| القرية الالكترونية
يشتكي البعض من مستخدمي الانترنت بالمملكة من استخدام مدينة الملك عبدالعزيز للمرشح Proxy الذي لا يستطيعون النفوذ الى الانترنت إلا من خلاله،بخلاف من تسعفه درايته بالأمور ليتخطاه بطرق اخرى, ورغم ما في الأمر من جدل وما يكتنفه من اختلاف حول اخلاقيات الاتصال المفتوح مقابل إيجابيات الرقابة Censorship وسلبياتها إلا أن ثوابت مجتمعنا تفرض نفسها كأولوية لا تقبل المساومة، فجاءت فكرة المرشح لتكون مسؤولية تلقي بنفسها على عاتق المسؤول وحده يلتزم المواطن بعدم تجاوزه.
ولشدة أهمية هذه المسألة فقد لقيت جدلا واسعا في كل بلد أدخل الإنترنت لخدمة مواطنيه,, وأديرت اسطوانة الجدل بنفس الطريقة في جميع تلك البلاد وتفاوتت نتائج الجدل ما بين بلد وآخر ما بين مؤيد للاتصال المفتوح ومعارض له وداع لاستخدام تقنيات الترشيح والرقابة, وكانت هناك بلاد اسعفتها قوة ثوابتها في فرض رقابة من نوع أو آخر على استخدام الإنترنت، بينما فشلت دول أخرى في فرض رقابة من ذلك النوع, بل واصبحت الانترنت لديهم منفذاً للجرائم الالكترونية لضعف تقنيات الأمن الالكتروني لديهم.
وحين اقول اننا لسنا وحدنا فقد عنيت بان دولا لم يدر بخلد أحد ان تفرض الرقابة على استخدام الانترنت لديها ومنها دول اوروبية وغربية ويزول العجب حين نرى نتائج تطبيق الرقابة من عدمها على تلك المجتمعات.
ولعل الحديث بضرب الأمثلة يكون أوضح فقد طالعتنا المواقع الاخبارية بقرار اصدرته حكومة سويسرا باستخدام المرشح وتكليف جهات مختلفة ببدء العمل على تقنيات اخرى تعزز الرقابة لديها لشدة تأثير الانفتاح الذي سمحت به السلطات السويسرية اول الامر على مستخدمي الانترنت وعلى المجتمع السويسري, فقد ارتفع معدل الجريمة الالكترونية وباتت السلطات السويسرية تخشى ان تتورط في جرائم عالمية تتم على ايدي ابنائها او على ايد اجنبية تستغل ضعف الرقابة في سويسرا, وكان مما اقلق السلطات السويسرية ما يدور الآن من تحقيقات اتسعت دائرتها لتشمل كندا والمانيا بعد الولايات المتحدة, وهو امر متوقع لان شبكة الانترنت تمثل ساحة موحدة تمتد اطرافها لتشمل كل بلد يستفيد منها, وقد اضاف البيان كذلك ان الجوانب الاخلاقية كانت سببا اضافيا فرض عليهم اتخاذ قرار بفرض المرشح للسيطرة على استخدام الانترنت ومراقبة المستخدمين.
وفي امريكا ظهر مزودون للخدمة يستعملون المرشح لتنقية الخدمة من الشوائب الاباحية والاجرامية وباتت هذه الخدمة تلقى الكثير من الاهتمام والاقبال من الكثير من الامريكيين, وتمثل العائلات غالبية المقبلين على هذا النوع من خدمات الانترنت للارتياح الذي يجدونه لدى السماح لأبنائهم باستخدامها, فبدلا من أن تكون الرقابة منزلية وخاضعة لإعدادات قد لاتكون دقيقة أو مضبوطة ورهنا لقدرات أولياء الأمور الذين لايكادون يعرفون إلا النزر اليسير عن الإنترنت مقابل مايعرفه أبناؤهم فإن الرقابة التي تتم على أيدي مزودي الإنترنت باتت الحل الأمثل للعائلة الامريكية المحافظة.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الامريكية تعد أقل انحلالاً من غالب الدول الاوروبية وقد انعكس هذا على القوانين الامريكية التي تولي الأخلاق العامة الكثير من الاهتمام، ومعلوم أن كثيرا من برامج الانترنت والمتصفحات المجهزة بالمرشحات تنتشر على الإنترنت ويأتي غالبها من الولايات المتحدة.
وهذه المرشحات موجهة إلى العائلة التي تود السماح لأبنائها باستخدام الإنترنت لكافة الأغراض دون الخشية عليهم من الانزلاق في أوحال الشبكة ومواقعها الخطرة, ومن هذه البرامج على سبيل المثال متصفح سيرفمنكي SurfMonkey Browser الذي صنع لخدمة الأطفال وصمم بطريقة جذابة ومتقنة, وما وجود مثل هذه المتصفحات إلا دليل على أن ماتقوم به المدينة هو مطلب مهم ودعمه واجب على الجميع, ووجود الثغرات وتمكن البعض من تخطي هذه المرشحات ليس نهاية العالم إذ لاينبغي أن نكون كماليي النظرة بل يجب أن ننظر إلى الأمر بشيء من الروية وبعد النظر,
ولا أظن أن هناك من يرى بأن تمكن 7% من مستخدمي الإنترنت بالمملكة (على سبيل الافتراض فقط) من تخطي المرشح سبب كاف لنفتح الإنترنت على مصراعيها لجميع المستخدمين, فلا يزال المرشح فعالا وواقيا جيدا يحمي ابناءنا من مخاطر هذه الشبكة ووجوده لخدمة الراغبين بالالتزام بالأنظمة مطلب مهم وحيوي, والنجاح في وقاية جزء كبير من المجتمع من مخاطر الإنترنت أفضل ولاشك من الاستسلام, وكما يقال ما لايدرك كله لا يترك جله.
تنويه
ونعتذر من الزميل خالد اباالحسن لعدم نشر زاويته في موعدها المحدد أمس الأحد كما نعتذر من القراء عن ذلك بسبب عدم امكانية فتح رسالته التي تتضمن المقالة لوجود مشكلة فنية فيها, وللكتابة
Khalid@4u.net
|
|
|
|
|