القدرة الفائقة التي نلاحظها في بلادنا أخيراً,, للعقول المهاجرة من بلدانها إلينا تعكس أساسات علمية متوفرة لدى أصحاب هذه العقول,, وهي وإن كانت في غالبيتها لا تحمل مؤهلات علمية نظامية إلا أن مسألة الاستعداد النظري لهذه العقول جعلها ذات قدرة محسوسة في تحمل مجابهة أعباء الحياة وشد الأنظار إليها,, وإثارة الاعجاب بها,, فالعقل الهندي ابتداء من مهندس السياكل ارتقاء لمهندس الغسالة والثلاجة والبرادة، مروراً بالمكائن الضخمة وصولا للعلوم التي يتعلق بها مستقبل وحياة البشر, كل هذا مثار اعجاب,, ثم هناك النزعة المتأججة لدى أصحاب هذه العقول لكسب الثقة من الآخرين وبالتالي لتكوين رأس مال مكسبي قادر على تحويل حياة الهندي البسيط من السيىء إلى الأحسن، ومن الضعف إلى القوة, ومن محدودية الدخل إلى التوسع في المكاسب, ولو أردنا القياس بالنسبة للشباب العربي خاصة لوجدنا الفرق كبيرا, إذ لو نظرنا إلى العقول الهندسية المهاجرة إلى أمريكا مثلا لوجدنا شيئا رهيبا, إذ ان أربعين في المائة من شركات الانترنت الجديدة في أمريكا فقط يملكها هنود.
وإذا كان من شروط اتقان الانترنت اجادة الرياضيات,, واللغة الإنجليزية والرغبة في العمل والانتاج، فإن هذه الشروط كما أشارت بعض الصحف المتخصصة متوفرة في الهنود بالذات,, ولذلك برزوا في هذا المجال وحققوا نتائج مذهلة.
وذكر بعض التقريرات الحديثة أن صناعة الانترنت وإعداد برامجها يدر على الهند أكثر من عشرة بلايين دولار,, ويبدو لي أن الهنود لهم نظرة واحدة في دعم الاقتصاد الهندي,, ولذلك نجد أن هناك ملايين من الريالات السعودية تهاجر إلى الهند كل عام في أرتال مخيفة بينما أبناء البلد يغطون في نوم عميق,, خاصة أولئك الذين يترنحون في المجال الدراسي ويخلقون لذويهم من الهموم والغموم الشيء الكثير,, ولو أن هؤلاء الشباب الذين يعزفون عن الدراسة ويرونها ثقيلة على عقولهم لو أنهم اتجهوا إلى الميدان الفسيح للعمل في الورش على اختلاف أنواعها لحدوا كثيرا من هجرة تلك الملايين سواء للهند أو غير الهند,, وهذا ما ترغبه الدولة حفظها الله حيث بدأت جادة في تهيئة الفرص للشباب السعودي لدخول مجال البيع والشراء,, وحجب ذلك عن الوافد الذي تسرطن في جسمنا الاقتصادي,, إن العقول الهندية على اختلاف قدراتها العلمية لها فاعلية في دعم الاقتصاد الهندي وهذا ما جعل المسؤولين يسهلون لهم الهجرة ويفتحون لهم بابها لشتى الدول العالمية.
|
