|
| مقـالات
من بين الصور المؤلمة التي بثتها وكالات الأنباء في الأيام الأخيرة، صور تمثل مأساة الإنسان الذي يقع عليه الظلم أمام أعين العالم، فلا يكترث له الآخرون من بني البشر، بل لا تشكل مأساته هماً من الهموم أو همومهم.
أسأل هل رأى دعاة حقوق الإنسان تلك الصور المأساوية؟
وهل انتفض دعاة العدالة والمساواة لمنظرها؟
المؤكد أن احداً من دعاة حقوق الإنسان أو من دعاة العدالة لم يكلف نفسه مجرد طرح السؤال على نفسه، هل ما يراه هو حقيقة ماثلة على هذه الأرض؟
لعلي نسيت أن أوضح فحوى الصور في الحوار إلا أنني تجاوزتها اعتقاداً بإننا جميعاً رأيناها منشورة في الصحف ومبثوثة على الفضائيات، واننا جميعاً تأثرنا بما رأيناه لاعتبارات كثيرة أقلها أن تلك الصور تمثل مأساة بعض بني قومنا، الاسلاك الشائكة تفصل بين الجمعين.
جمع من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يقفون في حزن وآسى على الجانب اللبناني يتحرقون شوقاً لرؤية وملامسة أقارب لهم طال بهم المدى على فراقهم.
وعلى الجانب الآخر وهو التراب الفلسطيني الذي اقتطع قسراً وقدم ليهود الارض ليكون وطناً لهم، تجمع من الفلسطينيين، جمع جاء ليلاقي أقارب مضى الزمن على بعادهم، ولكن الأسلاك الشائكة تمنع من اللقاء الحقيقي ليكتفى بالأيدي التي تمتد من بينها تتصافح ولكن العيون تفصح عن القهر والعذاب التي تمثل أقسى أنواعه صورة التلاقي بين الأقارب من الفلسطينيين، والألم يعتصر الملتقين من الجانبين فمنهم على الأراضي اللبنانية مجرد لاجئين يعيشون حياة غربة وانتظار وأمل، ومنهم على الأرض الفلسطينية يعيشون في سجن كبير إذ يلاحقون وتغصب أرضهم وتدمر منازلهم كنوع من أنواع العقاب على رفضهم للأمر الواقع ومطالبتهم بشيء من العدل وبحثهم على قليل من العدل المشبع بالأمل.
نتذكر دائماً هذه الصور المهزلة,, ونحن نتابع مايجري في سباق نحو السلام وفقاً للشروط الاسرائيلية.
|
|
|
|
|
