| مقـالات
عندما كنت صغيراً جداً كان الناس في مدينتي يتحدثون عن تاجر واسع التجارة لا يدفع الزكاة,, وكان يغضب أشد الغضب على بعض الرجال الذين يطلبون منه أن يبين للناس أنه يزكي حتى يدرأ شبهة خطيرة,, ورغم أنه ادعى أنه يزكي ويتصدق أيضا فلم يصدقه أحد لأن الحياة قبل ثلاثين سنة كانت بسيطة وأهل المدينة يعرفون كل صادرة وواردة ولم يكن أيضا هناك ما يثبت أنه لا يدفع الزكاة.
وفي أحد الأيام الحارة شبَّ حريق في دكانه ثم ما لبث أن شبَّ حريق آخر في مستودع له في أطراف المدينة واحترقت بضاعته قبل أن ينقذ رجال المطافي آنذاك أي شيء وحتى لو كان الحريق بفعل فاعل كما أشاع البعض فإن العقاب وقع.
وأخذتني الحياة بعد ذلك سنين طويلة مارست العمل والصحافة فكنت,, قد رأيت رأي العين مرتشين ولصوصا وغشاشين ومدلسين ومفسدين يعرف الناس أفعالهم لكن جرائمهم تكاد تكون جرائم كاملة لا يمكن حتى التفكير بالإشارة لها لعدم وجود الأدلة، لكن ومع ذلك ما تلبث أن تحيق بهم أعمالهم الشريرة بعد أن يستوي أمرهم ويستمرئون فعلهم ويأمنون عقاب الله بعد أن أفلتوا من عقاب الناس.
أحينا نرى الميزان يميل فنسكت لأننا نعرف أن هناك من يحرس الميزان أو ينصف المتقين.
|
|
|
|
|