|
| محليــات
في ظروف تخص أسرة دول مجلس التعاون العربية الخليجية، وأخرى إقليمية شرق أوسطية، وأخرى عالمية، عقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي دورته العادية الخامسة والسبعين أمس بمدينة جدة وبحضور جميع الوزراء في الدول الأعضاء.
ومن نافلة القول إن الخلاف الحدودي بين دولتي قطر والبحرين والذي انتقل الآن إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ستكون بحكم أهميته للأسرة الخليجية في مقدمة القضايا التي تخص شؤون هذه الأسرة الواحدة المتجانسة والمتوافقة في شتى شؤونها الاجتماعية والسياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والتجارية, سواء فيما يتعلق بعلاقاتها ببعضها البعض على المستويين الثنائي أو الجماعي التعاوني, وطرحُ هذا الخلاف القطري/ البحريني في جدول أعمال المجلس الوزاري له دلالته الموضوعية التي تؤكد على أن دول مجلس التعاون لا تخشى من خلافاتها الثنائية أو الجماعية، بل تعدها ظاهرة صحية تخضع قبل منطق الصراحة للرغبة المشتركة في احتوائها ومعالجتها بروح الأخوة والوحدة، والتضامن والتعاون بما يعزز مسيرة المجلس نحو أهدافه المرسومة.
وقد تُطرح خلافات أخرى حدودية أو سياسية أو تجارية أو أمنية أو دفاعية بين طرفين آخرين أو أكثر على اجتماع المجلس الوزاري وهو أمر وارد، ووارد أيضا أن يتم تجاوز هذه الخلافات بنفس روح الأخوة والمودة والتفاهم بصراحة وموضوعية ورغبة أكيدة في وضع الحلول القابلة للقبول والتطبيق.
وعلى الصعيد الاقليمي الشرق أوسطي، فهناك كما هو جار الآن في المنطقة الفشل الذي ما زال يلازم مفاوضات المسار الفلسطيني/ الإسرائيلي والذي ينجم الفشل عن العراقيل التي تتعمد حكومة إسرائيل في ابتداعها لتحول دون تنفيذ التزاماتها الواردة في الاتفاقات الموثقة مع الفلسطينيين.
وهذا الفشل هو الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية كراعية أولى لعملية السلام لكي ترسل وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت إلى المنطقة حيث يتوقع وصولها غداً، وقد سبقها أمس إلى المنطقة المنسق الأمريكي لعملية السلام دنيس روس، فضلا عن وصول رئيس وزراء السويد الذي شهدت عاصمة بلاده مفاوضات سرية فاشلة بين إسرائيل والفلسطينيين كان هدفها التوصل الى اتفاق إطار للوضع النهائي.
وعلى نفس الصعيد الاقليمي الشرق أوسطي تتشبث إسرائيل بما ليس لها حق فيه بالنسبة لقضية مزارع شبعا التي أقرت سوريا بأنها لبنانية بما يسقط حجة إسرائيل التي تزعم أنها المزارع سورية!.
وأيضا هناك جهد المبعوث لارسون الذي يقوم بدراسة وتحديد خط الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، وقد سلم أمس بالفعل الحكومة اللبنانية نتائج أولية غير نهائية بشأن خط الانسحاب الإسرائيلي تقوم الحكومة اللبنانية بدراستها الآن.
على الصعيد العالمي، فإن نتائج قمة برلين لقادة ما يسمى الطريق الثالث والتي ركزت على معالجة المشكلات المتنوعة التي تطرحها العولمة العالمية لن تكون نتائج هذه القمة بعيدة عن اهتمامات المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي.
وأيضا لن تكون بعيدة عن اهتماماته بنتائج أول قمة يعقدها الرئيس الروسي مع نظيره الرئيس الأمريكي والتي سيعلنها في مؤتمر صحفي مشترك اليوم في موسكو, وهكذا تكتسب اجتماعات المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في جدة رغم أنها تتم في إطار دورة عادية تكتسب أهميتها المحلية والإقليمية والعالمية.
الجزيرة
|
|
|
|
|
