أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th June,2000العدد:10113الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,ربيع الاول 1421

المجتمـع

الإحجام عن الأنشطة المنبرية يتحول إلى ظاهرة
تدني الحضور في الفعاليات يحرج الجهات المنظمة ويشكل خطراً على هذه الأنشطة
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص
تشكو العديد من الجهات الحكومية من تدني الإقبال على حضور الأنشطة المنبرية مثل الأمسيات والندوات الثقافية التي تنظمها الأندية الأدبية والعديد من الجهات ذات العلاقة بالتوعية حتى أصبحت ظاهرة تهدد هذه الأنشطة وتسبب إحراجا شديداً للجهات المنظمة لهذه الفعاليات وقد شهدت بعض فعاليات مهرجان المدينة المنورة الثالث التي بدأت في نهاية شهر صفر الماضي تدنيا في متسوى الإقبال الجماهيري على الفعاليات الثقافية رغم تنوعها وأهمية موضوعاتها ومشاركة عدد من الوجوه المعروفة بها.
حول هذه الظاهرة حرصنا على استقراء العديد من الآراء التي قمنا بجمعها من خلال اللقاء بنخبة من الشخصيات المسئولة عن هذه الأنشطة والمتابعين لها والمهتمين بها للتعرف على أسباب هذه الظاهرة للعمل على تجاوزها وخرجنا بهذه الحصيلة.
ظاهرة جديرة بالبحث:
يقول الاستاذ/ عبدالرحمن الجبيري المدير الإعلامي لمهرجان المدينة المنورة الثالث بداية أود أن اشكر (للجزيرة) طرحها لهذه القضية الهامة والحيوية وهي الاحجام عن حضور الامسيات والندوات الثقافية والتوعوية التي تنظمها العديد من الجهات رغم أهميتها ودورها الفاعل في رفع مستوى الوعي لدى المتلقي ودون مقابل وهي إحدى الوسائل الهامة للاتصال الثقافي وتحقيق العديد من الأهداف ولعلني لا أبالغ إذا قلت أن هذه الظاهرة أصبحت تسبب قلقا كبيرا للجهات المنظمة لهذه الأنشطة وإحراجا جعلت هذه الجهات تلجأ إلى أساليب غير مباشرة لتكثيف الحضور من خلال حث أو حتى فرض حضور منسوبي الجهات المنظمة لملء الفراغ الذي تشهده الفعاليات الثقافية أو تقديم حوافز مثل هدايا أو حفل شاي أو حفل عشاء وغير ذلك وهذا شيء محزن وأعتقد أن السبب في هذا التدني هو شعور البعض أن هذه الأنشطة غير مجدية وأنها مضيعة للوقت وهو شعور خاطئ كما أن البعض الآخر يرى أن هذه الأنشطة مملة وروتينية لا تجديد فيها.
وأكد الجبيري أنه رغم أهمية الموضوعات المطروحة والمختارة بدقة وعناية من الأمانة العامة للمهرجان وكذا الأنشطة الأخرى التي تنظمها الجهات الأخرى وإشراك نخبة ممتازة ومتخصصة في مجال الموضوعات المطروحة الا أن الإقبال على هذه الأنشطة متواضع جدا لدرجة الاحراج للمنظمين ومن أسباب هذا الاحجام هو انشغال الناس المكثف بأمور حياتهم وربما ايضا بسبب تدني دور الإعلام في التعريف بهذه الأنشطة.
وطالب الجبيري بضرورة الاهتمام بحضور هذه الأنشطة لأهميتها في تعريف المواطنين بالعديد من القضايا الهامة التي تمس جوانب الدين والحياة والثقافة العامة.
اللقاءات المفتوحة أكثر إقبالا:
من جانبه يقول أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالمدنية المنورة الدكتور/ صالح الحارثي انه من خلال تجربة سابقة للغرفة التجارية بالمدينة المنورة في مجال الأنشطة المنبرية لمسنا أن هذه الأنشطة لها حضور جيد ولو أنه وللأسف الشديد لا يرقى لمستوى طموحاتنا كإحدى الجهات المنظمة لمثل هذه الأنشطة.
ويضيف الدكتور الحارثي قائلاً إن اللقاءات المفتوحة والتي يشارك فيها كبار المسؤولين تحظى عادة بحضور جماهيري جيد ومكثف حيث إن الحضور يتفاعلون مع المشاركين بالندوة لمناقشة قضايا تهمهم ولهذا تحرص الغرفة التجارية بالمدينة المنورة دوما على تنظيم مثل هذه اللقاءات والإعلان المسبق عنها في الصحف وعبر إعلانات الشوارع.
وأكد الدكتور الحارثي أن مشاركة المواطنين في هذه الأنشطة المنبرية تعود عليهم بالفائدة المرجوه وتساعد على تنمية الوعي لدى المواطنين، ودعا الى تكثيف اللقاءات المفتوحة لإشباع رغبات الحضور في النقاش وطرح القضايا التي تهمهم والحصول على إجابات شافية لكل ما يشغل بال المواطن.
وإقبال المرأة متدنٍ:
وتقول الأخت/ مريم العمري إحدى العناصر النسائية الفاعلة بمهرجان المدينة المنورة إن تدني مستوى الحضور الجماهيري للأنشطة المنبرية والندوات والمحاضرات الثقافية والتوعوية ليس مقصورا على الرجال فقط وإنما نحن كمجتمع نسائي من سلبيات هذه الظاهرة حيث نلاحظ تدني الإقبال على الندوات والمحاضرات التي تنظمها الجمعيات او بعض الجهات الاخرى وكذا في فعاليات مهرجان المدينة المنورة رغم الحرص على اختيار الموضوعات التي تهم عالم حواء وتناقش قضايا المرأة والطفل والأسرة من خلال متخصصات في هذه المجالات وفي اعتقادي إنها أمور تستحق المشاركة للاستفادة من هذا الطرح الجيد الذي يلبي رغبات المرأة ويجيب على استفساراتها.
وطالبت مريم العمري من سيدات المجتمع ضرورة الاستفادة من الأنشطة المنبرية بالمشاركة بها وتفعيلها وإثرائها بالنقاش والحوار وأكدت أن هذه الظاهرة منتشرة في كافة مناطق المملكة.
لماذا هذا الإحجام؟
كما يقول الأستاذ عبدالله بن سعد حسين مدير عام تعليم البنات بمنطقة المدينة المنورة أن هذه الظاهرة تستدعي النقاش والبحث لتحديد أسبابها وأنا اعتقد ان اسباب عدم الإقبال الجيد على الانشطة المنبرية والامسيات الثقافية والبرامج التوعوية وغير ذلك من البرامج ليست ظاهرة محلية وانما هي إقليمية حيث يشكو الكثير من المنظمين لهذه الانشطة من الاحجام عن الحضور مما يسبب إحراجاً للجهات المنظمة.
وأضاف ابن حسين قائلاً من أسباب هذا الاحجام روتينية بعض الفعاليات وعدم التجديد فيها بشكل يساهم في جذب الحضور إضافة الى انتشار وسائل التثقيف والترفيه بالمنازل وكذا توفر وسائل الاتصال الحديث مثل الانترنت والبث الفضائي والتي تلبي حاجة المتلقي في مجالات عدة إضافة الى تدني الإعلام عن هذه الانشطة كما ان بعض المواطنين يتذمرون من انعدام الاهتمام من الجهات المنظمة بالحضور وان اهتمامهم يقتصر فقط على بعض الشخصيات على حساب الآخرين الذين يصابون بالاحباط وبالتالي الاحجام عن الحضور لهذه الانشطة.
ويرى ابن حسين ضرورة العمل على تطوير هذه الفعاليات وتجديدها والتركيز على الموضوعات التي تهم قطاع كبير من الناس إضافة الى الاهتمام بالمشاركين في هذه البرامج بالقدر المناسب حتى يشعر الجميع ان حضورهم مهم وتفاعلهم مطلب الجهات المنظمة.
تخصيص مواقع قريبة:
ويطرح فهد بن عتيق المغذوي أحد منسوبي إدارة المطبوعات بفرع وزارة الإعلام بالمدينة المنورة اقتراحا مناسبا لتفعيل هذه الانشطة المنبرية ويقول ان من اسباب تدني الحضور للانشطة الثقافية والمنبرية هو بعد مواقع تنظيمها عن وسط المدينة مما يصعب الوصول إليها احيانا ولحل هذه المشكلة يطالب بإنشاء قاعات خاصة لهذه الانشطة وسط المدن الرئيسة تشرف عليها أمانة كل مدينة لاستضافة اللقاءات والندوات مقابل رسوم رمزية تدفعها الجهات المنظمة وسيكون لهذا الاقتراح لو تم تنفيذه أثر جيد على زيادة الإقبال من المواطنين على هذه الانشطة مع التركيز الجيد على اختيار موضوعات مناسبة وحيوية لمناقشتها خلال هذه اللقاءات.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved