| الاولــى
*
* جدة واس
بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس في مدينة جدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية، أعمال الدورة الخامسة والسبعين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وحضر الاجتماع معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأستاذ جميل الحجيلان.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية في بداية الجلسة كلمة أعلن فيها افتتاح الدورة الخامسة والسبعين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ورحب بالحضور, وقال سموه: نأمل أن يتكلل اجتماعنا بالتوفيق والسداد لكي يأتي مكملا لنهج التشاور والتنسيق الذي دأبنا عليه في معالجة القضايا التي تهم دول المجلس والعمل على وضع قرارات المجلس الأعلى في دوراته المتعاقبة موضع التطبيق العملي .
وأضاف سموه إن اللقاء التشاوري الثاني لقادة دول مجلس التعاون كان شاهدا آخر من شواهد حرص قادتنا على تواصل اللقاءات وتبادل الرأي في كل ما من شأنه تعزيز مكانة المجلس ككيان يسعى لتحقيق أمن واستقرار دولنا وتوفير الرخاء والازدهار لمواطنينا وخدمة قضايا أمتنا العربية والاسلامية .
وتابع سموه وحريٌّ بنا ونحن نجتمع اليوم أن نتساءل: هل واقع العلاقات بين دولنا يتفق مع طموحات قادتنا وشعوبنا أم أن علينا بذل جهود أكثر للوصول بهذه العلاقات الى ما نصبو اليه ونتمناه, وفي هذا الصدد فإنني لا أبوح سرا اذا قلت إننا جميعا منشغلون بالعلاقات بين الشقيقتين قطر والبحرين ومع ذلك فنحن مطمئنون لحكمة وحصافة القيادتين في البلدين الشقيقين وحرصهما على أن تظل العلاقات بينهما في منأى عن كل ما يسيء للتضامن والتعاضد, ان ما نتوقعه ونأمله من البلدين أن يكونا قدوة لما يمكن أن تكون عليه العلاقات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون ومقدرتهم على تجاوز أي أمر عارض .
وأضاف سمو الأمير سعود الفيصل: لقد تمكنا من خلال اجتماعنا مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والذي عقد مؤخرا في بروكسل من تحقيق بعض التقدم في سياق التأكيد للجانب الأوروبي على أهمية التوجه نحو ابرام اتفاقية منطقة التجارة الحرة في المستقبل القريب, وكما تعلمون فقد اتفقنا مع الأوروبيين على تكثيف المفاوضات بهدف اتمامها في أقصر وقت ممكن بعد أن أصبحت الشروط الأساسية للمفاوضات قائمة الآن وأن الطرفين يمكنهما البدء في دراسة متعمقة لكل بند على حدة في قوائم المنتجات الحساسة من أجل استكمال مفاوضات اتفاقية منطقة التجارة الحرة .
وقال سموه: ونأمل ان تعكس نتائج الجولة القادمة من المفاوضات المزمع عقدها خلال الشهر القادم بين الجانبين هذا التوجه وصولا لابرام اتفاقية التبادل التجاري الحر والتي سوف تعتبر دلالة وترجمة حقيقية لتوجهاتنا نحو استمرار وتطوير مصالحنا الاستراتيجية المشتركة مع دول الاتحاد الأوروبي .
ومضى سموه يقول: تولي دول مجلس التعاون اهتماما كبيرا لتنويع وتوسيع علاقاتها وتعاونها مع كافة الدول والمجموعات والتكتلات الاقتصادية في العالم وانطلاقا من هذا المبدأ فقد تم توقيع اتفاق إعلان المبادئ للتعاون المشترك بين دول المجلس ورابطة التجارة الحرة الاوروبية (الافتا) والذي يهدف الى تحرير وتوسيع نطاق التجارة بين الطرفين والشروع في دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية للمجموعتين وسيسهم في تهيئة الاطار المؤسسي الفعال للنمو في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاستثمارية لما فيه الخير والمصلحة المشتركة لشعوب الطرفين .
واضاف سموه: تمر عملية السلام في الشرق الاوسط حاليا بالكثير من العقبات والصعوبات مما تسبب في حالة من التعثر والجمود على المسارين السوري والفلسطيني وحقيقة الامر ان اهم مسببات هذا التعثر والجمود في عملية السلام يعود الى استمرار تعنت موقف الحكومة الاسرائيلية وعدم استجابتها لمتطلبات العملية السلمية في الوقت الذي يواصل العرب فيه تمسكهم بهدف السلام كخيار استراتيجي لا رجعة عنه باذلين في سبيل تحقيق هذا الهدف كل ما يستدعيه من مرونة ومبادرات,, وعليه فإن المطلوب منا في هذه المرحلة تكثيف الجهود من اجل حث الاطراف المؤثرة والفاعلة في المجتمع الدولي للتحرك لوضع الامور في نصابها خاصة لجهة إشعار إسرائيل ان علاقاتها مع الاطراف الدولية لابد ان تتأثر سلبا من جراء هذا المسلك.
وقال سمو وزير الخارجية: إننا نهيب بهذه الاطراف السعي لاقناع اسرائيل بأن هدف السلام الشامل والعاجل المبني على قرارات الشرعية الدولية لا يمكن تحقيقه الا بتلازم مسارات التفاوض العربية والتعامل معها على نحو مترابط ومتكامل,, ولا يفوتني في هذه المناسبة ان ازف التهنئة باسمكم للبنان رئيسا وحكومة وشعبا على تحرير اجزاء غالية من ارض هذا البلد الشقيق, ان هذا الانجاز ما كان ليتحقق لولا صمود المقاومة اللبنانية الباسلة على امتداد سني الاحتلال الاسرائيلي البغيض وإننا لنأمل وقد رضخت اسرائيل لارادة الاسرة الدولية المجسدة في قراري مجلس الامن رقم 425 و426 ان يتم احترام سيادة لبنان واستقلاله بحيث لا تجعل اسرائيل من أمن حدودها الشمالية ذريعة لشن اعتداءات وهجمات على ارض لبنان وشعبه محملة هذا البلد مسؤولية أمنية تدرك مسبقا ان لا قبل له بها في غياب السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة,, ونؤكد في هذا الصدد على الدور المأمول الذي يجب ان تضطلع به قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) وذلك بموجب المسؤوليات المنوطة بهذه القوات كما هو منصوص عليه في قراري مجلس الامن الآنفي الذكر,, كما نعرب عن تأييدنا للجهود المبذولة لدعم هذه القوات وزيادة فاعليتها لكي تقوم هذه القوات بأداء دورها المنشود على نحو فعال.
وقال سموه إن سياسة دولنا تجاه العراق ما زالت مستندة إلى القاعدة الرئيسية المتمثلة في ضرورة تنفيذ العراق لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولقد حرصت الدول العربية عموما ودول مجلس التعاون بشكل خاص - على امتداد الفترة الماضية على بذل كل ما من شأنه الحفاظ علىوحدة العراق واستقلاله والعمل الدؤوب من اجل رفع المعاناة عن كاهل الشعب العراقي الشقيق, غير أن جميع الجهود المبذولة في هذا الشأن كانت تصطدم دائما بحائط الرفض العراقي وتجاهله لكل المبادرات الإقليمية والدولية المطروحة ,وتجدر الإشارة إلى أن هناك عنصرا آخر يثير القلق والارتياب وهو سوء قراءة القيادة العراقية لهذه المحاولات والمساعي الرامية للتخفيف من معاناة الشعب العراقي, فبدلا من التعاون مع هذه المساعي نجد أن الحكومة العراقية ترى فيها وسيلة لتفادي تنفيذ قرارات مجلس الأمن, ومثل هذه القراءات الخاطئة ما زالت مع الأسف مستمرة حتى الآن.
أصحاب السمو والمعالي،
أيها الأخوة.
تحرص دول مجلس التعاون على أن تكون علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والأخذ بالطرق السلمية كأسلوب لحل المنازعات بين الجانبين،وقد وجه قادة دولنا في الاجتماع التشاوري الثاني، الذي عقد مؤخرا في سلطنة عمان، أعضاء اللجنة الثلاثية الاستمرار في مساعيهم الهادفة لاستكمال وتهيئة الأجواء من أجل وضع آلية يتم بموجبها التفاوض بين دولة الإمارات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية،وإنه ليحدونا الأمل في أن تتجاوب الحكومة الإيرانية مع الهدف النبيل الذي قامت اللجنة من اجله للسير معا في طريق إقامة علاقات وثيقة مرتكزة على الثقة المتبادلة،واحترام حقوق الطرفين والعمل علىما فيه خير المنطقة بين دول مجلس التعاون وجمهورية إيران الإسلامية,وإننا ندعو إيران إلى التعاون مع جهود اللجنة الثلاثية لكي تتمكن من أداء مهمتها المنشودة.
أيها الأخوة،
إننا نتابع بقلق بالغ تطورات النزاع بين البلدين الجارين إثيوبيا واريتريا والذي تحول إلى حرب ضروس يذهب صحيتها كل يوم العديد من أبناء الشعبين ويتشرد بسببها عشرات الآلوف وتتعرض معه منشآت وطاقات البلدين إلى الدمار والخراب،وإننا نناشد الأخوة في ارتيريا وأثيوبيا العمل علىما من شأنه تجنيب البلدين ويلات الحرب والاقتتال، كما نثمن قبول البلدين لوساطة فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه، الرئيس الحالي لمنظمة الوحدة الإفريقية،وندعو كلا الطرفين إلى إنجاح خطة السلام التي أعدتها منظمة الوحدة الإفريقية والداعية إلى استئناف المفاوضات حقنا للدماء وتفاديا للخسائر المادية والمعنوية الكبيرة التي يتعرض لها الجانبان.
وإننا نأمل أن يؤدي إعلان اثيوبيان وقف العمليات العسكرية إلى المساعدة في الوصول إلى اتفاق ينهي النزاع نهائيا.
أيها الأخوة،
أمامنا جدول أعمال حافل بالموضوعات المهمة ولا شك أن مساهماتكم الفعالة ستؤدي إلى بلورة أفكار موحدةورؤيا مشتركة إزاء جميع القضايا والموضوعات، وإنني لعلى ثقة بأن مناقشاتكم لتلك الموضوعات سيهيأ لها النجاح المأمول بإذن الله.
وفي الختام، أكرر ترحيبي بكم في بلدكم المملكة العربية السعودية، نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا ويأخذ بأيدينا إلى ما فيه الخير لأوطاننا وشعوبنا.
وكان اصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد وصلوا الى جدة امس.
فقد وصل معالي وزير خارجية دولة البحرين محمد بن مبارك الخليفة ومعالي وزير الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله ومعالي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت ومعالي وزير الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة راشد بن عبدالله النعيمي ومعالي وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وكان في استقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الاستاذ جميل الحجيلان ورئيس المراسم بوزارة الخارجية السفير عبدالرحمن محمد النويصر ومدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير احمد مؤمنة وعدد من المسئولين.
|
|
|
|
|