| مقـالات
مدينة القدس نسير إليك في دروب الوفاء، يؤنسنا في وحشة الطريق قلبك الحنون، يامدينة الإسراء أيتها الرائعة، لم نزل نتسكع خلف سلسلة الزمن حاملين قناديل السلام, تهتدي الروح إلى مرفأ عذوبتك غير المسبوق في زمن القطيعة والوجه المنبوذ, نصوغ الأحلام فوق متن الأيام وهي تسعى يحدوها الرجاء إلى وقفة مشرفة عند المسجد الأقصى,, عاش الجيل الذي نحن منه يستعذب الأمل إلى حين لقياك، يسير نحوك بإصرار البقاء الكثيف, هكذا انهالت الخواطر في رأسي حين تذكرت القدس المدينة العربية ذات التاريخ الجليل لكل المسلمين في العالم, كم تمنينا ولم نزل السير في شوارعها حيث سار الأنبياء والأباطرة, القدس زهرة القلوب المؤمنة يجب أن تظل محتفظة بنقائها, أن تظل مسلمة طاهرة وعربية أصيلة, اليهود قديماً وحديثاً ومنذ احتلالهم للقدس عام 1967م، لم تختلف ممارستهم نحوها, وسجلهم في عمق التاريخ مليء بالحقد على كل المقدسات في هذه المدينة المقدسة, قال المؤرخ ليونيل كاست إن الاختلافات التي قامت بين اليهود في مدينة القدس والدماء التي سالت في شوارعها هي التي أدت إلى انهيار كياناتهم على مدى التاريخ
ومن هنا فعلى كل العرب السعي من أجل صون عروبة القدس والحفاظ على روحها الإسلامية الكريمة, إن اليهود يحاولون بكل جهدهم محو تلك الخصوصية العربية الإسلامية بمصادرة أراضي السكان العرب والى تغيير الطابع الفريد للمدينة المقدسة وضم القدس القديمة إلى القدس الجديدة في محاولة إعلان القدس الكبرى عاصمة لدولتهم, رغم مخالفة ذلك للشرعية الدولية وكونه سيكون عقبة في طريق السلام الذي تنادي به كل دول العالم.
إن مركز بناء المدينة هو المسجد الأقصى المبارك تحيط به العمارة الإسلامية المرتبطة بعادات سكانها العرب وتقاليدهم وثقافتهم, وقد بنى الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان قبة الصخرة والتي تعتبر آية ومن أجمل ما بني على وجه الأرض, إنها صورة للشخصية العربية المسلمة بكل أبعادها الفلسفية والفنية, إن القدس تعرضت للهدم مع أسوارها ما يقارب 17 مرة ولكنها بقيت شامخة على مر العصور.
للأسف اليهود لا يغيِّرون عاداتهم ولا يسايرون الزمن وتطوره وظلوا يمثلون صورة اليهودي الجشع الذي لا يهمه اقتطاع لحم الآخر من أجل مصلحته, الآن يشكل تعنتهم عقبة أمام كل الحلول السلمية وتطبيق القرارات الدولية,, وظلوا ينتهكون قدسية المدينة الطهور لا يراعون مشاعر المسلمين والمسيحيين في كل العالم ولكن ستظل القدس المدينة الأجمل ومشاعرنا غمامة عطر تغمرها بالحب، وستظل عروبتها القضية الأكثر عمقا في وجدان كل الأجيال التي تفتحت مداركه على جمالها المستباح للظلم, وان إسلام تلك المدينة هو اليقين الذي نسعى إلى أن نصونه بكل إصرار البقاء.
|
|
|
|
|