|
| تحقيقات
تحقيق سعيد آل عيد
الحياة الزوجية الجديدة في حياة الرجل والمرأة تكسوها السعادة منذ التقدم للخطبة ثم عقد القِران ثم حفلة الزواج وتتواصل السعادة في بحر الحياة العائلية مع الحمل بالابن او البنت البكر,, لكن تبقى هناك مشكلة مع تأخر الحمل لعدة اشهر وتكبر المشكلة بفعل ضغوط المجتمع بمن فيهم الاهل والاصدقاء ولكن قدرة الله فوق كل شيء وحول ذلك تدور عدة اسئلة عن اسباب ذلك المرض عند الرجل والمرأة وهل من علاج له وهل يؤثر على العلاقة الزوجية كل هذه التساؤلات قد يجد القارىء الاجابة عليها وعلى غيرها من التساؤلات في سطور تحقيقنا:
نبدأ المشاركات بحديث للاخت ليلى حيث تقول عيون الناس احرقت قلبي وتفكيري حتى اصبحت أطرق باب كل عيادة للنساء بحثاً عن الحمل ولاسيما بعد خمس سنوات من الزواج واشقاء زوجي الذين تزوجوا ومن بعده انجبوا اولاداً حتى لم يكن تفكيري الا في الانجاب مع ان الطبيب يؤكد لي سلامتي من اي مرض يمنع من الحمل ولكن لكل اجل كتاب,وتقول: الجوهرة : تأخر الانجاب ليس بالامر السهل في المجتمع حيث قد يكون هذا الامر نارا تحرق تكوين عش اسري سعيد لكن تهون المصيبة عندما يكون الرجل قوي الايمان بالله قال الله تعالى لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور, او يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً انه عليم قدير الآية 49 50 سورة الشورى.
والحمل والولادة وقدوم اول مولود شوق يداعب كل ابوين حيث إن ذلك المولود يكون سحابة غيم تهل بالفرح والسرور على الاسرة:المال والبنون زينة الحياة الدنيا ,, الآية 40 سورة الكهف.
ويرى سعيد,م,أ ان تهديد الزوجة بالطلاق او الزواج من آخر نوع من انواع الظلم حيث يقول: لله دائماً في كل شيء حكمة وعلى الانسان الصبر فمتى ما وجد الرجل المرأة ذات الخلق الحسن والمعاشرة الطيبة فعليه عدم المبالاة بحديث الناس ويعبر عن نفسه قائلاً: مضى على زواجنا اكثر من خمسة عشر عاماً حتى الان لم يكتب الله لنا قدوم مولود وقد اجهدت زوجتي ونفسي بكثرة السفر في الداخل والخارج ولكن قضت ارادة الله عدم حمل الزوجة ولكن لم تهن علي زوجتي لهذا السبب بل كنت احسن ما يكون لها والان نعيش بسعادة بعيداً عن هموم كلام الناس.
وتسهم سارة الدوسري بالحديث في هذا الموضوع وتقول: الطب في هذا العصر استطاع اكتشاف الكثير من الامراض عند المرأة والرجل ولكن قدرة الله فوق كل شىء وقد يكون في ذلك الامر الخير الكثير للجنسين الرجل والمرأة ومما لاشك فيه ان المجتمع له تأثيره السلبي على الحياة الزوجية بتأخر الانجاب لكن زيادة الوعي التثقيفي لدى الانسان يحطم تلك الصخور الثقيلة وتقول: منذ زواجي قبل اربع سنوات اتعبني حديث اهلي وزميلاتي في العمل حتى كرهت المجال المحيط بي ولكن زوجي شجعني على التغلب على تلك النظرات الحارقة حتى قضى الله لي الحمل مع ان ذلك التأخير قد يكون امرا طبيعيا فالحمد لله.
ويعلق الشيخ/ فهد فهاد الفاران على هذا الموضوع بقوله: لله في خلقه شئون يدبر الخلق كيف يشاء فالله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وهو يخلق ما يشاء وعلى المسلم ان يحتسب الاجر بالصبر على كل ما يصيبه من ابتلاء قال تعالى:واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة الا على الخاشعين وتلك الفئة هم المؤمنون بالله حق الايمان متوكلين عليه في السراء والضراء قال تعالى: وبشر الصابرين ويواصل الشيخ الفاران الحديث بقوله: ولنا في القرآن قصص تبين حكمة الله وقدرته ومكانة الصبر في الاسلام، ومن ذلك ضيف ابراهيم المكرمين عندما بشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم, قالوا كذلك قال ربك إنه هو ا لحكيم العليم ويذكر قصة اخرى في قوله تعالى: يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيا لم نجعل له من قبل سميا, قال رب أنا يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيا, قال كذلك قال ربك هو علي هيِّن وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا .
العقم عند الرجال
وينتقل بنا الحديث الى الجانب الطبي مع د, نصر الدين قطب اخصائي الامراض الجلدية والتناسلية بمستوصف السليل ويبدأ بقوله: قبل التحدث عن ضعف الخصوبة والعقم عند الرجال من الضروري التعرف على عنصرين مهمين حيث بمعرفتهما يمكن الكشف عن غموض تأخر الإنجاب والاجابة على كافة التساؤلات حول هذا الموضوع وهما:
تركيب الجهاز التناسلي عند الرجل، ومكونات السائل المئوي.
ويتكون هذا الجهاز من العضو الذكري والخصيتين وهما الاجزاء التي تكون خارج الجسم بالاضافة الى الاجزاء الداخلية واهمها البروستاتا والحوصلة المنوية.
وبالنسبة للخصية فهي ذات تركيب بيضاوي الشكل يتصل بها من الخلف البربخ EPIDIDYMES ويوجدان معاً داخل كيس الصفن والحجم الطبيعي لطولها عند الشخص البالغ حوالي 4,5 سم اي فيما يتراوح بين 3,6 سم الى 5,5 سم ويبلغ عرضها حوالي 2,5 سم اي فيما يتراوح بين 2 سم الى 3,2 سم تحاط من الخارج بغلاف يتكون من ثلاث طبقات، وتنخفض درجة حرارة الخصية عن درجة حرارة الجسم بحوالي 2,2 درجة مئوية وذلك للحفاظ على الحيوانات المنوية حيث إن ارتفاع الحرارة يضر بحيوية وحركة الحيوانات المنوية ويحدث انخفاض درجة حرارة الخصية بفعل عدة عوامل اهمها ما يلي:
تعرج جلد الكيس الخارجي المحيط بالخصية والتجاعيد الموجودة به تساعد على تهوية الخصية وخفض حرارتها.
التبادل الحراري بين الاوردة والشرايين المجاورة للخصية وكذا ارتفاع احدى الخصيتين عن الاخرى.
أجزاء الخصية الداخلية
* الخصية من الداخل مقسمة الى فصوص هرمية الشكل يبلغ عددها حوالي 250 فص ويتكون كل فص من انبوبة ملتفة على شكل حرف U كل واحدة منها يبلغ طوالها من 30 60 سم وتسمى SEMINIFEROUS TUBULES .
وتشكل هذه الانابيب 75% من حجم الخصية وتحتوي هذه الانابيب على تجويف يحاط بجدار يتكون من 48 صفوف من الخلايا المنوية تعمل على حدوث الانقسامات في تلك الخلايا مكونة في النهاية الحيوانات المنوية ويوجد نوع آخر من الخلايا يسمى : سرتولى SERTOLI CELLS والانسجة المتداخلة بين هذه الانابيب تحتوي على الاوعية الدموية وخلايا اخرى تفرز هرمون الذكورة وتعرف هذه الخلايا باسم LEYDIG CELLS وينتهي طرف كل انبوبة مع انبوبة مستقيمة فيما يعرف بمسمى RETE TESTIS حتى يتكون في النهاية البربخ وفيه يتم اكتمال نمو الحيوانات المنوية بالاضافة الى تخزينها.
تعريفات
البربخ: هو عبارة عن انبوبة طويلة واحدة كثيرة الالتفافات يبلغ طولها 45 أمتار ومن المهم ان نعرف ان اي اصابة لأنبوبة البربخ في اي عملية جراحية تؤدي الى انسداد تام.
ويخرج من البربخ انبوبة تسمى VAS DEFERNS يبلغ طولها 35 سم تمر بالحبل المنوي مع الاوعية الدموية والاعصاب ولها حركة ذاتية تؤدي الى دفع الحيوانات المنوية لتتحد مع انبوبة الحوصلة المنوية لتكون قناة القذف التي تنتهي في قناة البول المارة داخل البروستاتا PROSTATIC URETHRA والتي تفتح فيها ايضاً قنوات البروستاتا ثم تمر الافرازات المنوية خلال مجرى البول حتى خارج الجسم.
الحوصلة المنوية: هي عبارة عن زوج من الغدد تلى الجانبين تصبان في جانبي قناتي القذف.
البروستاتا: عبارة عن غدة واحدة في منتصف الجهاز التناسلي تمر خلالها قناة البول وتوجد تحت عنق المثانة البولية وتكون افرازات الحوصلتين المنويتين والبروستاتا معظم كمية السائل المنوي.
مكونات السائل المنوي
ويعرف د, نصر الدين تكوين السائل المنوي ويقول: يتكون هذا السائل من الحيوانات المنوية التي تأتي من الخصيتين وتسبح في محاليل تأتي من البروستاتا والحوصلتين المنويتين وتسمى هذه المحاليل البلازما المنوية : SEMINAL PLASMA وتمثل نسبة إفرازات الحويصلة المنوية 70% من السائل المنوي بينما تمثل نسبة افرازات البروستاتا حوالي 20% في حين ان نسبة الحيوانات المنوية التي تفرزها الخصية والبربخ 7% بالاضافة الى 3% هي عبارة عن افرازات بعض الغدد الصغيرة.
مكونات البلازما المنوية
وينقلنا د, نصر الى جانب آخر فيشرح مكونات البلازما المنوية فيقول: لعل من اهم مكونات البلازما المنوية ما يلي:
سكر الفركتوز : Frutose بالإضافة الى مجموعة اخرى من الكربوهيدرات وهذه مهمة لتغذية الحيوانات المنوية.
البروستجلاندين PROSTGANDINS وهو حوالي 13 نوعا ويعتبر مهما للتفاعل مع مخاط الرحم حتى تكون مستعدة لاستقبال الحيوانات المنوية وايضاً مهم جداً في عملية حدوث انقباضات الرحم وقناة فالوب بعد الجماع وذلك لسرعة حركة الحيوانات المنوية لحين وصولها الى مبيض المرأة.
توجد من ضمن مكونات البلازما المنوية مجموعة كبيرة من الاحماض الامنية والاحماض العضوية والبروتينات والانزيمات والاحماض الدهنية.
الفحوصات المهمة للكشف
* من اهم الفحوصات اللازمة لاكتشاف ضعف الخصوبة او العقم كما يراها د, نصر الدين قطب هي ما يلي:
تحليل السائل المنوي: الذي يجب ان يتم تكراره اكثر من مرة للتأكد من النتيجة بشرط ان يكون بعد فترة انقطاع عن الجماع والاستمناء بمدة تتراوح من 35 ايام وتبلغ الكمية الطبيعية للسائل المنوي من 26 مل وعدد الحيوانات المنوية من 20 25 مليون/ مل على ألا تقل الحركة عن نسبة 60% ' وتكون الحركة امامية نشطة في معظمها وذلك بعد اتمام سيولة السائل المنوي ودون التأخير في احضارها للمختبر بعد جمع العينة على الا تزيد الاشكال الطبيعية عن 30 40% ونسبة الفركتوز 1200 ميكروجرام/ مل .
تحليل الهرمونات بالدم: ويعتبر مهماً خاصة بالنسبة للكشف عن حالات ضعف الخصوبة وذلك لمعرفة نسبة الهرمونات بالدم.
خذعة من الخصية :Biopsy وهذا الفحص مهم ايضاً لحالات العقم وذلك للتعرف على الخلايا المنوية وعلى المرحلة التي تتوقف عندها انقسامات الخلايا.
أسباب ضعف الخصوبة والعقم
ويعدد د, قطب اسباب العقم بقوله: قد يكون العقم اولى وحدوثه للشخص الذي لم ينجب على الاطلاق او يكون العقم ثانويا وهو يحدث للشخص الذي سبق له الانجاب ثم اصبح غير قادر على الانجاب نتيجة لاسباب مرضية او جراحية.
وبصفة عامة فان العقم او ضعف الخصوبة اما ان يكون نتيجة اضطرابات وخلل وضعف في عملية انقسام الخلايا المنوية او قد يكون نتيجة انسداد في الانابيب الحاملة للحيوانات المنوية والسائل المنوي الى خارج الجسم.
ويمكن ذكر اسباب ضعف الخصوبة والعقم كما يلي:
اولاً: الاسباب الخلقية: حيث قد يولد الشخص بدون خصيتين او ضمور بالخصيتين وهذه الحالات لا تستجيب لأي علاج.
ثانياً: الاضطرابات في وظائف الغدد: وتشمل الآتي:
اضطرابات في الهيبوسالمومس HRPOTHALAMUS : مثل مرض كالمان ومن اعراض هذا المرض تأخر البلوغ وضمور بالاعضاء التناسلية وانخفاض نسبة هرمونات الذكورة وصغر حجم الخصيتين وايضاً اضطرابات في الغدة النخامية نتيجة وجود اورام بها او اصابة جراحية او إشعاعية فمتى ما حدث هذا قبل البلوغ فانه ينبىء بتأخرالنمو اما اذا حدث بعد البلوغ فسيؤدي إلى صغر حجم الاعضاء التناسلية وضعف في الرغبة والقوة الجنسية.
زيادة نسبة هرمون اللبن PROLACTIN وهو ناتج عن زيادة افرازات الغدة النخامية او اورام بالغدة النخامية وفي حالات الفشل الكبدي والكلوي والالتهاب السحائي.
الاضطرابات في وظائف الغدة الدرقية حيث تتسبب في ضعف الخصوبة وتعتبر هذه الاضطرابات اسبابا مؤقتة تنتهي بالعلاج علاجياً او جراحياً.
ثالثا: الاضطرابات في وظائف الخصية:
وهي تحدث نتيجة اضطرابات واختلاف في عدد الصبغيات مما يؤدي الى ضعف الخصوبة او العقم التام مثل مرض كلين فلتر ومرض سرتولى وهي من امراض العقم التام ولا توجد مع هذه الامراض حيوانات منوية على الاطلاق.
رابعاً: دوالي الخصية: وتعتبر من اهم اسباب ضعف الخصوبة والعقم عند الرجال وتوجد عادة في الناحية اليسرى في اكثر من 90% من الحالات وتؤدي هذه الدوالي الى نقص في عدد الحيوانات المنوية وضعف في الحركة وزيادة عدد الاشكال الغير طبيعية وتتحسن حالة حركات الحيوانات المنوية والغدد عند المريض بعد التدخل الجراحي وربط الدوالي.
خامساً: عوامل جنسية: وتعد هذه العوامل من الاسباب الهامة للعقم كما في حالات العجز الجنسي الكامل وفقد الرغبة الجنسية والقذف الارتدادي واصابات العمود الفقري وامراض الاوعية الدموية مثل جلطات اوردة وشرايين العضو الذكري وايضاً تشوهات العضو الذكري وعدم القدرة على الجماع.
سادساً: عوامل اخرى: وهذه العوامل مختلفة تؤثر على نضوج الحيوانات المنوية وعملية انقسام الخلايا المنوية ومن هذه العوامل ما يلي:
المناخ والاماكن المرتفعة: ففي المناطق المرتفعة والجبال تقل خصوبة الافراد في تلك المناطق وهذا التأثير عكسي يزول عند زوال الاسباب كذلك في المناطق شديدة الحرارة وشديدة الرطوبة.
الحرارة وتعتبر عاملاً متسبباً في توقف نضوج الخلايا المنوية حيث انه من المعروف ان درجة حرارة الخصية اقل من درجة الحرارة داخل الجسم ب 2,2 درجة مئوية وذلك للحفاظ على حيوية الحيوانات المنوية فمتى ما ارتفعت الحرارة ولمدة طويلة فان ذلك يتسبب في توقف نضوج الخلايا المنوية عند المرحلة الثانية مما يؤدي الى انخفاض في عدد الحيوانات المنوية ولكنها تعتبر حالة مؤقتة ومن الممكن استعادة العدد الطبيعي خلال ثلاثة اشهر عند زوال السبب ومن امثلة ارتفاع درجة حرارة الخصية استخدام الحمام الساخن جداً ولمدة طويلة ولمرات متكررة كذلك الملابس الداخلية الضيقة وبالاخص المصنوعة من الالياف الصناعية.
الامراض العضوية المصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجسم مثل الجديري المائي العنكز وحمى البحر الابيض المتوسط والتهاب الكبد الوبائي وغيرها.
عدم نزول الخصية الى كيس الصفن: فاذا استمر عدم نزول خصية الطفل الى الكيس حتى عمر 5 سنوات فان ذلك يؤدي الى بداية تغيرات ضارة بالخصية وغير قابلة للعلاج واذا استمر على هذاالوضع حتى البلوغ فان ذلك يؤدي الى تدمير تام للخصية وعدم قدرتها على انتاج الحيوانات المنوية بعد ذلك ولهذا لابد ان تحرص الام على تصحيح وعلاج هذه الظاهرة عند اطفالها قبل عمر 5 سنوات وذلك عن طريق العلاج الهرموني او بالتدخل الجراحي.
العوامل النفسية العاطفية والاجهاد: حيث تؤدي هذه كلها الى زيادة افراز هرمون السيروتونين SEROTNINE الذي له تأثير ضار على تكوين الحيوانات المنوية وكذلك عدد الحيوانات.
تقدم العمر: بصفة عامة فان العمر يلعب دوراً بسيطاً وقليل الاهمية بالنسبة للخصوبة الا اذا كان مرتبطا ببعض الامراض المزمنة مثل مرض السكر الذي يكون مصحوبا بتغيرات في الاوعية الدموية بالاضافة الى الضعف الجنسي والقذف الارتدادي.
كثرة الممارسة الجنسية: ويقتصر تأثيرها على الاشخاص اصحاب الاعداد القليلة من الحيوانات المنوية وعموماً فان الممارسة الجنسية يوما بعد يوم مقبولة عند معظم الاشخاص اما الامتناع عن الممارسة الجنسية لفترة طويلة فانه يؤدي الى شيخوخة الحيوانات المنوية وزيادة عدد الحيوانات المنوية الميتة بالاضافة الى ضعف الحركة.
الاشعاع: التعرض لجرعات كبيرة من الاشعاع ولفترات طويلة له تأثيره السيىء على الخصوبة.
الادوية والمواد الكمياوية: هناك عدد من الادوية لها التأثير السلبي على الخصوبة وذلك من ناحيتين فاما بالتأثير على عملية انقسام الخلايا المنوية او باحداث تغيرات في الحيوانات المنوية بحيث تجعلها غير قادرة على تخصيب البويضة ومن هذه الادوية بعض الادوية التي تستخدم في علاج سرطانات الدم واللمفاوية وادوية الصرع والضغط والمهدئات وبعض ادوية الامراض النفسية وقرحة المعدة ومن الادوية الشائعة في الاستخدام بكثرة بين الناس والتي لها تأثير ضار على الخصوبة الاسبرين حيث ان تعاطيه وبجرعات كبيرة ولمدة طويلة يؤدي الى انخفاض نسبة البروستجلاندين في السائل المنوي.
المخدرات والكحوليات والتدخين بكثافة: وهذه تعد عوامل مؤثرة قبل اي شىء على الصحة العامة للجسم.
التغذية: نقص بعض الفيتامينات مثل E\B\A وبعض الاحماض الامينية لها التأثير على الخصوبة بما يتطلب من الانسان الاهتمام بالتغذية السليمة التي تتنوع في مكوناتها.
الامراض المعدية: ومن امثلتها التهاب الغدة النفكية والدرن والجذام العقدي.
التهابات الجهاز التناسلي المزمنة والغير المعالجة: ومن امثلتها السيلان والتهابات الخصية والبربخ والبروستاتا والتي قد تؤدي في حالة اهمال العلاج الى انسداد في ناحية واحدة في البربخ او في الناحيتين مما يؤدي الى عقم تام يحتاج الى تدخل جراحي لفتح تلك الانابيب.
حالات الشلل بالنصف السفلي من الجسم واصابات العمود الفقري: والتي تنتج اغلبها من الحوادث المرورية او الطريقة العشوائية عند اسعاف المصاب في الحادث المروري.
الفشل الكلوي المزمن: ويتبع ذلك ما بعد عمليات زراعة الكلى وذلك نتيجة للعقاقير التي تؤخذ بعد ذلك.
التفاعلات الحساسية: في حالات الحساسية الحادة من البنسلين تحدث اضطرابات شديدة في عملية انقسام الخلايا المنوية كما تم تسجيل بعض حالات التحسس لدى بعض الزوجات من السائل المنوي الخاص بزوجها بعد الجماع مما ينتج عنه تورم بالعينين واحتقان بالانف وعطس وحكة بالجلد مع ارتكارياحادة وتورم بالمهبل وهذه حالات نادرة جداً.
عوامل مناعية: وهي نتيجة تكون اجسام مضادة وتجلط بالسائل المنوي ومن الممكن ايضا ان تكون اجساما مضادة في المرأة للسائل المنوي لزوجها ووجد انها تمثل 12% من حالات العقم عند النساء والغير معروفة الاسباب.
علاج ضعف الخصوبة
ويصف ضيفنا العلاج فيقول: لابد من تقييم الحالة قبل العلاج ومعرفة عمر المريض ومدة الزواج والحالة الجنسية وعدد مرات الجماع بالشهر اضافة الى معرفة الامراض العضوية واضطرابات الغدد لدى المريض وسؤال المريض عن اي امراض سابقة مثل اصابات الجهاز التناسلي والتي تشمل التهابات الخصية والتهابات الغدد التفكية وتأخر نزول الخصية في الطفولة وايضاً سؤال المريض عن اي اصابات تعرض لها من حوادث او عمليات جراحية سابقة في المنطقة التناسلية وعلى الاخص الفتق ودوالي الخصية ثم بعد ذلك يتم فحص المريض فحصاً طبياًعاماً ثم فحص المنطقة التناسلية لمعرفة حجم العضو التناسلي ومعرفة اي تشوهات به وكذلك التأكد من وجود الخصيتين وحجمهما ومكوناتهما وفحص البربخ لمعرفة اذا كان طبيعيا او متضخماً وكذلك فحص الانبوبة الخارجية من الخصية وفحص الكيس للبحث عن اي دوالي او تجمع مائي وكذلك فحص البروستاتا والحويصلتين ثم بعد ذلك يتم عمل الفحوص المخبرية للسائل المنوي المقذوف بعد الجماع اضافة الى ذلك فحص واختبارات خاصة لاكتشاف اسباب الضعف او العقم المتوقعة.
ومن الضروري معرفته والتأكيد عليه ان علاج حالات ضعف الخصوبة والعقم يستمر ثلاثة اشهر على الاقل حيث ان انقسام الخلايا المنوية في البربخ يستغرق حوالي 74 يوماً وعملية اكتمال النضوج والتحرك في البربخ تستمر اكثر من 16 يوما اي ان المجموع حوالي 90 يوما ويكون العلاج تبعاً للسبب فاما ان يكون باستخدام الهرمونات او مضادات الهرمونات او علاج جراحي كما في حالات الانسداد او الدوالي او بالتلقيح الخارجي IVE المسمى طفل الانابيب وذلك في حالات النقص الشديد في عدد وحركة الحيوانات المنوية الغير قابلة للعلاج التقليدي وذلك بتقليح البويضات خارج الجسم بالحيوانات المنوية للزوج بعد معالجتها وبعد حدوث الانقسامات بها يتم اعادة زراعتها برحم الزوجة ومن التقنيات الحديثة في هذا المجال وفي حالات العقم التام وعدم وجود اي حيوانات منوية للزوج يتم استخدام الخلايا المنوية من خصية الزوج بعد معالجات خاصة في تلقيح البويضة خارج الجسم ثم يعاد زراعتها ايضاً برحم الزوجة.
النساء والعقم
تقول: د, ايمان منيرة طبيبة نساء بوادي الدواسر في بداية حديثها: تعتبر السيدة غير قادرة على الانجاب وذلك بعد مرور عام على الاقل من الزواج من رجل سليم قادر على الانجاب متواجد معها بصفة مستديمة بدون استعمال اي وسيلة لمنع الحمل.
وتضيف بقولها: وتنقسم عدم القدرة على الانجاب العقم الى نوعين هما:
نوع اولي او ابتدائي: ويطلق على السيدة التي لم تنجب من قبل.
نوع ثانوي: وهذا يطلق على السيدة التي لا تستطيع الانجاب حالياً مع انها انجبت طفلاً او اكثر من قبل.
وتقول في سياق حديثها حينما نتكلم عن العقم عند النساء فان لذلك اسبابا منها ما يلي:
وجود اي خلل في المبيض وقد يكون الخلل بالمبيض نفسه وهذا يعرف باسم عقم اولي مثلاً وجود اكياس اوتكيسات او عقم ثانوي وذلك نتيجة اضطراب بعض الهرمونات التي تتحكم في عمل المبيض والتي تصدر من غدة صغيرة داخل الرأس تسمى الغدة النخامية وهي المسؤولة عن تنظيم عمل المبيض من حيث نمو ونضج البويضة.
وجود بعض العيوب بالانابيب الموصلة بين المبيض والرحم انابيب فالوب والتي تمر بداخلها البويضة ليتم تلقيحها بالحيوان المنوي ومن هذه العيوب ما تكون خلقية او نتيجة التهابات متكررة ادت الى وجود نقص التصاقات بهذه الانابيب مما ادى الى انسداد الانابيب.
وجود عيب خلقي بالرحم مما يمنع ثبات البويضة المخصبة ونمو الجنين بداخله.
وجود بيئة غير مناسبة بالمهبل نتيجة افرازات معينة تؤدي الى قتل الحيوانات المنوية بداخله.
اتساع عنق الرحم او وجود ألياف بداخل الرحم.
الطب الحديث وعلاج العقم
* وتواصل الحديث د, إيمان بقولها: كل هذه الاسباب من الممكن علاجها بشرط التأكد أولا من سلامة الزوج فمن الممكن بعد عمل فحوصات خاصة مثل الاشعة بالموجات فوق الصوتية على الرحم والمبايض وتحليل نسبة الهرمونات الخاصة بالانجاب والتأكد من سلامة الانابيب والرحم عن طريق الاشعة السينية بعد الحقن بالصبغة وإزالة اي التصاقات سواء عن طريق الجراحة او المنظار البطني حتى انه وصل العلم الآن لزراعة بعض من أنسجة المبيض داخل السيدة التي لم تستجب للعلاج أو بها اي عيب خلقي يمنعها من تكوين البويضة واخراجها سليمة إلى الاستعانة بأطفال الانابيب عن طريق تلقيح البويضة مجهريا خارج الجسم ثم إدخال البويضة المخصبة بعد ذلك إلى داخل الرحم لاستكمال نمو الجنين.
* وتختتم حديثها معلقة على تطور علاج العقم فتقول: خلاصة القول انه مع العلم الحديث والتطور الطبي المذهل في أساليب التشخيص والعلاج يمكن القول بأنه لا توجد امرأة غير قادرة على الانجاب أو عقيمة بإذن الله تعالى.
الطب الشعبي وعلاج العقم
* ويؤكد د, نصر على ان العقم أو ضعف الخصوبة هو ناتج عن نقص في الهرمونات بما يعطي مدلولا واضحا ان علاج الطب الشعبي لايمكن اثبات نجاحه في علاج هذا المرض موجها الانسان بالاستعانة بالله والتوكل عليه والتداوي بالقرآن الكريم قبل كل شيء مستشهدا بقوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء).
الحمل والطب النفسي
* عن هذا الموضوع تقول أخصائية العلاج النفسي بمستشفى قوى الأمن الاخصائية ناديا التميمي: المرأة في الحمل تشارك فيه بكل خلايا جسمها وبعامة وجدانها ونفسها وعقلها فهناك التجارب اليومية وانفعالاتها وعواطفها وأفكارها ثم ما يجري للجنين من تطورات له مردوده على جهازها العصبي ووظائف جسمها الحيوية والحمل نفسه وخاصة في المرة الاولى يؤثر على العلاقة الزوجية وقد يعقد المواقف بينهما ويفرض عليهما ان يعملا معا ويخططا معا كما ان معاملة الحامل لزوجها تختلف عن معاملتها له قبل الحمل وتتطلب من الزوج معاملة خاصة مختلفة ومع ان الحمل يكون حدثا يخص هذين الزوجين معا ولكننا نجد ان المجتمع من حولهما يشاركهما هذا الحدث منذ البداية فهناك الأهل والاصدقاء ثم بيئة العمل كل هذه المجالات تتاثر بالحمل وتفصل ذلك بقولها:
الأهل : يكون الحمل بالنسبة لهم حدثا له معنى من حيث استمرار النسل والاسم واثبات الرجولة وصحة المرأة ،اهداء النصائح التي عليهما اتباعها ويشترك في ردود الفعل هذه الأصدقاء.
بيئة العمل: قد يكون هذا الحدث مؤثراً سلبا أو ايجابا وذلك بحسب هذا الحمل وهذا موضوع له عدة جوانب.
المرأة وفشل الإنجاب
* تقسم ناديا التميمي النساء مع العقم إلىعدة أنماط وتذكر ذلك بقولها:
نمط من النساء وهو الذي يدور على الاطباء ويجرب كل دواء فهي زبون دائم عند الاطباء يوجه اللوم للزوج ويعذبه بكثرة الشكوى.
هناك نمط ينكر الصدمة ويزعم انه لا يرغب في الانجاب ولا يحب الاطفال وتعوض عن فشلها في ذلك بالعناية بشكلها وهندامها وتهتم بأمور لا تحسنها وتنسب دائما فشلها لزوجها او اسرتها او المجتمع بدعوى ان أحدا لا يعطيها الفرصة لتثبت كفاءتها.
وهناك نمط يعوض عن النقص بأداء ناجح إلا انها لا تقوم بالأمور التي تناسب قدرتها وتذهب من التحدي إلى التصدي لأمور أكبر منها فتكون النتيجة الفشل فتكتئب وتزيد بها الحساسية وتغالي في اتهاماتها للآخرين وخاصة الزوج وتنكر ان عصبيتها مصدر شعورها بالنقص بسبب العقم.
الرجل ورغبة الأبوة والإرث
* وترى ناديا في حديثها عن الجانب النفسي في هذا الموضوع ان الرجل يستجيب للعقم بخلاف المرأة التي تريد الولد على الحقيقة وتهفو للانجاب وهذه هي رسالتها وحياتها بينما الرجل يريد ان يكون له ولد من صلبه يخلفه من بعده ويعقبه والتكاثر عند الرجل في القيمة بينما التكاثر عند المرأة زيادة في النسل والرجل قد يكون عقيما فلا يتأثر إن لم يكن عنده ما يورثه وأما المرأة فتشعر انها كالبنيان المعطل.
العقم والعلاقة الزوجية
* وعن مدى تأثر العلاقة الزوجية بين الزوجين مع تأخر الانجاب تقول ناديا التميمي: للعقم تأثيره النفسي على الزوجين وقد يكون هذا سببا لكثير من المشاكل الزوجية وقد يترتب عليه الطلاق أو قد يلجأ الزوج للزواج من اخرى وقد يتسبب للزوجة في الاصابة بالاورام الليفية وقد يشعر أي من الزوجين نتيجة العقم انه أدنى من غيره من الناس ويصاب بعقد نفسية وقد ينسبه لحياته الجنسية قبل الزواج وقد يرى في عقمه العقاب من الله سبحانه وتعالى وهذا الاحساس بالذنب قد ينحرف بتصرفات الزوج مع زوجته وقد يجعل العقم من جانب المرأة الزوج قاسيا عليها أو يجعل من الزوجة انسانا شرسا مع الزوج العقيم.
* وتضيف بقولها: تظل لقوة العلاقة الزوجية بين الاثنين اكبر الاثر في التغلب على هذه الضغوط والوصول بالعلاقة الزوجية الى مستوى رائع ويضمن لهذه الحياة الاستمرارية ويمكن تحقيق ذلك متى ما احست المرأة بالامن مع زوجها ومع البيئة وتقبلها حتى ولو كانت تشعر بأنها اقل وكذلك بالنسبة للرجل من حيث احساسه بالأمن والتقبل من قبل الزوجة والمجتمع فمتى كان ذلك الاحساس متوفراً نكون قد وصلنا إلى مستوى جيد من التكيف والشعور بالاستقرار.
العقم والمجتمع والحياة الزوجية
* وتواصل الحديث عن تأثير المجتمع على العلاقة الزوجية بانعدام الانجاب فتقول: تختلف الاثار الاجتماعية للعقم باختلاف الثقافات بحيث إذا كان المجتمع يعتبر العقم عيبا فقد يجعل ذلك المرأة أميل إلى عدم الاختلاط بغيرها وخاصة إذا كان زوجها يمكن ان يلتقي بأطفال اثناء لقائهما بالآخرين وقد يضغط الأهل على الزوج ليطلق زوجته العقيم حتى ولو كان لايشعر انه ينقصه شيء بعدم الانجاب ومن هذا العرض (والتعليق لناديا التميمي) يتبين لنا ما هي أنواع المشاكل أو الضغوط النفسية التي يتعرض لها كل من الزوجين اللذين تأخرا في الانجاب أو لم يكتب لهما الانجاب وهي ضغوط نفسية ليست ناتجة من هذا الوضع فحسب بل ايضا من المجتمع الذي حولهما.
* ويتناول الشيخ الفاران الحديث عن علاقة المجتمع بهذه القضية فيقول: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وعلى الفرد أن يترك مالا يعنيه والدعاء للآخرين بالتوفيق ولا يكون الانسان شرارة شر وذلك الفعل من سمات الشيطان الرجيم وعلىالوالدين ان يؤمنا بأن الله قدر الأقدار وأنه جعل لكل شيء سببا وما عليهما إلا الاصلاح بين الزوجين وعدم التدخل في حياتهما.
من أجل حياة سعيدة
* يمكن للحياة الزوجية الاستقرار والعيش في سعادة بعدة عوامل ذلك ما تراه (ناديا) حيث تذكر ما يلي:
لابد أولا من حل الضغوط النفسية التي تعاني منها المرأة العقيم أو الرجل العقيم كل على حده.
لابد من التعامل مع الضغوط والمتاعب النفسية التي تشوب علاقة الاثنين ببعضهما.
التعامل مع الضغوط النفسية التي يتعرض لها الاثنان من البيئة من حولهما.
وذلك للوصول إلى مستوى جيد من التكيف النفسي الصحي وهذا بالتأكيد الموضوع غير السهل ويحتاج إلى جهد وإرادة ومستوى من الوعي الجيد.
أما بعد
فمن بين أسطر التحقيق يتبين لنا وجوب الإيمان بقضاء الله وقدره والاستعانة بعد التوكل على الله للبحث عن السبب والعلاج في المشافي التي اثبتت نجاحها وليعلم الانسان ان ما اصابه ذلك إلا لحكمة لا يعلمها إلا الله متى ما صبروا واحتسب الأجر من الله كان له في ذلك الخير بإذن الله بما يعطي سير قافلة الحياة الزوجية بكل سلام بعيداً عن كدر النفوس ورفع احصائيات الطلاق.
|
|
|
|
|
