رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th June,2000العدد:10114الطبعةالاولـيالاربعاء 5 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

الوهمُ,, والمعنى المُضاد,,!
إبراهيم عبدالرحمن التركي
1
** أستميحُ الشعَر
إن فرَّت حروفُه,.
وأُناجي الهجرَ
ما لاحت طيوفُه
ضاقت الأرضُ
بمن كلّت سيوفُه,.
فالهوى لون الغِوى
والدَّوا طعم النَّوى
واغترابُ الذات
للبدرِ خُسوفُه,.
** لا تقل عن أفقٍ
لمّا تضئه الشمسُ,.
قد آن كسوفُه ,.
فالضياءُ,, الحلمُ
لا يثنيه خوفُه,.
وسيأتي
دون أن
يسألَ,.
أو يحتاط
أو تروي
دفوفُه,.
(2)


نرجو غداً، وغدٌ كحاملةٍ
في الحيِّ لا يدرون ما تضعُ,.

بشار بن برد
** لا يمكن فصلُ المنهج عن فلسفته، كما لا يمكن فصلُ الفلسفة عن منهجها,.
أحمد الشيباني
** إذا لم أحترق
ولم تحترق
فمن يضيءُ ظلمات العالم
ناظم حكمت
(3)
** لم يتزوجها لمرتّبها الضخم الذي يصل إلى مليوني دولار سنوياً ,, وإنما لإمكاناتها الذهنيَّة ، وتفوُّقِها المهني وشهرتها الإعلامية ,,!
** هكذا جاءَ تعليقُ بعض الصحف الغربيَّة على زواج المراسلة الأميركية إيرانية الأصل الذائعة كريستيان أمانبور من جيمس روبن الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية,, أو ,, إن شئتُم,, زواجه منها,,!
** للتعليق مغزاهُ المتكامل مع حكاياتٍ أخرى تصلُ بين المصالح وتوحِّد التوجهات إن لم يكن من أجلِ الغد فلا أقل إذن من اليوم !
** المال مؤشرٌ واحد ضمن مؤشرات تتداخل فيه مجموعة من المعادلات التي تستطيعُ صناعة مركّباتٍ بشرية ناتجُها حب أو صداقةٌ أو وظيفةٌ أو ولاء وانتماء أو هذهِ جميعُها ,,!
(4)
** يروى عن نقيب الصحافة اللبنانية في الثلاثينيات اسكندر رياشي أنه وقد كتب مقالاً استحق عليه الشكر من المفوض السامي الفرنسي أجاب عن سؤال وُجِّه إليه حول الأسلوب الذي يمكن شكرهُ به:
* لا معنى لأيِّ تردد أو حيرة فمنذ أن اخترعت النقود توافرت أسباب الشكر,, !
** إضاءةٌ أخرى,, ربما تضيف مدلولاتٍ مهمةً إلى فعل العوامل الجانبية في تغيير الأساسات أو المرتكزات ، فما دام الرابطُ منتجاً مادياً يمكن تحريكهُ إضافة أو حذفاً ، حفزاً أو منعاً ، وعداً أو وعيداً ، فلا قيمةَ للبحث في أيِّ ثوابتَ أو مسلمات !
** نحن هنا أمام فرعٍ يطغى على الأصل ، وهامشٍ يغطي المتن ، وقشورٍ أهمَّ من الجوهر ,,!
(5)
** يطرأُ سؤالٌ مهم في الموضوع,, حول أسباب هذه الظاهرة,.
** هل هي الحاجة أم الشخصيَّة ,,، وبمعنىً آخر هل الفقرُ مثلاً هو ما يدعو الكاتب أو الشاعر للارتزاق، والإنسان بكلِّ أصنافه للممالأةِ فيخطبُ ويخاطب ويعمل ويتعاملُ من أجلِ المال مثلاً,.
أم أن بواعث ذلك خليطٌ كيميائي يُثيرُ الكوامنَ ، ويؤثِّر على الظواهر ، فتراه غنيّاً ومع ذلك يركضُ خلف الناعين أو الناعقين خلفَ البهارج والشكليّات ,,!
** لا جدلَ أننا نُواجهُ الفئتين وفيها بائسٌ ذو بأسٍ يرفضُ من أجل مبادئه المساومة ، وسائسٌ تحت يده مقاليدُ وقلائد ويبحث عن المزيد ولو على حساب قضايا وحقوق المسوسين,.
(6)
** تساءل محمد الماغوط في احدى مسرحياته الأخيرة,, عن مدى معقولية أن نكتشف أن شكسبير وهم، وأن روميو وجوليت وهم، وأن الحب والصداقة والزمالة، ورفقة المسرح، والسفر والمدرسة والطفولة وهم,,؟
** هل يمكن أن تكون حركاتُ الفكر والفن والعلوم والفلسفة والتحرر وَهما,,؟
** هل بيتهوفن وفاغنر ولوركا وأراغون وعيون إلزا وهم,,؟
** هل المتنبي والمنفلوطي ويوسف الخال ومجلة شعر والمعارك الأدبية وهدير المطابع وهم,,؟
** تواصلت استفهاماته حول صراع الذاتِ والمعاصرة واختلاف التاريخ والجغرافيا وفيروز وأطفال الحجارة ، وسنابل فان غوخ وأنجلس روفائيل ، والربيع والخريف وكل الفصولِ والحضاراتِ والفنونِ والأطفالِ والعصافيرِ والفراشات بهذا العالم,, هل كلها وهم,,؟
** أراد الما غوط أن يختصر فضاءات العالم في هلامية الوهم ,, وأهواء الواهمين !
(7)
** ربما لمستُم المبالغةَ وربما التمستُم البلاغة ، وبينهما مساحاتٌ من الصعود أو السقوط ، وفيهما تعبير عن حالتنا النفسيَّة ، أو إحالاتنا الثقافيَّة ، أو توقفِنا في محطَّات الملل وعدم الجدوى مما يخلقُ احساساً قاتلاً لكل بوارق الأمل في التغيير من أجل غدٍ مختلف,,!
** إن الاشكاليَّةَ تتأتى حين لا تَميزُ في مدارات الحلمِ علاماتٌ تضيفُ تميُّزاً لمن أثرى برُؤيتهِ أو أثرى منها، ولا تُفرِّق بين من أعطى دون انتظار ومن تمطَّى من أجل العطاء ، ومن يعمل من أجل مبادئه ومن يفعل ذلك لدنيا يصيبُها أو امرأةٍ يتزوجُها ,,!
(8)
** تتعثر العلاقات الشخصية بين اثنين حين يشوبُها شيء من النفعيَّة ، ويسقطُ القلم إذ تصلُه بالورقة ملامحُ مصلحيَّة ، وتتيهُ الأمة إذا وجدت سبيلَها إلى الآتي مردوماً بالمتاجرة على حساب قضاياها المصيريَّة ,.
** وفي المدار ذاتِه فإن الفردَ يؤثر ويتأثر، وربما أدرك من تجربةٍ خاصةٍ قاسية أن الحياةَ بلا معنى,, وأن المعاني دون حياة، وأن لا جدوى من المراهنة على الصدق والصراحة والإخلاص ,,!
** وضمن المدار الأوسع فإن مستقبل الناسِ مرتهنٌ بحاضرهم، ومتى أحسّوا بالأمان انطلقوا نحو الغد ، وإذ ييأسون منه يتدافعُون من أجل مكاسب يومهم,, وهذا يُفَسِّر بتحليلٍ بسيط فوارقَ النظام عن الفوضى ، واختلاف العمل المؤسسي عن الفردي ، ومسيرة التابعين على خطى المتبوعين ,,!
(9)
إنك تتكلم لغةً لم يعد يسمعُها أحد
** هكذا خاطب لوسيفر آدم في مسرحية موداتش : مأساة الإنسان المنشورة قبل حوالي مائة وأربعين عاماً ,, وهو ما يخاطب به كثيرون من ذوي الشفافية أنفسهم حين لا تسعفهم الوقائع باستشراف أمداءٍ موحيةٍ بجدوى الفعل ، وارتقاء رد الفعل وارتسام طرقٍ مؤديةٍ إلى الأهدافِ العامة السامية,,!
** ولعلّ من درس الاختلافات التي يمر بها الإنسان في مرحلة منتصف العمر كما تسمى Middle Age Crisis سيجدُها اليوم وقد شملت من هم في مقتبل العمر ، ومن هم في نهايته ، وأضحت السمات المشتركة بين الجميع الشعور المقلق بالاحباط تجاه ما تفرزه العوالمُ الخارجيَّة من حولهم مما ينعكس سلباً على عوالمهم الداخليَّة ، فيلهُون أو يتلهون، وينسون أو يتناسون ، ويتشاءمون، وينكمشون، ويحيون مع المثبِّطات فلا يتنفسون، ولا يجدون نوافذ أو منافذ باتجاه الشمس ,,!
(10)
** نتحدث عن فكرةٍ فنكرِّرها، أو نردِّدها، أو هكذا نبدو على الأقل,, والحقيقة أن الأفكار كما يراها الفلاسفة مظهرٌ وهميٌ عابرٌ يتحول إلى بحثٍ ورأي وعاطفة ذات تباشير ووضوح,, وربما جاء اقتراحٌ بسيط ليمثلِّ عند انتشاره دائرةً تصنعُ بعض اللمسات المهمةِ على صعيد الفرد أو المجتمع.
** وإذن فالرؤية ملمحٌ سريع يستطيع خلق أو توليد أفكار متتابعة قد تبدو ذات شكل واحد أو متشابه ولكن حقيقتها مختلفة، ومؤداها قادر على التأثير في أكثر من اتجاه ,, بل ربما ضعفت الفكرة أو حجبت أو غطتها غشاوة بصرٍ أو بصيرة لنكتشف أنها قد خلَّفت وراءها تأصيلاً لمتواليات تفكيريَّة محدودةٍ تنبع منها أفكارٌ جديدة تغرس جذورها وتسمق بفروعها ,,!
** إن هذا المُعادِل المنطقي جوابٌ لمن يريد أن يرى نتائجَ عمله سريعاً وإلا أُصيب بحالة اكتئاب وإحباط ، أو انتقل من جانبٍ الى ضدِّه لتخلو الساحةُ للثلة المعنيَّة بذاتها المتحركة بين خطوط الهوى والهِواية والغوى والغواية .
* حين نحدِّد أين نضعُ أنفسنا تتحدد الحقيقة ,,!
E mail: IBRTURKI @ Hotmail. Com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved