|
| الاقتصادية
نشرت صحيفة USA Today الأكثر توزيعاً وانتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء 16 مايو 2000 خبر استثمار صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة مليار دولار لشراء أسهم في 15 شركة ضمن اقتصاد العالم القديم والجديد, كما تضمن العدد مقابلة صحفية مع سمو الأمير الوليد أجراها الصحافي ديفيد لينش، وفيما يلي ترجمة النص المنشور كاملا:
لندن علمت صحيفة USA Today بأن أغنى شخص خارج الولايات المتحدة الأمريكية قد استثمر مليار دولار في أسهم أفضل شركات البورصة الأمريكية وعدد من شركات الانترنت الكبرى.
الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود سيعلن اليوم عن استثمار في شركات تشمل قائمتها أشهر مشاهير شركات الاقتصاد العالمي القديم والجديد, وفي الأسابيع الماضية استثمر الملياردير السعودي 50 مليون دولار في كل من العلامات التجارية المشهورة مثل كوكا كولا وماكدونالدز، وفورد للسيارات بالاضافة إلى شركات رائدة في عالم الانترنت مثل أمازون Amazon وإي بيeBay وكابيتال انترنت جروبInternet Capital Group.
بدأ الأمير بالشراء خلال الخريف الماضي وأنهى صفقة أسهم الشركات ال15 خلال تدهور سوق الأسهم في ابريل الماضي.
يقول الأمير: اشتريت العديد من الشركات المعروضة في سوق Nasdaq سواء من الاقتصاد القديم أو الجديد , هناك العديد من الفرص في أمريكا الآن لكن عليك أن تكون حريصاً .
إن جميع مؤشرات الأسواق الرئيسية أقل بكثير من أعلى معدلات سجلتها خلال 52 أسبوعاً الماضية, فقد خسر مؤشر Dow Jones الصناعي 11% بينما انخفض مؤشر Nasdaq الحافل بشركات التقنية نسبة 31%.
وكان اكبر استثمار للوليد في شركة واحدة هو في شركة الاتصالات العملاقة Worldcom بقيمة 200 مليون دولار, الشركة التي مقرها مدينة كلينتون بولاية ماساتشوستس لم تعلق على الصفقة.
كما اشترى ما قيمته 150 مليون دولار من أسهم شركة AT. and T, ويقول ديفيد كاويت المتحدث باسم AT and T نحن نؤمن بأن أسهم AT and T تتمتع الآن بقيمة جيدة واستثمار الأمير يعكس ذلك .
لم تصل أي من هذه الاستثمارات الحجم الذي يحتم الإعلان عنه حسب قواعد لجنة الأسهم والتبادل، ومع ذلك يقول الأمير أنه أعلن عن استثماراته بسبب مكانته في وطنه وفي الشرق الأوسط .
ويقول الأمير من المهم أن يعرف العامة أنني انتقل من الاستثمار في أسهم الاقتصاد القديم إلى الاقتصاد الجديد .
وقد تساعده الدعاية الجيدة مستقبلا في الحصول على عمولات أفضل عند شراء كميات كبيرة من الأسهم.
الوليد، وعمره 43 سنة صنفته مجلة فوربز Forbes العام الماضي بأنه أغنى رجل خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
يفتخر الامير الوليد بمحفظة استثمارية قيمتها أكثر من 21 مليار دولار، وستدهش صفقته الجريئة الأخيرة بمليار دولار في سوق الأسهم الأمريكية الجميع على جانبي الاقتصاد الحديث والقديم.
يقول الأمير بأنه منذ أكتوبر استثمر بمليار دولار في أسهم 15 شركة أمريكية مقسمة بين شركات سلع الحقبة الصناعية وشركات الانترنت الساخنة, هذا بالإضافة إلى استثمار بمليار دولار أخرى أعلن عنها في 6 أبريل في شركة أمريكا أون لاين America On line وكومباك Compaq وكوداك Kodak وزيروكس Xerox.
تبرهن الصفقات الأخيرة وجهة النظر التي تنص على أنه في سوق أسهم اليوم الذي حطم جميع القواعد فإن ما يدعى بالاستثمار ذي القيمة لم يعد حصرا على الأسهم التي تتسم بنسبة خيالية للسعر مقابل الربحية, ويقول الأمير إن بعض أسهم التكنولوجيا المفضلة قد نزفت إلى درجة أن أسعارها أصبحت مغرية بالرغم من نسبة سعر إلى ربحية لا تصلح لضعاف القلوب.
يقول الأمير: أنا مستثمر أبحث عن القيمة, أذهب حيث تكون نسبة السعر إلى الربحية معقولة, وحتى يكون المرء كذلك، فليس من الضروري أن تكون هذه سمة المستثمر في الاقتصاد القديم, يمكن أن يكون قديماً، حديثا أو بينهما .
إذا كان الأمير صائباً، وهو يدعي معدل عائد استثماري سنوي مركب منذ 1991م نسبته 34,7% مقابل نسبة 19,9* لمؤشر S and P للخمسمائة شركة، فإن القلق الحالي حول مستقبل سوق الأسهم الأمريكي مبالغ فيه، أما إذا كان مخطئا، فإنه سيخسر جزءا كبيرا من ثروته.
على بعد 7 ساعات من وول ستريت، يقوم المستثمرون المذعورون والمتوترون لزيادة سعر الفائدة وتنبؤات حمى الانترنت ببيع أسهمهم, بينما الأمير يشتري, وبكثرة.
نفذها! أنا هنا, اتصل بي حتى السادسة صباحا يتحدث بالهاتف متنقلا بسلاسة بين العربية والإنجليزية.
لن تجد الوليد بعيداً عن شاشة تلفزيون، لكنه يقلل من أهمية معظم تحليلات الأسواق معتبراً إياها كلام غير مجد باعتقادي أن 10% فقط من الخبراء على شاشة التلفزيون يعوا ما يقولون.
يملك براعة بادائه في سوق الاسهم, بعد ان اعطاه والده 270,000 دولار مثلت انطلاقة رأس ماله، جمع ثروته من العقارات والاسهم وكذلك من صفقات ابرمها لصالح عدة شركات كورية.
أتت أكبر صفقاته عام 1991م عندما اشترى أسهم Citicorp بقيمة 790 مليون دولار، هذه الحصة تساوي الآن 8,6 مليارات دولار.
نمت محفظته الاستثمارية خلال العقد الماضي لتشمل كبريات شركات التكنولوجيا مثل نيوز كورب News Corp، أمريكيا أون لاين America On line، أبل Apple، وموتورولا Motorola، بالإضافة إلى فنادق مثل نيويورك بلازا وفندق جورج الخامس في باريس، كما أنه بصدد بناء مركز المملكة في الرياض بعلو 1000 قدم، المشتمل على سوق تجاري ومكاتب وشقق سكنية.
بعض استثمارات الأمير تعثرت خطاها، فقد انخفضت قيمة استثماره الأصلي في ديزني لاند باريس بمبلغ 320 مليون دولار إلى 261 مليون دولار, كما تقلصت قيمة استثماره في بلانيت هوليود Planet Hollywood من 110 دولار إلى 40 مليون دولار بسبب التخطيط السيىء للتوسع خارج نطاق النشاطات الأصلية لسلسلة المطاعم، ولا يكترث الأمير معلقاً، أحياناً نخطىء .
عندما يتسوق الوليد في بورصة الأسهم فإنه يركز على أسهم شركات العلامات التجارية المحطمة الأسعار: شركات مثل كوكا كولا Coca Cola وفورد للسيارات Ford Motor Company أو ديزني Disney التي تحتفظ كل منها بمركز ريادي في قطاعها ولكنها عوقبت من قبل السوق لأخطاء ارتكبتها على المدى القصير, يقول الأمير شغفنا العلامات التجارية, ولكنه مهما كانت قوة العلامة فإنها يوما ما ستسقط، مثال ذلك مايكروسوفت Microsoft .
عند شرائه للأسهم فإن الأمير يبدأ بالنتائج النهائية: العائد المتوقع الحصول عليه, ويمكن له أن يمضي أشهراً في تقييم الشركات التي يرغب الاستثمار فيها, يستغل الوقت لتفهم مستقبل الشركة وترقب انخفاض سعر السهم إلى مستوى سعره (سعر شراء الأمير), هذا السعر هو الذي يضمن النمو المرتجى بنسبة 20%.
الانتظار والترقب
البحث والصبر من العلامات المميزة لأسلوب الوليد الاستثماري, في خيمة مكيفة خلال عطلة نهاية الأسبوع: مراجعة تقارير المحللين من Merrill Lynch و solomon Smith Barney وGoldman Sachs بالإضافة إلى قراءة كتاب أولاد السليكون The Silicon Boys حول وادي التكنولوجيا Silicon Valley وآخر إصدار من يوميات العلاقات الخارجية Journal of Foreign Affairs.
يدعم الوليد فريق عمل مجد من 20 شخصاً في شركة المملكة القابضة بالرياض, كما يستعين بثمانية خبراء مصرفيين من Citibank عبر فرع جنيف.
يقول جنسن، الذي يترأس تلك المجموعة، بأن عميله الأول يجسد كل ما هو عكس عقلية المستثمرين السائرين مع الزخم والذين طغوا على سوق التسعينيات المندفع.
بالفعل، يرحب الوليد بالتصحيحات الأخيرة في السوق كإجراء ضروري لوقف المزيد من التخمينات, ولكنه كمستثمر على المدى الطويل ونادراً ما يبيع فإنه لا يكترث ولا يدري إذا ما كان السوق قد انحدر بالفعل إلى أدنى مستوى، يشتري اسهم الشركة الواحدة لأن سعرها قد وصل إلى سعره المستهدف وليس لكون المؤشرات قد انتهت من الانخفاض.
يقول جنسن إنه لا يحاول اختيار القاع , لربما كان هناك أناس في السوق لديهم البصيرة الكافية لعمل ذلك، ولكن سموه لا يحاول حتى أن يفعل ذلك .
يقول بحماس لدينا قصة رائعة, ونحن فريدون أدعى وارن بوفيت Warren Buffet العرب .
ومع ذلك، تكاد تكون كل هذه الدعاية الشخصية وكأنها فاتنة، فخلال أمسية دامت خمس ساعات يدهش هذا الامير الحذر من أمامه كخبير متمكن في الأسواق وكصاحب نصيحة قيمة حتى لهؤلاء الذين ليس لديهم مليار دولار للاستثمار.
يقول أنا متفائل بخصوص السوق الأمريكي, ويمكن له للنمو أن يستمر على وتيرته من ثلاث إلى خمس سنوات أخرى, ولكن، لا يمكنك فقط شراء كل شيء, إذا كنت تختار بعناية وتعي ما تفعله فوضعك جيد .
|
|
|
|
|
