشعري لوازم احتوتها قصيدة الثبيتي,, الذي رغم هذه العمر,, لم يقدم سوى ثلاث مجموعات شعرية,, كانت التضاريس الأكيدة والجديرة بتمثيل صوته,, ومحققة لشخصيته الشعرية.
وعندما قدم العام الماضي موقف الرمال,, موقف الجناس وهي المطولة الأولى التي اعقبت التضاريس,, أدركت ان معينه الإبداعي المؤازر بتجذر تعبيري فائق,, قادر بعد على مواصلة المسير,, وعلى تحقيق معطيات أكثر ثراء,, لتجربة شعرية فريدة في المشهد الشعري بالمملكة.
فبرغم المقاربات النقدية الكثيرة,, وبرغم اندفاع الكثير في التجريب في آفاق شكلية شعرية,, لم تمتلك اسباب وجودها الحقيقي استجابت تجربة الثبيتي لمرحلتيها,, وتفاعلت مع محيط وجودها الثقافي,, واعية باشكالات مرحلية كثيرة,, دقيقة في استشعار اشكالات معرفية واجتماعية؛ انطلقت منها,, وعنها عبرت,, ومن افق نارها تجلت وظهرت.
وإذا كانت الجائزة بموقفها الثقافي المرموق,, وبنزاهتها العلمية الرصينة قد قررت ان تستمنح ضوء قصيدة الثبيتي,, وتمنحه في الوقت نفسه بهجة الاحتفال, فإن احتفالنا الحقيقي يكون بقراءة اوعى لمشهدنا الإبداعي والثقافي,, وتحليل معطياته,, وانتاجاته,, التي ظلت مع كثرتها وتميز بعض نماذجها دفينة الاهمال,, والعارية,.
واني على يقين بنبوغ أكثر من تجربة على صعيد مشهدنا الشعري تلازم الصمت في وصولها الى القارىء والمتابع في وطننا العربي,, فمن يمنع صمتها ذلك,, آفاق الانطلاق,؟!
|