| مقـالات
ميادين المعرفة لا تقفل أبوابها في وجه أي كان إنما تقدم عصارة الثقافة لمن يبحث عنها ولهذا السبب يتساوى في الحصول عليها كافة الناس مهما كانت مواقعهم الاجتماعية ومستوياتهم الفكرية, ولهذه المقدمة مناسبتها واهميتها لأنها تبحث في شأن من شئون المعرفة.
ففي السنوات الأخيرة دخل تجربة الكتابة الروائية بعض فرسان الشعر يتقدمهم الشاعر الموهوب غازي القصيبي, والذي لم يكتف بالتجربة الروائية لاحقا إنما استعرض مواهبه في أكثر من ميدان, فقد عالج كتابة المنظِّر الإداري والموجه العلمي,
ولسنا في هذه العجالة نقف في وجه مواهبه المتعددة أو حتى ننتقد توجيهاته إذ إنه في منأى عن تلك الملاحظات لما يملكه من تجارب خاضها في أكثر الميادين في حياته الوظيفية التي امتدت لأكثر من ربع قرن فأراد أن يطرح تلك التجارب على المواطن ليستفيد منها,
ثم سارع أديب آخر هو أيضا من فرسان الكلمة ونعني به الدكتور تركي الحمد فجرب حظه في هذا الميدان فأمتعنا بثلاثية (العدامة والشميمي والكراديب) ثم تلاها برواية جديدة هي شرق الوادي.
وثلاثية الحمد تعتبر عملا سياسيا غير مسبوق في الرواية العربية وأعلن هنا بأنني استمتعت بقراءتها رغم ما قيل عن انسلاخها من الحبكة الفنية.
واعتمادا على حرية النشر فقد غامر الكثير من حملة القلم في اقتحام ما يروق لهم من ميادين المعرفة بينا هم يفتقدون إلى الموهبة التي هي الأساس في أي إبداع, إذ ليس كل من أجاد الكتابة يستطيع أن يصول ويجول في ميادينها دون دراية إلى جانب الموهبة والفرق كبير بين المتعلم والمثقف, كما أن الثقافة تحترم ذاتها والمنتسب لها.
فوفروا نقودكم أيها الزملاء, فالثرثرة ليست من علامات النبوغ في الفن الروائي, وليس مجرد من درس في أوروبا أو أمريكا اكتسب موهبة الروائي ما لم تحفل حياته بتجربة فريدة يستفاد منها,,
ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
* للمراسلة: ص,ب 6324 - 11442 |
|
|
|
|