أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,ربيع الاول 1421

محليــات

خادم الحرمين يفتتح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثانية لمجلس الشورى,,ويوجه كلمة ضافية
رسالة المملكة واضحة للعالم,,وإخلاصنا للعقيدة الإسلامية أمر مصيري لا يقبل المساومات
تطور البلاد استوجب علينا تشكيل لجنة اقترحت أنظمة جديدة تناسب مستجدات العصر ولا تعارض الثوابت في شريعتنا
العالم يشهد اليوم بسرعة وقوة النمو الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا والطمأنينة الإيمانية والثبات النفسي التي ينعم بها شعبنا
* جدة واس
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بعد ظهر أمس الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول 1421ه الموافق 5 يونيو 2000م في الديوان الملكي بقصر السلام أعمال السنة الرابعة من الدورة الثانية لمجلس الشورى.
وقد حضر المناسبة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الأشغال العامة والاسكان وصاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه بقاعة الحفل بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم.
ثم افتتح الملك المفدى الجلسة بتوجيه الكلمة الضافية التالية:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله.
أيها الاخوة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باسم الله وعلى بركة الله نفتتح أعمال مجلس الشورى في بداية سنته الرابعة من دورته الثانية ونسأل الله تعالى أن يبارك في جهودنا وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها الأمة انه سميع مجيب.
انني أشعر بالغبطة والسرور في كل مرة التقي بكم وانها لعادة حسنة سار عليها مؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز رحمه الله لاستذكار فضل الله سبحانه وتعالى ان هدانا لاختيار طريق الشورى دون تقليد أو محاكاة.
ان ممارسة بلادنا للشورى الاسلامية المنظمة قد أكملت خمسا وسبعين سنة منذ أن أصدر الملك عبدالعزيز رحمه الله أول نظام لمجلس الشورى عام 1346ه مدركا منذ الوهلة الأولى بفكره ونظره الثاقب أن القرار الصائب هو ما يبنى على المشورة من ذوي العلم والخبرة.
ولقد كان لمجلس الشورى منذ انشائه دور كبير في التنمية من جميع الأوجه حيث سن ذلك المجلس كثيرا من الأنظمة في المجالات المختلفة التي أسهمت في تسيير أمور البلاد بما يتناسب مع الوضع الداخلي ولا ينافي الشريعة الاسلامية.
وعندما تطورت البلاد وقطعت أشواطا كبيرة في التنمية وخاصة التنمية البشرية شكلنا لجنة من ذوي الخبرة والعلم قامت باقتراح أنظمة جديدة تناسب مستجدات العصر وفي الوقت ذاته لا تعارض الثوابت في شريعتنا ومن بين هذه الأنظمة نظام مجلس الشورى الذي أصدرناه في عام 1412ه مصاحبا للنظام الاساسي للحكم الذي صدر في العام ذاته مما يعد نقلة نوعية مهمة في ممارسة مبدأ الشورى الاسلامي جريا على خطى الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي حافظ على الشورى وتولاها بالرعاية والتطوير حتى وصلت الى ما وصلت اليه من النمو والأصالة وجعلتنا نفخر ونعتز بثمارها ونتمسك باستمرارها ومن هنا جاء أمرنا بتطوير مجلس الشورى وتوسيع المشاركة فيه وتنظيم اختصاصاته وأهدافه.
أيها الاخوة,.
اننا عندما نلتقي في هذه المناسبة فإننا نغتنمها لنوضح لكم الكثير من الأمور المتعلقة بشؤون بلادكم ومواطنيها العزيزين على قلوبنا جميعا وتلاحظون أن المحور الأساس لحديثنا اليكم هو ما يتعلق بمواطنينا لأن الهدف من كل ما نقوم به من جهود هو تحقيق مزيد من الرفاه لهم ومزيد من النمو والتطور والرقي لبلادنا التي علينا جميعا ان نبذل كل ما في وسعنا لتبقى في المكان اللائق بها دائما ، سواء في محيطها العربي والاسلامي أو على مستوى العالم أجمع ، مستفيدين في ذلك من موقعها الشامخ فوق خريطة حضارة الاسلام ومن مكانها السامق من تاريخه المجيد ومعولين كذلك على ما آتاها الله من ثروات طبيعية غنية تساعدها بحول الله وقوته على تحقيق طموحاتها وتطلعاتها كي تظل دائما تقوم بالدور المناط بها لما فيه الخير ولما يحقق المزيد من فرص السلام والطمأنينة للجميع.
ومن هذا المنطلق فقد ظلت رسالة بلادكم واضحة في هذا العالم فنحن أمناء على عقيدتنا الاسلامية التي تنزلت الينا من رب العباد فوق هذا التراب الطيب الطاهر ، بل ان اخلاصنا لهذه العقيدة ظل بالنسبة الينا أمرا مصيريا لا نقبل حوله المساومات ولا نرضى بأن نقدم فيما يتعلق به أي تنازلات ,إنه منهجنا الراسخ في تفكيرنا وتربيتنا وتنظيم شؤوننا وانه نبراسنا الذي نهتدي به في تحديد مستويات علاقاتنا فنقبل على كل ما يمكن ان يؤدي الى تطوير حاضرنا وكل ما يهيىء فرصا أكثر للرقي بمستقبلنا مما في هذا العالم من طروحات ومشروعات ، ولكن على شرط ألا يتناقض أو يتعارض أي شيء من ذلك مع ثوابت عقيدتنا أو مع القيم من مبادئنا وتقاليدنا, ولعل التجربة الخيرة التي تمارسونها في هذا المجلس مجلس الشورى خير دليل على ثراء اسلامنا بما يقدمه من مشروعات من شأنها أن تحقق الغاية ولا سيما من حيث الانسجام مع ما تتطلع اليه الشعوب في الماضي والحاضر فيما يخص المشاركة في صناعة القرار أو اسداء المشورة لولي الأمر ، فكل أمر يتعلق بأمور حياتنا نجد له الاجابة الشافية في ديننا والعالم كله يعرف عنا هذه الحقيقة ولا يمكن بناء عليه أن نعير بالا لتلك الأصوات الشاذة التي تتجاهل هذا لاغراض ندركها ,, وأعود لاطمئنكم حول الصدى الطيب الذي تجده لدى المنصفين في هذا العالم تجربتنا الحضارية سواء في مضامينها الفكرية أو في منجزاتها المادية والتنموية.
فالعالم كله يشهد اليوم بسرعة وقوة النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي أحرزته بلادنا وهو يشهد كذلك بالمستوى الجيد للثبات النفسي والطمأنينة الايمانية التي ينعم بها شعبنا لأنه شعب مؤمن بالله ,, فاذا ما تحقق التوازن المطلوب في هذين الأمرين فان من نتائجه الملموسة الاستقرار الذي تتطلع اليه الشعوب في أي مكان ، هذا الاستقرار الذي يمثل شرطا أساسيا من شروط التفوق أو من شروط الانجازات الواثقة القوية المثمرة ,, ونحن نسمع ونشاهد أن هناك شعوبا كثيرة قد حرمت مع الأسف من هذه النعمة لما يتنازعها من الأفكار والأهواء التي لا تجد لها أي جذور في وعي الناس أو في وجدانهم او في تكويناتهم التاريخية والثقافية.
أيها الاخوة,.
لقد بدأت حديثي اليكم اليوم على هذا النحو ليس لأنكم وأنتم الأبناء المخلصون لا تدركون منهاج هذه البلاد في التفكير أوالسلوك فأنتم خير من يعرف ذلك ويدركه ولكنني أردت أن ألفت النظر الى ما يدور حولنا من استدراجات وغوايات تحسب أنها بما تقوله أو تردده من افتراءات واختلاقات تستطيع أن تمارس علينا نوعا من الضغوط التي يمكنها في النهاية أن تحرفنا عن الطريق الذي اختاره لنا رب العزة والجلال وهي تلوح مثلا بموضوع حقوق الانسان دون أن يكون لها اطلاع على حقيقة ما يجري في بلادنا ودون أن يكون لها معرفة موضوعية بما تطرحه شريعتنا في هذا الخصوص من مبادىء سامية نحن نعتقد أنه لا يضاهيها ولا يجاريها في هذا المضمار أو غيره أي مبادىء أخرى.
ويكفي أن تلك المبادىء تستمد أسسها من الوحي الالهي الكريم ومن سنة المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى بل اننا لنجزم أن ما جاءت به الرسالة العظيمة يجعلنا نحن من جهتنا نقف أحيانا موقف اللوم والتعجب لما يجري للانسان ولحقوقه في مجتمعات أخرى تنتمي لحضارات غير حضارتنا سواء فيما يتعلق بأوضاع المرأة وما تتعرض له من ابتذالات فرضتها فلسفة الاستهلاك وواقعه ، أو فيما يتعرض له الأطفال في أسواق العمل وسطوة المادة المتحكمة في كل شيء .
ان تلك المجتمعات تزعم أنها الأجدر بالدفاع عن حقوق الانسان فوق هذا الكوكب ولكن ذلك لا يعني أن كل ما يدور فيها يرضي بالضرورة كل سكان المعمورة وهذه هي سنة الحياة في تعدد المفاهيم وتنوعها.
وفي هذا السياق تعلمون ويعلم كل مسلم أن حقوق الانسان قد حماها الاسلام منذ أربعة عشر قرنا بموجب نصوص إلهية آمرة ملزمة لكل مسلم ومن ينتهكها يعرض نفسه للعقوبة الدنيوية والأخروية .
وعندما أصدرنا النظام الأساسي للحكم نصت مادته السادسة والعشرون على أن الدولة تحمي حقوق الانسان طبقا لأحكام الشريعة الاسلامية ومع ثقتنا وقناعتنا بسلامة مسار بلادنا وصحة منهجها نؤكد للعالم أجمع والمنصفين بخاصة أن ليس لدينا ما نخجل منه أو نخفيه وأن أبوابنا مفتوحة وقلوبنا نظيفة ومناهجنا راسخة وأن قضاءنا أولا وأخيرا منصف لا يتغير وأن الحكم الرباني الأعدل والأسمى فوق كل القوانين.
اننا نقدر كل الجهود التي تبذل لتحقيق الطمأنينة والرفاه لشعوب الأرض ونقدر الاجتهادات المتوالية والمتسارعة في هذا الشأن ولكننا نحذر أشد التحذير من مغبة المحاولات لاكراه المجتمعات على التخلي عن معتقداتها وثقافاتها الخاصة ولاسيما اذا كان من بين تلك المعتقدات المعتقد الاسلامي الذي يطرح هو من جانبه تصوره الخاص لشروط الطمأنينة والرفاهية للشعوب.
نحن مع تفاهم الثقافات ولكننا في الوقت ذحاته ضد التسلط أو هيمنة ثقافة معينة على غيرها.
أيها الاخوة,.
ان بلادكم ليست في غفلة عما يدور في هذا العالم من تحديات وتطورات فهي تعتبر نفسها جزءا من هذا المجتمع الدولي ونحن وان اختلفنا مع غيرنا حول بعض الطروحات والتصورات الا اننا نؤيد كل الخطوات المؤدية الى تطور المجتمعات ورفاهيتها ولهذا فنحن نرقب باهتمام كبير كل ما يجري في هذا العالم من مشروعات او اجراءات فرضتها الظروف الجديدة لعلاقات البشر فوق هذا الكوكب ولا سيما بعد ان ترابط واتصل ببعضه بفعل التطورات المتقدمة في وسائل الاتصال مما فرض انماطا جديدة في التعاون والتبادل وفي الذهن مثلا التطورات السريعة التي تشهدها الساحة الاقتصادية الدولية على وجه الخصوص التي من ابرز معالمها تحرير تدفقات التجارة والاستثمارات والانتقال السهل السريع لرؤوس الاموال وذلك كله يحدث بفعل التوجه الحثيث لازالة الحواجز بين الاسواق وتيسير حركة عناصر الانتاج عبر الحدود.
ان هذا الواقع الجديد جعلنا نحس في هذه البلاد بان من الاهمية بمكان الحث على تعاون المجتمع البشري وبخاصة الدول الصناعية منه بحيث تعمل بكل ما في وسعها للتسامح في مسألة نقل التقنية الى الدول النامية لتقليل الفوارق التنموية الهائلة بينها وبين الدول الفقيرة فتلك الفوارق هي التي ستكون السبب في الاثار السلبية الصعبة التي ستقع على المجتمعات قليلة الحيلة ولا يكفي تعاون الدول الصناعية او المتقدمة للتخفيف من حدة الازمة المرتقبة بل لابد من تكثيف الجهود في الدول النامية نفسها لتهيئة الارضيات المناسبة لقيام اقتصادات ذات فاعلية وحيوية وسياسات مالية واستثمارية مدروسة وقوية تضمن تحقيق التقدم ولتحقيق مثل هذه الامور لابد ان تعمل الدول النامية ايضا على استقطاب التقنيات الحديثة اللازمة ثم تسعى الى توطينها وتطويرها بما يتلاءم مع ظروفها وامكاناتها.
وفي هذا الاتجاه لعلكم سمعتم وتابعتم ما وجهنا به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من ضرورة الاعداد لعقد مؤتمر دولي حول نقل التقنية مع التركيز على المجالات الاقتصادية والتقنية والعلمية وتعلمون اننا ماضون بحول الله نحو الانضمام الى منظمة التجارة الدولية مما يكفل لبلادنا ان شاء الله فرصا اقتصادية وتنموية واعدة.
وتعلمون كذلك في هذا الصدد بصدور نظام الاستثمار الاجنبي فقد ناقشتموه انتم في هذا المجلس بعد اعداده من قبل المجلس الاقتصادي الاعلى برئاسة اخي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وهو النظام الذي لقي ما يستحقه من ترحيب واشادة في كل الاوساط الاقتصادية والاستثمارية في العالم فكان ذلك مشجعا للعديد من الشركات والمؤسسات الاستثمارية للشروع في الحوار معنا حول مستقبلها الاستثماري في بلادنا الغنية ولله الحمد بثرواتها وموقعها الاستراتيجي.
ان من شأن هذا الواقع الجديد للاستثمار الاجنبي في بلادنا ان يسهم في النقلة النوعية التي سيشهدها بإذن الله اقتصادنا المحلي وهذا الواقع الاستثماري الجديد يكفل لرأس المال الاجنبي بالمقابل تحقيق مستوى عال من الربح وضمانات قانونية تحقق له الامان المطلوب من المخاطر غير التجارية كما يحقق له ميزات ادارية تكفل سرعة البت في كثير من الاجراءات ويجري الآن الاعداد لمؤتمر اقتصادي يناقش بيئة الاستثمار وفرصه في بلادنا وسيجمع المؤتمر مجموعة عالية المستوى من رجالات السياسة والاعمال وصناع القرارات والانظمة والصناعيين والقانونيين والمصرفيين من القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة ولدى شركائها.
ان هذا الانجاز الجيد للمجلس الاقتصادي الاعلى هو جزء من منظومة من الاجراءات التي تعمل الدولة على تحقيقها من اجل تنويع الاقتصاد السعودي ودعمه ويدخل في هذا الباب كما تعلمون الخطوات الموفقة التي انجزها المجلس الاعلى لشؤون البترول والمعادن ولا سيما فيما يتعلق بدعوة الشركات البترولية العالمية للاستثمار في المملكة.
فقد تلقت المملكة اثر الدعوة التي وجهتها للاستثمار في مجال البترول عروضا متعددة للاستثمار من نحو ثماني عشرة شركة عالمية مؤهلة من بينها اكبر عشر شركات بترول في العالم ويقدر ان يستثمر في الاقتصاد السعودي خلال السنوات العشر القادمة بلايين الدولارات مما يغير بشكل جوهري وايجابي من وجهة الاقتصاد السعودي من حيث معدلات التنمية.
وهذا سيكون له من ناحية عمومية تأثيره الواضح على رفع المستوى المعيشي للمواطن السعودي اما من الناحية الخاصة فان هذا سيؤدي الى ايجاد فرص وظيفية كثيرة للشباب وهي وظائف فنية متخصصة ووظائف اخرى عادية لا تتطلب خبرة محددة.
وهذا يعني ان الوظائف التي سيخلقها هذا المناخ الاستثماري لن تكون مقصورة على شريحة معينة من المجتمع بل ستستفيد منها كافة الفئات والشرائح على مختلف مستوياتها.
كما انه من المعلوم ان المستثمر الاجنبي سيعتمد على المنتجات والخدمات والصناعات المحلية وسيكون للسعوديين دورهم في هذه المشاريع مثل تنفيذ الاعمال الجانبية واعمال الخدمات والصيانة والنقل وهذه بحد ذاتها استثمارات كبيرة ومشجعة.
وقد اكد المفاوض السعودي الدور الاساسي الذي لابد ان يلعبه المستثمر السعودي في هذا المجال وقد ابلغت الشركات الاجنبية بأن هذا الامر سيكون احد المعايير التي ستقوم على اساسها عروض الشركات كما تم التأكيد على تلك الشركات بضرورة الاهتمام بالبيئة.
أيها الإخوة,.
ان استجابة تلك الشركات العالمية واستعدادها للالتزام باستثمارات تتطلب انفاقا ماليا هائلا في بلادنا يدل ولله الحمد على الثقة في الاستقرار الذي ننعم به ويدل ايضا على صحة مناخنا الاستثماري الجيد وعلى شفافيته وجاذبيته.
اننا مطمئنون ان شاء الله الى استقرار البترول على هذا النحو الذي اضحى اليوم مرضيا ومنصفا للمنتجين والمستهلكين ونحن ايضا واثقون من تعاون شركائنا في الاوبيك وحرصهم على ما يحقق المصلحة للجميع وذلك من خلال الالتزام بقرارات المنظمة وما تتفق حياله الدول الاعضاء ولكن هذا لا يعني ان نتهاون في سعينا لتنويع قاعدة الاقتصاد السعودي تحسبا لما يمكن ان يطرأ من متغيرات عاجلة او آجلة وتناغما مع متطلبات التنمية المتصاعدة واستجابة لتطلعات مواطنينا نحو مزيد من الرخاء والرفاه.
وهنا لابد من التأكيد على دور رجال الاعمال السعوديين الحيوي في اثراء وتفعيل الحركة الاقتصادية وعلى مشاركتهم الفعالة في دفع عجلة التنمية فهناك تعاون وتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص ولا سيما في قطاعات مشروعات البنية الاساسية والعامة ومن ذلك التعاون في مشروعات توليد الكهرباء وقطاع الاتصالات وبعض المرافق التعليمية والصحية والترفيهية والموانئ.
ولقد اثمر ولله الحمد هذا التعاون واثبت القطاع الخاص عندنا انه على مستوى المسؤولية التي انيطت به وعلى مستوى التطلعات التي عقدت عليه ونحن نتابع بكثير من الاهتمام تطور هذا القطاع ونذكر هنا اننا لاحظنا ان من المؤشرات الايجابية استمرار نموه الايجابي حيث شهد نموا في ناتجه الاجمالي بلغت نسبته 4,8 في المائة بالاسعار الجارية و2 في المائة بالاسعار الثابتة عام 1419/1420ه مقارنة بما كان عليه في العام الذي سبقه كما بلغت مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الاجمالي للعام المذكور 38 في المائة بالاسعار الجارية و48 في المائة بالاسعار الثابتة.
ونحن متفائلون باستمرار هذه المؤشرات الايجابية ويدعم ذلك ما تقرر من تنظيمات واصلاحات تهدف الى تعزيز قدرة اقتصادنا الوطني على مواجهة التحديات المنافسة.
أيها الإخوة,.
لقد روعي في إعداد الميزانية لهذا العام توفير الوسائل الضرورية لنمو الاقتصاد وتعزيز مكانته مع الاستمرار في الخطوات الهادفة إلى تحقيق التوازن المالي وترشيد الانفاق وقد واصلت سياسة الدولة المحافظة على استقرار الأسعار المحلية وسعر صرف الريال اللذين يعتبران حجر الأساس للنمو الاقتصادي المتوازن كما واصلت البنوك المحلية تدعيم قدراتها المالية مما جعلها من البنوك ذات السمعة المالية المحترمة التي تعزز الثقة في متانة الاقتصاد المحلي السعودي.
وأنه لاكتمال حلقات مشروعنا التنموي الكبير من كل جوانبه يتوجب على مراكز البحوث والجامعات السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمعاهد والمراكز العلمية المتخصصة أن تبذل أقصى جهودها لتأهيل وإعداد الكوادر السعودية كي تكون قادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة المتطورة مما يساعد على توطين التقنية ومما يسهم في زيادة الانتاج ورفع مستوى الاداء بشكل عام.
أيها الإخوة,.
لقد تم في العام الماضي صدور نظام الضمان الصحي التعاوني وأنتم تعلمون ما لذلك النظام من تأثير إيجابي كبير على الاداء الصحي وعلى اقتصادياته كما تم في العام نفسه إجراء الدراسات اللازمة لقيام شركة مساهمة سعودية للخدمات في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين الغرض منها القيام بأعمال التشغيل والصيانة والإدارة وأعمال التوسعة وأعمال الإنشاءات لمرافق التجهيزات الأساسية وستتم الموافقة عليها قريبا إن شاء الله كما جرى في العام نفسه كذلك تأسيس الشركة السعودية للكهرباء ,
أما في هذا العام فقد صدر نظام الهيئة العليا للسياحة وتمت الموافقة على عدد من الضوابط التي يمكن بموجبها اصدار تأشيرات زيارة للمملكة لغرض السياحة وستوضع لهذا الغرض خطة متكاملة تتضمن البرامج السياحية وقد عينا مؤخرا الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ,وكل ذلك لما تأكد للدولة من وجود المزيد من الفرص الاستثمارية المهمة التي يمكن ان تتحقق عن طريق هذا النوع من الصناعة الذي يجد الاهتمام من كل دول العالم.
إن هذه الانجازات التي ذكرتها لكم آنفا يجمعها في واقع الأمر فكرة واحدة وهي أنها حلقات أخرى اضافية في منظومتنا الاقتصادية والتنموية بشكل عام وهي في بعض غاياتها تنسجم مع التوجه الجديد المثمر لمنح القطاع الخاص مزيدا من الفرص للمساهمة في تنمية بلاده وإدارة بعض المشاريع التنموية فيها بما يحقق مزيدا من الفاعلية وتحسين مستوى الأداء.
أيها الإخوة,.
هكذا تلاحظون أن الدولة قد حققت الكثير من الانجازات المفيدة ولله الحمد وذلك خلال فترة زمنية قصيرة وهي الفترة التي تقع بين لقائي بكم في العام الماضي ولقائي بكم اليوم وهذا ما يؤكد الخطى الحثيثة التي انتهجناها لتقديم مزيد من الخدمات المتوجبة علينا لبلادنا ومواطنينا ولضيوفنا الذين يقيمون معنا على أرضنا ومن الاشقاء والاصدقاء الذين يسهمون معنا بجهودهم في دفع عجلة التنمية وتسريعها وهي فرصة مواتية الآن لنرفع أكف الضراعة إلى الله حمداً له على ما وفقنا إليه من خدمة لشعبنا ولضيوف بلادنا سواء منهم المقيمون معنا أو من يأتون كل عام لبيت الله الحرام حجاجا ومعتمرين.
وبهذه المناسبة أقول لكم ان جميع التقارير التي وصلتنا من الوزراء والمسؤولين المعنيين بالقيام على راحة الحجاج كانت بفضل الله وتوفيقه تؤكد نجاح حج العام المنصرم وتعكس مدى الراحة والطمأنينة التي لقيها الحجاج أثناء أداء مناسكهم وأثناء اقامتهم بيننا والاستعدادات الكبيرة التي حشدت من مختلف الجهات الحكومية لهذا الغرض.
أيها الإخوة,.
وإن مما يشغل بال الحكومة على الدوام الاستمرار في تحسين شبكة الطرق والنقل والاتصال فهي الوسائل الفاعلة في ضمان ترابط المناطق النائية وفئات المجتمع وتنمية القرى والهجر كافة لكي تحظى بقسطها في التنمية والتوطين والاستقرار والانتعاش ولتنعم أنحاء البلاد كافة من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي ومن الشمال إلى الجنوب بالفرص التنموية المتساوية.
كما نشدد على أهمية الماء وترشيد استخدامه وكما تعلمون فان بعض البلدان المعروفة بالانهار والأمطار الغزيرة قد اصبحت تعاني من نقص المياه فصار لزاما علينا أن نراجع أوجه الاستهلاك الزراعي والصناعي والمنزلي وأن نعي حقيقة قيمة المياه وأن موارده مكلفة وصعبة وناضبة وينبغي على كل أجهزة الدعوة والإعلام والتربية أن تنبه على واقعه وعواقبه وأن تهتم بمواصلة الدعوة إلى الاقتصاد في استهلاكه وترشيده بمختلف الطرق.
أيها الإخوة,.
إن واجبنا تجاه العالم الإسلامي لا يقف عند حدود تقديم الخدمات والتسهيلات للمسلمين الوافدين إلى بلادنا بل انه يتعدى ذلك إلى الاهتمام الشديد بكل قضايا المسلمين وانشغالاتهم وبكل التحديات التي تواجههم فمواقف المملكة معروفة ومشهودة من قضايا المسلمين في كل مكان وقد عبرنا دائما عن تلك المواقف بما تستحقه من القوة والصرامة لقد استنكرنا دائما ما يلاقيه شعب كوسوفا من اضطهادات مستمرة ولقد شجبنا الاعتداءات السافرة التي كان يواجهها المسلمون في الشيشان وما يتعرضون له من مآسٍ شنيعة وقد قدمت الدولة كما قدم مواطنونا في هذا البلد الطيب كل ما يستطيعون من مساعدات إنسانية من شأنها أن تخفف من معاناة اخوانهم في تلك الاقطار,
ولم تكن هموم عالمنا العربي باقل أهمية عندنا بل انها تأخذ منا الاهتمام الأكبر الذي تستحقه وأؤكد للجميع أن الزيارات التي قام بها عدد من الزعماء العرب إلى بلادنا والزيارات التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام إلى البلدان العربية أو إلى بعض القوى الدولية المؤثرة كان موضوعها الأساس هو هموم عالمنا العربي وما يتعرض له من تحديات واساءات وانتهاكات ولا سيما من قبل إسرائيل التي ما فتئت تعمل كل ما في وسعها على تعطيل عملية السلام وعرقلتها لتظل هذه المنطقة مقيمة فوق فوهة بركان متوقد من العداوات والخصومات والتوترات المهددة بكل أنواع الخطر.
ولقد كانت رسالتنا في هذا الأمر شديدة الوضوح وهي أن إسرائيل بمماطلاتها وتسويفاتها وافتعالاتها هي المسؤولة الوحيدة عن كل ما يحاك لمنطقتنا من مخاطر فعلى إسرائيل ومن بعدها الدول التي تمتلك فرص الضغط عليها أن تعيد العربة إلى الجادة الصواب فتعمل بالفعل على الانصياع للمساعي المبذولة من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم المبني على الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى مرجعية مؤتمر مدريد وما تلاه من لقاءات ومفاوضات واتفاقات.
اننا نؤكد هنا وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الجمهورية العربية السورية لاستعادة كامل حقوقها وفي طليعتها الانسحاب من الجولان العربية السورية المحتلة وفي الوقت نفسه نهنئ الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وهذا الانجاز ما كان ليتحقق لولا جهود المقاومة اللبنانية الباسلة.
أيها الإخوة,.
إن علاقاتنا مع جيراننا في الخليج وشركائنا في مجلس التعاون تزداد ولله الحمد قوة ومتانة وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ادراك من القادة الخليجيين والمؤسسات الخليجية المختلفة لأهمية التفاهم والتعاون والتشاور والتنسيق بين دول هذا الجزء من العالم لما له من حساسية استراتيجية واقتصادية ولما يجمع بين شعوبه من أهداف قومية ومصالح وطنية مشتركة ظاهرة ولقد كانت تجربة مجلس التعاون وما تم انجازه تحت مظلته من اتفاقيات ومشروعات خير دليل على ما يسود أجواءنا ولله الحمد من رغبة حقيقية في التفاهم والتعاون من جهة أما من الجهة الأخرى فان الذي تحقق حتى الآن من خلال هذا المجلس يؤكد نجاح التجربة من حيث هي مشروع يهدف إلى خلق مزيد من التآلف والتآخي بين دول المنطقة مما يضاعف من فرص التقدم والتوحد بين أبناء شعوبنا لمواجهة التحديات من ناحية ولمواكبة التطورات المتسارعة في هذا العالم من ناحية أخرى.
ولا يسعني هنا إلا أن أنوه بالخطوة المهمة التي تمت في العام الماضي بشأن التوقيع على الخرائط لترسيم الحدود البرية بيننا وبين أشقائنا في دولة قطر وتعيين خط الحدود في دوحة سلوى وأشيد هنا بتضافر جهود البلدين وعملهما الجاد المنظم لتحقيق ما تم تحقيقه.
مواطنينا نحو مزيد من الرخاء والرفاه.
وهنا لابد من التأكيد على دور رجال الاعمال السعوديين الحيوي في اثراء وتفعيل الحركة الاقتصادية وعلى مشاركتهم الفعالة في دفع عجلة التنمية فهناك تعاون وتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص ولا سيما في قطاعات مشروعات البنية الاساسية والعامة ومن ذلك التعاون في مشروعات توليد الكهرباء وقطاع الاتصالات وبعض المرافق التعليمية والصحية والترفيهية والموانئ.
ولقد اثمر ولله الحمد هذا التعاون واثبت القطاع الخاص عندنا انه على مستوى المسؤولية التي انيطت به وعلى مستوى التطلعات التي عقدت عليه ونحن نتابع بكثير من الاهتمام تطور هذا القطاع ونذكر هنا اننا لاحظنا ان من المؤشرات الايجابية استمرار نموه الايجابي حيث شهد نموا في ناتجه الاجمالي بلغت نسبته 4,8 في المائة بالاسعار الجارية و2 في المائة بالاسعار الثابتة عام 1419/1420ه مقارنة بما كان عليه في العام الذي سبقه كما بلغت مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الاجمالي للعام المذكور 38 في المائة بالاسعار الجارية و48 في المائة بالاسعار الثابتة.
ونحن متفائلون باستمرار هذه المؤشرات الايجابية ويدعم ذلك ما تقرر من تنظيمات واصلاحات تهدف الى تعزيز قدرة اقتصادنا الوطني على مواجهة التحديات المنافسة.
أيها الإخوة,.
لقد روعي في إعداد الميزانية لهذا العام توفير الوسائل الضرورية لنمو الاقتصاد وتعزيز مكانته مع الاستمرار في الخطوات الهادفة إلى تحقيق التوازن المالي وترشيد الانفاق وقد واصلت سياسة الدولة المحافظة على استقرار الأسعار المحلية وسعر صرف الريال اللذين يعتبران حجر الأساس للنمو الاقتصادي المتوازن كما واصلت البنوك المحلية تدعيم قدراتها المالية مما جعلها من البنوك ذات السمعة المالية المحترمة التي تعزز الثقة في متانة الاقتصاد المحلي السعودي.
وأنه لاكتمال حلقات مشروعنا التنموي الكبير من كل جوانبه يتوجب على مراكز البحوث والجامعات السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمعاهد والمراكز العلمية المتخصصة أن تبذل أقصى جهودها لتأهيل وإعداد الكوادر السعودية كي تكون قادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة المتطورة مما يساعد على توطين التقنية ومما يسهم في زيادة الانتاج ورفع مستوى الاداء بشكل عام.
أيها الإخوة,.
لقد تم في العام الماضي صدور نظام الضمان الصحي التعاوني وأنتم تعلمون ما لذلك النظام من تأثير إيجابي كبير على الاداء الصحي وعلى اقتصادياته كما تم في العام نفسه إجراء الدراسات اللازمة لقيام شركة مساهمة سعودية للخدمات في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين الغرض منها القيام بأعمال التشغيل والصيانة والإدارة وأعمال التوسعة وأعمال الإنشاءات لمرافق التجهيزات الأساسية وستتم الموافقة عليها قريبا إن شاء الله كما جرى في العام نفسه كذلك تأسيس الشركة السعودية للكهرباء ,
أما في هذا العام فقد صدر نظام الهيئة العليا للسياحة وتمت الموافقة على عدد من الضوابط التي يمكن بموجبها اصدار تأشيرات زيارة للمملكة لغرض السياحة وستوضع لهذا الغرض خطة متكاملة تتضمن البرامج السياحية وقد عينا مؤخرا الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ,وكل ذلك لما تأكد للدولة من وجود المزيد من الفرص الاستثمارية المهمة التي يمكن ان تتحقق عن طريق هذا النوع من الصناعة الذي يجد الاهتمام من كل دول العالم.
إن هذه الانجازات التي ذكرتها لكم آنفا يجمعها في واقع الأمر فكرة واحدة وهي أنها حلقات أخرى اضافية في منظومتنا الاقتصادية والتنموية بشكل عام وهي في بعض غاياتها تنسجم مع التوجه الجديد المثمر لمنح القطاع الخاص مزيدا من الفرص للمساهمة في تنمية بلاده وإدارة بعض المشاريع التنموية فيها بما يحقق مزيدا من الفاعلية وتحسين مستوى الأداء.
أيها الإخوة,.
هكذا تلاحظون أن الدولة قد حققت الكثير من الانجازات المفيدة ولله الحمد وذلك خلال فترة زمنية قصيرة وهي الفترة التي تقع بين لقائي بكم في العام الماضي ولقائي بكم اليوم وهذا ما يؤكد الخطى الحثيثة التي انتهجناها لتقديم مزيد من الخدمات المتوجبة علينا لبلادنا ومواطنينا ولضيوفنا الذين يقيمون معنا على أرضنا ومن الاشقاء والاصدقاء الذين يسهمون معنا بجهودهم في دفع عجلة التنمية وتسريعها وهي فرصة مواتية الآن لنرفع أكف الضراعة إلى الله حمداً له على ما وفقنا إليه من خدمة لشعبنا ولضيوف بلادنا سواء منهم المقيمون معنا أو من يأتون كل عام لبيت الله الحرام حجاجا ومعتمرين.
وبهذه المناسبة أقول لكم ان جميع التقارير التي وصلتنا من الوزراء والمسؤولين المعنيين بالقيام على راحة الحجاج كانت بفضل الله وتوفيقه تؤكد نجاح حج العام المنصرم وتعكس مدى الراحة والطمأنينة التي لقيها الحجاج أثناء أداء مناسكهم وأثناء اقامتهم بيننا والاستعدادات الكبيرة التي حشدت من مختلف الجهات الحكومية لهذا الغرض.
أيها الإخوة,.
وإن مما يشغل بال الحكومة على الدوام الاستمرار في تحسين شبكة الطرق والنقل والاتصال فهي الوسائل الفاعلة في ضمان ترابط المناطق النائية وفئات المجتمع وتنمية القرى والهجر كافة لكي تحظى بقسطها في التنمية والتوطين والاستقرار والانتعاش ولتنعم أنحاء البلاد كافة من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي ومن الشمال إلى الجنوب بالفرص التنموية المتساوية.
كما نشدد على أهمية الماء وترشيد استخدامه وكما تعلمون فان بعض البلدان المعروفة بالانهار والأمطار الغزيرة قد اصبحت تعاني من نقص المياه فصار لزاما علينا أن نراجع أوجه الاستهلاك الزراعي والصناعي والمنزلي وأن نعي حقيقة قيمة المياه وأن موارده مكلفة وصعبة وناضبة وينبغي على كل أجهزة الدعوة والإعلام والتربية أن تنبه على واقعه وعواقبه وأن تهتم بمواصلة الدعوة إلى الاقتصاد في استهلاكه وترشيده بمختلف الطرق.
أيها الإخوة,.
إن واجبنا تجاه العالم الإسلامي لا يقف عند حدود تقديم الخدمات والتسهيلات للمسلمين الوافدين إلى بلادنا بل انه يتعدى ذلك إلى الاهتمام الشديد بكل قضايا المسلمين وانشغالاتهم وبكل التحديات التي تواجههم فمواقف المملكة معروفة ومشهودة من قضايا المسلمين في كل مكان وقد عبرنا دائما عن تلك المواقف بما تستحقه من القوة والصرامة لقد استنكرنا دائما ما يلاقيه شعب كوسوفا من اضطهادات مستمرة ولقد شجبنا الاعتداءات السافرة التي كان يواجهها المسلمون في الشيشان وما يتعرضون له من مآسٍ شنيعة وقد قدمت الدولة كما قدم مواطنونا في هذا البلد الطيب كل ما يستطيعون من مساعدات إنسانية من شأنها أن تخفف من معاناة اخوانهم في تلك الاقطار,
ولم تكن هموم عالمنا العربي باقل أهمية عندنا بل انها تأخذ منا الاهتمام الأكبر الذي تستحقه وأؤكد للجميع أن الزيارات التي قام بها عدد من الزعماء العرب إلى بلادنا والزيارات التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام إلى البلدان العربية أو إلى بعض القوى الدولية المؤثرة كان موضوعها الأساس هو هموم عالمنا العربي وما يتعرض له من تحديات واساءات وانتهاكات ولا سيما من قبل إسرائيل التي ما فتئت تعمل كل ما في وسعها على تعطيل عملية السلام وعرقلتها لتظل هذه المنطقة مقيمة فوق فوهة بركان متوقد من العداوات والخصومات والتوترات المهددة بكل أنواع الخطر.
ولقد كانت رسالتنا في هذا الأمر شديدة الوضوح وهي أن إسرائيل بمماطلاتها وتسويفاتها وافتعالاتها هي المسؤولة الوحيدة عن كل ما يحاك لمنطقتنا من مخاطر فعلى إسرائيل ومن بعدها الدول التي تمتلك فرص الضغط عليها أن تعيد العربة إلى الجادة الصواب فتعمل بالفعل على الانصياع للمساعي المبذولة من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم المبني على الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى مرجعية مؤتمر مدريد وما تلاه من لقاءات ومفاوضات واتفاقات.
اننا نؤكد هنا وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الجمهورية العربية السورية لاستعادة كامل حقوقها وفي طليعتها الانسحاب من الجولان العربية السورية المحتلة وفي الوقت نفسه نهنئ الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وهذا الانجاز ما كان ليتحقق لولا جهود المقاومة اللبنانية الباسلة.
أيها الإخوة,.
إن علاقاتنا مع جيراننا في الخليج وشركائنا في مجلس التعاون تزداد ولله الحمد قوة ومتانة وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ادراك من القادة الخليجيين والمؤسسات الخليجية المختلفة لأهمية التفاهم والتعاون والتشاور والتنسيق بين دول هذا الجزء من العالم لما له من حساسية استراتيجية واقتصادية ولما يجمع بين شعوبه من أهداف قومية ومصالح وطنية مشتركة ظاهرة ولقد كانت تجربة مجلس التعاون وما تم انجازه تحت مظلته من اتفاقيات ومشروعات خير دليل على ما يسود أجواءنا ولله الحمد من رغبة حقيقية في التفاهم والتعاون من جهة أما من الجهة الأخرى فان الذي تحقق حتى الآن من خلال هذا المجلس يؤكد نجاح التجربة من حيث هي مشروع يهدف إلى خلق مزيد من التآلف والتآخي بين دول المنطقة مما يضاعف من فرص التقدم والتوحد بين أبناء شعوبنا لمواجهة التحديات من ناحية ولمواكبة التطورات المتسارعة في هذا العالم من ناحية أخرى.
ولا يسعني هنا إلا أن أنوه بالخطوة المهمة التي تمت في العام الماضي بشأن التوقيع على الخرائط لترسيم الحدود البرية بيننا وبين أشقائنا في دولة قطر وتعيين خط الحدود في دوحة سلوى وأشيد هنا بتضافر جهود البلدين وعملهما الجاد المنظم لتحقيق ما تم تحقيقه.
ان المملكة العربية السعودية تنطلق في سياساتها الخارجية وفي علاقاتها مع اشقائها واصدقائها من ثوابتها السياسية المعروفة فهي تحرص دوما على تفعيل تلك العلاقات وعلى تنشيطها فيما يعزز الامن والسلم لهذا العالم وفيما يحقق المصلحة المؤكدة لمجتمعاته لما يخدم العدل والسلام في ربوع المعمورة وبخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا ولكل ما يحقق الامن والاستقرار في العالم من خلال جهود الامم المتحدة ومنظماتها.
كما تؤيد المملكة وتساند جهود الجامعة العربية في توحيد الصف العربي ومسيرة منظمة المؤتمر الاسلامي في جمع شمل الامة الاسلامية.
أيها الاخوة,.
أغتنم فرصة هذا اللقاء السنوي المتجدد لأشكر امراء المناطق على جهودهم في إثراء تجربة مجالس المناطق وتعزيز مسيرة التنمية في كل منطقة ودفع عجلة النهضة بمرافقها لكي تسير بمحاذاة جهودهم في المحافظة على الامن والنظام السائدين في كل ربوع البلاد والحمد لله.
أيها الاخوة,.
هذا هو مجمل ما أحببت ان اتحدث فيه إليكم وكما تلاحظون فإن بلادكم ظلت وفية لمبادئها وسياساتها الثابتة فيما يتعلق بالشأن الخارجي وهي ماضية ولله الحمد بخطى واثقة وحثيثة في انجازاتها وطموحاتها فيما يتعلق بالشأن الداخلي.
وفي الختام أدعو الله ان يحفظ علينا ديننا وأمتنا واستقرارنا وان يأخذ بأيدينا لما يحب ويرضى وأتمنى لكم مزيدا من التوفيق فيما أوكل إليكم من مسؤوليات وفيما يحتمه عليكم واجبكم من العمل الصادق المخلص ولا يفوتني في هذه المناسبة ان اشكركم جميعا وفي مقدمتكم معالي رئيس المجلس ونائبه والامين العام لقاء كل ما تبذلونه في خدمة دينكم ودولتكم وبلادكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير الكلمة التالية:
احمد لله الذي وفق بلادنا لاتباع شريعة رب العالمين والبقاء عليها وألهم قادتنا تطبيق أحكامها والاستمرار عليها.
والحمد لله الذي جعل لنا القرآن دستورا والشورى منهجا.
وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين.
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.
صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
أصحاب السمو الملكي الامراء.
أصحاب الفضيلة العلماء.
اصحاب المعالي الوزراء.
أيها الحضورالكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يستغرب كثير من المراقبين خارج بلادنا عندما يعرفون أنها كانت رائدة في الأخذ بالشورى منذ تأسيسها.
وأن اول القرارات التنظيمية للملك عبدالعزيز رحمه الله هو تكوين مجلس أهلي للشورى فمنذ أناخ راحلته في بطحاء مكة شرفها الله ودخلها مخبتا خاشعا معتمرا متجردا من كل ما يميزه عن بقية الناس.
وذلك يوم الثامن في شهر جمادى الاولى عام 1343ه معلنا قرب اختتام برنامجه لجمع شتات أرجاء الجزيرة في دولة عربية إسلامية موحدة وملتفتا الى تنظيم المؤسسات الدينية والتعليمية والادارية والقضائية، منذ ذلك التاريخ أعلن رحمه الله من مكة المكرمة بأنه سيجعل الامر شورى في البلاد وأن الاحكام لن تكون إلا وفق كتاب الله عز وجل وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما اجمع عليه علماء الشريعة وقد تم تشكيل اول مجلس اهلي شوري عام 1343ه وبعد ان مارس أعماله مدة سنتين جرى تطويره وصدر أول نظام له عام 1346ه واصبح اسمه مجلس الشورى.
وكان مما قاله الملك المؤسس طيب الله ثراه في احدى خطبه التي ألقاها أثناء لقائه السنوي بأعضاء مجلس الشورى,.
لقد أمرت ألا يسن نظام في البلاد ويجري العمل به قبل أن يعرض على مجلسكم وتنقحوه بمنتهى الحرية على الشكل الذي تكون منه الفائدة للبلاد .
وقد استمر ذلك المجلس يؤدي عمله الذي كان الملك عبدالعزيز يأمله ويرجوه يلتقي بأعضائه كل عام يأخذ بقراراتها حينما يجدها محققة لمصلحة البلاد والعباد، وتحتفظ ادراة المكتبة والوثائق في المجلس بسجل كامل لما صدر عن مجلس الشورى منذ تكوينه من أنظمة أو قرارات في مختلف جوانب الحياة.
خادم الحرمين الشريفين.
في هذا اليوم الذي تفتتحون فيه اعمال مجلس الشورى في بداية سنته الرابعة من دورته الثانية يكمل مجلس الشورى خمساً وسبعين سنة منذ صدور أول نظام له كما يكمل سبع سنوات منذ أن تفضلتم رعاكم الله بتحديثه وتطويره.
وفي هذه المناسبة يسعدني أن أوجز بعض انجازات المجلس فقد عقد المجلس منذ تأسيسه حتى عام 1412ه احدى وخمسين دورة تتراوح الدورة بين سنة وسنتين وثلاث سنوات.
وخلال تلك الفترة عقد 5963 جلسة.
واتخذ 8583 قراراً وأصدر مائة وأربعة وسبعين نظاماً شملت الشؤون الدينية والقضائية والسياسية والأمنية والدفاعية والمالية والاجتماعية والبلدية والادارية والتعليمية والثقافية والصحية والخدمة المدنية والمواصلات السلكية واللاسلكية والتجارية والزراعية والحيوانية وشؤون الحج والأوقاف.
وشغل عضوية المجلس خلال تلك الفترة (85).
إن مجلس الشورى خلال سنواته الأولى قد قام بكل جدارة بما أسند إليه من تنظيم لأجهزة الدولة خلال مرحلة التأسيس.
واننا نسجل بكل اجلال وتقدير لاؤلئك الرواد اخلاصهم وانجازاتهم وتفانيهم.
خادم الحرمين الشريفين.
لن نقول ان التاريخ يعيد نفسه لكن دورة الحياة مستمرة بإذن الله حتى أتى عهدكم الميمون يرسخ ما بدأه المؤسس ويحافظ على ما اختطه الموحد ويكمل ما سار عليه من أهداف ويؤكد على منهجه الثابت في تطبيق الشورى بحله جديدة وتنظيم أحدث وأشمل يناسب تطورات العصر.
ولئن أصبحتم حفظكم الله على خطى المؤسس رحمه الله تستقبلون المجلس كل عام تمنحونه الثقة وتزودونه بالتوجيه وتخصونه بالتأييد فإن لقاء اليوم له معنى خاص.
ذلك أن المجلس يكمل عامه الخامس والسبعين ويدخل في عامه الثامن من دورته الثانية بعد تحديثه وتطويره وهو أكثر اعتزازاً بما أنجزه وفخراً بما بذله وأسداه في خدمة الأمة وسعادة بما حققه وغبطة بما يحظى به منكم من دعم.
وقبل الختام يطيب لي أن أوجز ما أنجزه المجلس خلال السبع سنوات الماضية فقد بلغ عدد الأنظمة واللوائح التي أصدرها المجلس أو أجرى تعديلات على بعض موادها سبعة وثمانين نظاماً ولائحة.
منها نظام الحياة الفطرية ونظام المناطق المحمية ونظام السجل التجاري ونظام الصلح الواقي من الإفلاس ونظام الأسماء التجارية وتنظيم رؤية هلال أوائل الشهور ونظام المؤسسات الصحفية ونظام المجمع العلمي السعودي ونظام الاستثمار المال الأجنبي ونظام المطبوعات ونظام التأمينات الاجتماعية وبلغت الموضوعات التي درسها المجلس تسعة وعشرين موضوعاً منها موضوع الأمن المائي وأوضاع الكهرباء واستراتيجية التنمية العمرانية في المملكة وموضوع العمالة وخطة التنمية السادسة والسابعة واستراتيجيتهما.
وبلغت الاتفاقيات والمعاهدات التي صادق عليها المجلس ثلاثاً وسبعين اتفاقية.
وبلغ عدد تقارير الوزارات والمصالح الحكومية التي ناقشها المجلس وأبدى رأيه حيالها مائة وواحداً وستين تقريراً.
وقد عقد المجلس خلال السنوات السبع الماضية 361 اجتماعاً واصدر 323 قراراً.
وبلغت اجتماعات اللجان 1443 اجتماعاً.
وبلغت اجتماعات الهيئة العامة 110 اجتماعات.
خادم الحرمين الشريفين.
ونحن نستذكر مسيرة المجلس خلال خمس وسبعين سنة منذ أن كانت نواة من غرس والدكم رحمة الله حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في عهدكم الميمون.
لابد أن أختتم كلمتي بمثل ما بدأت بالحمد لله على فضله وتمكينه حتى تحقق ما تستمتع به بلادنا الغالية من التزام بشريعة الإسلام وأمن في الأوطان وصحة في الأبدان ورغد في العيش وتنمية شاملة والشكر لمقامكم الكريم ولسمو ولي عهدكم الأمين ولسمو النائب الثاني على ما يتلقاه المجلس من مساندة وثقة.
والتقدير لزملائي أعضاء المجلس ولنائب الرئيس وللأمين العام ولكل منسوبي المجلس.
أسأل العلي القدير أن يثبتنا بالقول الثابت وأن يرزقنا العمل الصالح الخالص لوجهه الكريم وان يحفظ بلادنا خاصة وبلاد المسلمين عامة انه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين معالي رئيس مجلس الشورى ومعالي نائب رئيس المجلس ومعالي أمين عام المجلس وأعضاء المجلس.
إثر ذلك ودعهم خادم الحرمين الشريفين متمنياً لهم التوفيق والسداد في أعمالهم.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved