| العالم اليوم
إذاً لاتصلت به ووكلت إليه مهمة تصحيح ما وقع في دراسته من أخطاء، لا أشك أنها طباعية في الغالب ويعلم القراء المتذوقون,, فضلا عن الشعراء النقاد؛ أن الأخطاء، حتى الهين فيها؛ في الشعر أدق وأخطر من الأخطاء في النثر,, فالشعر كميزان الذهب أو الزعفران، في وجوب المحافظة على دقته,, فتحريك حرف ساكن، أو تسكين حرف متحرك يكسر البيت، أي أنه يدمر نغمته وموسيقيته.
لذلك آلمتني الأخطاء التي إما أن تكون بسبب خط الكاتب أو مصحح الجريدة؛ ولهذا احببت هنا أن أصحح أهمها,, لمن تهمه مثل هذه الدراسات الشعرية التحليلية.
* * *
وقبل أن أورد هذه الأخطاء وتصحيحها لايسعني الا أن أشكر وأثني على هذه الدراسة القيمة، والتي هي ضمن الدراسات الجيدة التي اطلعت عليها عن هذا الديوان حتى الآن وان كانت عليها الى جانب الأخطاء الطباعية أو التطبيعية بعض الملاحظات الفنية؛ كاقتطاعه الصورة الشعرية من سياقها بعض الأحيان، وكإيراده أو استشهاده بأبيات يوجد قبلها أو بعدها في القصيدة ما هو أولى بالاستشهاد بها على جودة الإبداع وجماله كما يقول مشكورا.
وسأورد حكم الاستاذ محمد الزينو السلوم على الديوان في آخر هذا المقال.
* * *
أورد الكاتب على قصيدتي في (حفيدي) وهي تفعيلية، الصورة الطفولية بالمحاكاة الشفوية حيث صورتُ نبرات صوته وهو يحاول أن يحكي بقولي:
1 وتشدو (بكاف وغين).
وكَغّ,.
تردد في نبرتين) ظنها الكاتب بالعين المهملة؛ في حين أنها بالغين المعجمة، وهي حرف يخرج من لهاة الطفل الصغير,, ولا أظنه يستطيع اخراج العين التي هي حرف حلقي في شهوره الأولى.
2 في آخر مقطع من هذه القصيدة خاطبت طفلي هكذا: (تَدَرّعهما قوة باليمين) وأعني بهما الكتاب والسنة، ولكن الكلمة جاءت خطأ هكذا (تدرّكها).
3 ومن قصيدة (أسرجت بيتي قنديلا فقنديلا) أورد قولي (يارفقة العمر ما أوليت) بالواو, وليست الدال.
4 من قصيدة (الحجر,, والصامتون) عن ثورة الحجارة الفلسطينية - أوقد الله نارها مجدداً - جاء البيت الأول فيها:
قد جاء يومك يعدو أيها الحجر
يقول ها,, إنني من فرحة سكر
بالسين والكاف والراء، وليس بالسين والعين (سعر) و(السعر) هو الجنون، بدليل قوله تعالى حكاية عن قوم صالح إنا إذاً لفي ضلال وسعر) سورة القمر: الآية 24 .
5 وفي البيت الذي بعده من نفس القصيدة جاء الشطر الثاني هكذا (بل إنني غضبة الله تنتصر, والصحة (غضبة لله).
6 وفي قصيدة (الحسنيان) ورد في البيت الثالث خطآن (وتبنى رؤية احول باصرها)
والصحة (وتَبتَني رؤيةً ما احوَلَّ باصرُها).
7 وفي قصيدة (تحية مجلة (الفيصل) بمناسبة اكمالها (مائة عدد) وقع خطأ في البيت الثاني هو (رشفاها) والصحة (رشفاتها من رضاب المجد صافية).
وقد ختم الناقد أو الدارس لديواني هذا (ابحار بلاماء) دراسته القيمة والرصينة بهذه السطور وكما لاحظنا من خلال دراسة اكثر القصائد في المجموعة دراسة تحليلية أنها تحتوي على اكثر من مستوى فني، واعتقد أن القصائد العمودية عند الشاعر اكثر شفافية وتألقا من قصائد التفعيلة, والشاعر يحمل بين اسطر قصائده دلالات رؤيوية، وفضاءات واسعة,, فهو يعشق التراث والأصالة، معتز بوطنه وعروبته واسلامه,, تلمس في شعره صدق العاطفة والانسيابية والتدفق الرقراق، كالماء العذب السلسبيل,, يمتلك زمام القصيدة العمودية وفنِّيتها ,, حيث يحسن الدخول اليها والخروج منها حال الفارس المتمرس الذي يحسن الكر والفر على ظهور الخيل في الملمات والافراح معا,, .
أوردت هذه الفذلكة من آخر كلامه حتى لا يساء فهم تعقيبي أو تصحيحي للأخطاء التي وقعت في الدراسة والتي لا تقلل من قيمتها كدراسة جيدة.
شكراً للكاتب على ما جاء في ثنايا دراسته من محفزات الغرور، لو كنت من هذا الصنف لاقدر الله والحمد لله رب العالمين.
|
|
|
|
|