ارجو ألا تكون الزوبعة التي أثيرت حول اللاعب الدولي ولاعب نادي الشباب مرزوق العتيبي قبل ايام بانتقاله للهلال ثم (استقراره!!) في الاتحاد واخيرا بقاؤه في الشباب (ناديه الأصلي) في زمن قياسي اشبه ما يكون بالحلم لدرجة لم يستوعب معها المتابع الأحداث وتسلسلها,, أقول:
ارجو ألا ينطبق على هذه الزوبعة مقولة:
** قال وش درّاك انها,,,.
قال من كبرها,.
أو أن تكون بالونة اراد البعض رميها في طريق الإعلام الذي تولى النفخ فيها، سواء كانت من نوع (بالون الاختبار) او (الالعاب) التي ماتلبث ان تنفجر في وجه نافخها اذا زاد ضغط الهواء بداخلها عن قدرتها الاستيعابية,!
على انني، وقبل الدخول في تفاصيل ما اريد قوله في هذا الجانب,, لا بد لي من التأكيد على ناحية هامه جداً,, وهي انني لا اريد ان يفهم من كلامي وسطوري القادمة انني اتهم ناديا معينا,, سواء كان الشباب او غيره,, كما يحدث في حالات مشابهة بأنه وراء العملية بغية الوصول لهدف معين وتحقيقه، وان كنت لا اعترض عليه لوكان صحيحا بل تمثل حركة ذكية من قِبل هذا النادي او ذاك,.
كما أرجو ايضا ألاّ يعتقد البعض انني اشكك في مصداقية بعض وسائل الإعلام لدينا,, فهي كوسيلة إعلامية (صحافة) تتعامل مع الحدث كخبر, يفترض فيها متابعته وفق مايتاح امامها من معلومات.
لكنني هنا اتحدث عن حدث عام,, لافت للنظر من خلال رؤية شخصية مبنية على اسس معينة.
والحدث بدأ عندما اعلن نادي الهلال فجأة (وهكذا قالت الصحافة) عن رغبته في شراء عقد مرزوق العتيبي بثمانية ملايين ريال, ليعلن الاتحاد بالطريقة نفسها في اليوم التالي عن تقديم عرض بمليونين ونصف المليون دولار ( لاحظوا دولار) أي ما يقارب عشرة ملايين ريال, ثم ليعلن الشباب في اليوم الثالث بقاء مرزوق ضمن صفوفه بعد حل مشكلته بمليوني ريال تبرع بها عضوا الشرف الامير عبدالرحمن بن تركي (مليون ونصف) والامير خالد بن فيصل بن تركي (نصف مليون).
والمهم هنا ليس بقاء مرزوق وكيفيته كمناقشة,, ولكن عرض الهلال والاتحاد,.
انني أتساءل:
هل يمكن لأي ناد من انديتنا الآن وفي هذا الوقت بالذات,, خاصة من ناديين كالهلال والاتحاد حققا بطولة الموسم,, فنالا دعماً كبيرا من اعضاء الشرف لتحقيق هذه الأمجاد,, ان يدفعا مبلغا كهذا,,وفي هذا الوقت بالذات,, خاصة انهما مقبلان على موسم حافل ايضا بالمشاركات,, وفي حاجة ماسة لوقفة اعضاء الشرف ودعمهم,, مما يعني ان الوقت غير مناسب لإثقال كاهلهم بطلب مادي كهذا يمكن تأجيله لحينه,,!!
ثم ,, وهذا اكثر أهمية:
دعونا نتحدث بواقعية وبما يتناسب مع العقل والمنطق بغض النظر عن كون اللاعب المعني هو مرزوق العتيبي اوغيره,, حتى عبيد الدوسري (بالمناسبة) والمبالغ الموضوعة من قِبل نادي الوحدة كشرط لانتقاله,, مع احترامي وتقديري لإمكانات وقدرات هذين اللاعبين وغيرهما من انديتنا السعودية,.
أقول: دعونا نتحدث بواقعية,, حول الملايين المرصودة,,وفي ظل نظام الاحتراف لدينا,, وما إلى ذلك!!
إننا لوسلمنا بجدية العرض الاتحادي (عشرة ملايين باعتباره الأفضل),, وان نظام الاحتراف يحدد مدة العقد بألاّ تزيد على اربع سنوات، وما يمكن ان يضاف لقيمة العقد من رواتب وبدلات,, لوجدنا ان المبلغ الفعلي في هذه السنوات الاربع سيصل الى اثني عشر مليون ريال تقريباً أي بمعدل ثلاثة ملايين ريال سنويا.
ثم ماذا بعد هذه الملايين,,وبعد الاربع سنوات,؟!
سيجد النادي نفسه مضطرا لإطلاق سراح اللاعب مقابل مبلغ قد لايرضي طموحاتهم,, وقد يصاب اللاعب لا سمح الله، بعد انتقاله لصفوف هذا النادي فيخسر كل شيء في ظل عدم وجود نظام يكفل له حقه في مثل هذه الحالات.
ثم لاننسى انه لاعب دولي,, مما يعني ان استفادة ناديه منه قد تكون محدودة قياساً لهذه المبالغ,, بسبب ارتباطاته مع المنتخب خصوصا في الفترة القادمة,,!!
ناحية اخرى تخص مرزوق بالذات:
اذا كانت هذه الاندية التي قدمت هذه العروض الكبيرة علىقناعة بأنه لاعب موهبة,, وقادر على أن يعطي لسنوات قادمة أقلها اربع (مدة العقد الرسمي),, فلماذا لاتنتظر سنة واحدة فقط هي المدة المتبقية من عقده مع ناديه الشباب ويصبح حراً في تحديد مصيره؟! وأصعب الامور ان تكون المسطرة هي الفيصل ولن ترتقي في كل الاحوال الى ربع أو ثلث هذا المبلغ!!
كل هذه التساؤلات,, والتداعيات يمكن ان يضاف لها امر آخر غاية في الأهمية:
هذه الملايين الثمانية,, او العشرة,, او غيرها لوسلمنا بأنها متوفرة,, أو يمكن توفيرها,, ألا يمكن ان يستثمرها النادي بصورة افضل,.
على سبيل المثال شراء عقود اكثر من لاعب (ربما ثلاثة او اكثر) أجانب ,, وعلى مستوى عال من الكفاءة بحيث يفيد النادي,, ويفيد الكرة السعودية، ويمكن بيع عقده فيما بعد إما بفائدة,, او على الأقل بخسارة مقبولة قياساً بالمردود الايجابي من وجود هذا اللاعب، والاستفادة من هذا المبلغ في صفقات اخرى,, ثم تدوير هذا المبلغ,,وهكذا!!
أو:
استثمار هذا المبلغ بشراء عقود لاعبين سعوديين اربعة او خمسة,, ممن لديهم القدرة على العطاء سنوات عدة,,وقادرين على ملء مراكز الفريق,, سواء كدفعة واحدة اوعلى فترات مختلفة حسب الاحتياج,, وسواء من اللاعبين الدوليين اوغير الدوليين ممن يفيدون الفريق بصورة افضل!
وبعد:
فإن كل المعطيات والرؤى السابقة تشير على الأقل من وجهة نظري الشخصية إلى عدم جدية هذه العروض,, او بلغة اخرى عدم منطقيتها,,، يدعم ذلك ويؤكده عدم مرورها عبر القنوات الرسمية,, والطرق النظامية,, ولوسلمنا بأن كل مايعلن عبر الصحف او وسائل الإعلام هي عروض جدية,,وصحيحة,, لتغيرت خارطة الوضع الكروي لدينا بين عشية وضحاها,,!!ولوسلمنا,, بجدية هذه العروض,, وجرينا مع التيار,, فإن هذا يعني احتمالين لا ثالث لهما:
الاول:
إما انديتنا لاتفكر بصورة تتناسب مع المنطق,, وتتعامل مع الواقع المتاح,, وكيف تبني خططها المستقبلية,,وتستفيد من مواردها المالية بصورة صحيحة ومحسوبة.
الثاني:
أو ان بعض قراراتها تنطلق من ردود فعل آنية,,! تهدف لتحقيق انتصارات معنوية,, على المنافسين لتوازي,, او تتفوق على انتصاراتها الميدانية,,، للإعلان عن ذاتها وقدرتها على صناعة التفوق الشامل,, حتى في جذب النجوم وخطفهم!
ولست هنا بصدد اصدار حكم على الاحتمالين لكنني اقول:
انه إذا,, وأؤكد,, إذا,, سلمنا بجدية هذه العروض,, فإنني وبعيداً عن كل ذاتية,, أو ادعاء بالتفكير المنطقي والسليم ارجو العودة للأسطر السابقة فلعل فيها مايشير إلى استثمار هذه الملايين بصورة اكثر فائدة على المدى القصير,, أو حتى المدى البعيد ليس على الأندية ذاتها,, ولكن على الكرة السعودية بصورة عامة,, ولا اعتقد ان هذا التفكير يحتاج إلى نوع من العبقرية!! او شحذ الذهن,,!! ذلك ان ما يقره العقل,,ويقبله المنطق ويتماشى مع العقل,, يفرض نفسه دونما حاجة للتفكير في البحث عنه.
والله من وراء القصد.
|
