| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
يحرص المسؤولون في قطاعات التعليم على زيارة المؤسسات التعليمية التابعة لقطاعاتهم، وذلك بهدف الاطلاع على سير العملية التعليمية والتربوية والوقوف على الحقيقة ومتابعتها عن كثب، والمتتبع لهذه الزيارات يلحظ غالبا انها تكون حسب تخطيط مسبق بحيث تكون المدرسة التي ستتم زيارتها على علم تام بموعد الزيارة وهدفها، وفي نظري ان ذلك يُلغي الهدف الذي يسعى إليه الزائر ويقضي على كل الفوائد والمصالح والنتائج المنتظرة لهذه الزيارة بل وفي كثير من الأحيان يؤدي إلى نتائج عكسية وذلك ان مدير المدرسة او القطاع التعليمي الذي ستتم زيارته يستنفر كافة طاقاته ويجند كل من في مدرسته لإظهارها بالمظهر اللائق، فالفصول تنظف تنظيفاً تاماً بعد ان كانت الأوساخ والأوراق تتكدس فيها، واللوحات المكدسة تعلق في أفنية المدرسة، وتلبس المدرسة حُلّة قشيبة لم تتعودها، حتى ان الطلبة والمعلمين يتساءلون إذا شاهدوا هذه التغيرات المفاجئة، عن اسم الزائر وموعد الزيارة حيث ان دلائل قدومه ظهرت على سطح المدرسة، وفي الحقيقة ان مثل هذه الزيارات المبرمجة لا تحقق الهدف بل قد يترتب عليها آثار سيئة لعل من أبرزها:
1 ظهور المدرسة بصورة مختلفة تماما عن حقيقتها الأصلية وهذا غش وتدليس وتزوير.
2 ان إدارة المدرسة التي ستتم زيارتها تستنفر كافة طاقاتها للظهور بالمظهر الحسن ولذا تستنجد ببعض المعلمين والطلبة للقيام بهذه المهمة وهذا يكون عل حساب الحصص الدراسية الرسمية.
3 تربية الطلاب على التدليس وقلب الحقائق حيث انهم يشاهدون الصرح الأمثل في التربية والتعليم يؤدي هذه المهمة على أكمل وجه وهنا يتأثرون مباشرة بهذه الممارسات في حياتهم المستقبلية.
والحل الأمثل لذلك كله هو تطبيق مبدأ الزيارات الفجائية لأنها هي التي تعطي الزائر الصورة الحقيقية لواقع المدرسة كما انها لا تؤثر على تحصيل الطلبة ولا على أخلاقياتهم.
عزيزتي الجزيرة: كل مدير ومسؤول يحب دائما ان تظهر مدرسته بالمظهر اللائق ويحب ان يكون أهلاً للثقة التي طُرحت فيه ولكن يجب ان يكون ذلك بالعمل الجاد والمتواصل بعيداً عن التصنّع والتجمل المقيت أمام أعين الرقيب,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد بن محمد البدر الزلفي
|
|
|
|
|