| الاخيــرة
حلّت صحيفة (الوطن) ضيفة على شقيقتها (الجزيرة) قبل نحو أسبوعين، ممثلة في رئيس مجلس إدارتها، الدكتور فهد العرابي الحارثي، حيث أفردت له صفحتين كاملتين من عددها الصادر بتاريخ 17/صفر 1421ه وجاءت هذه الخطوة الجسورة والجميلة معاً من لدن (الجزيرة) مناسبة ثمينة للتعريف ب(الوطن)، وتسليط الضوء على ما تم إنجازه حيالها حتى الآن، استعداداً لزفافها الكبير إلى الوطن الغالي في مطلع الخريف القادم بإذن الله.
***
وقد وفِّق الدكتور الحارثي في لقائه، طرحاً وتوقيتاً، وتعامل مع التساؤلات العديدة بأسلوب هادىء وحضاريٍّ وصريح، فبدّد سحب الشائعات والتأويلات حول المشروع، وأماط اللّثام عن أمور كثيرة مما تختزنه أذهان الناس المعنيين به، مساهمين فيه كانوا أو متابعين له!
***
واستأذن القارىء الكريم بالمداخلة التالية:
أولاً: فوجئت منذ حين بالكيفية التي استقبل بها مشروع (الوطن)، سرّاً وجهراً من لدن بعض الاخوة الكرام من المهتمين بالشأن الصحفي، وبدا ذلك جلياً منذ لحظة إعلان ميلاده قبل نحو عامين على لسان الأب الروحي له سمو الأمير خالد الفيصل.
* البعض قلّل من قيمة خروج صحيفة جديدة للناس، معتبرين أنها ستشغل رقماً إضافياً فحسب ضمن كوكبة الصحف اليومية، ولكن بلا جديد!.
* والبعض الآخر شكّك في قدرة (الوطن) أن تأتي بما لم يأت به الأوائل، طرحاً وموضوعاً!
* وتساءل فريق ثالث عن الكيفيّة التي أنفقت بها مؤسسة عسير للصحافة والنشر أموال المساهمين بسخاء على المشروع، وعما إذا كان ذلك النمط من الانفاق سيمكن الصحيفة من الظهور، ناهيك بالصمود أمام مخرجات الإعلام، مسموعه ومقروئه!.
***
وأحسب أن الدكتور فهد الحارثي في لقائه الموفّق عبر (الجزيرة) قد كفا زملاءه في المؤسسة مؤونة الرد على تلك التساؤلات وأمثالها، وفي الوقت نفسه، أنصف (الوطن) والمعنيين بشأنها، وأذاب جليد الشك في ذهن من رام دفء اليقين!.
***
ثانياً: لعل من العدل التسليم بأن التحضير للمشروع، والجهود المضنية التي رافقت التأسيس له، سواء داخل مجلس الإدارة، أو عبر الخلايا الفنية والإدارية خارجه، كل ذلك استغرق مدة فاقت توقعات كثيرين من الناس، من بينهم بعض المساهمين أنفسهم، والعاملين في سبيله، وصاحب ذلك تعتيم لا إرادي حول تطورات تنفيذ المشروع، فنشأ بسببه فراغ إعلامي أفرز بعض الإشاعات والمقولات والتكهنات حول الموضوع، في البعض منها حق، والبعض الآخر كيّفته ظروف وملابسات لا علاقة لها ب(موضوعية) المشروع ولا بآلية تنفيذه، وقد تكون الهالة الإعلامية التي زفت بها (الوطن) إلى الناس بادىء الأمر قد أفرزت بدورها هاجساً من القلق أيقظ حمَّى المنافسة الصحفية، سواء في (بورصة) الاعلان او في (سوق) الكتَّاب (بتشديد التاء) وهما رافدان مهمان لبقاء أي مطبوعة! وقد قرأنا مؤخراً وسمعنا عن جهود بذلتها وتبذلها مطبوعات أخرى لتطوير أدائها، تقنية وطرحاً، وأحسب أن ل(الوطن) حصة من الفضل في هذا الصوب!.
***
ثالثاً: استأذن الإخوة الكرام داخل الأسرة الإعلامية وخارجها فأتساءل بدوري:
* ما العيب ان تولد (الوطن) ولادة كبيرة تليق بهيبة وطننا، وكرامة من شقي من أجلها وبذل في سبيلها؟
* ما العيب أن تنشد (الوطن) تميزاً منهجياً في الأداء ابتداءً، بدلاً من ترك عنان نموها رهنا للصدفة، وظروف الزمان والمكان واجتهاد المجتهدين؟!
* ما العيب أن تستثمر (الوطن) أحدث ما تفتّقت عنه تقنية الطباعة الحديثة، وأن تستفيد من موارد الثقافة المحلية والعربية والعالمية في إثراء مادتها، فكراً ومهنة؟!
* ما العيب أن تدرس (الوطن) التجارب الصحفية الأخرى، ما مضى منها ومابقي، داخل بلادنا وخارجها، فتتعلم من انكسارات البعض، وتستفيد من انتصارات البعض الآخر؟!
***
رابعاً: ليس سراً أن (الوطن) عانت عسراً مالياً عبر بعض محطات مشوارها الطموح، لكن ليس في هذا ما يسوغ حجب الثقة عنها، أو التشكيك فيها، أو إضعاف هامش الترحيب بها, الأحلام الكبيرة لا تولد في مهد من حرير، بل قد تعترض سبيلها عقبات، بعضها عسير، لكنها تشكل في مجملها منظومة من التحدي الجميل لإرادة وحكمة وعزم القائمين عليها حتى تبلغ النهاية، وتخرج للناس، ولو كان أهل (الوطن) في عجلة من أمرهم، لارتجلوا ولادتها ارتجالاً وبأي ثمن، ولخرجت للناس منذ زمن بعيد، متواضعة الأداء والقدرة والعطاء!
***
خامساً وأخيراً: (الوطن) قادمة بإذن الله، لتنضمّ بقوة إلى شقيقاتها الكريمات خدمة لهذا الوطن وأهله، وأتمنَّى على كل مهتم ب(الوطن)، وكل محب لها، وكل غيور عليها أن يؤجل حكمه حتى تخرج للناس، فالأمور تقاس بنتائجها لا بظواهرها!
|
|
|
|
|